تنّوع الطراز داخل منزل دافئ

على مساحة رحبة، تمّ بناء منزل عائلة دحدح بتصميم مميّز نفّذه وأشرف عليه المهندس ريشارد مجدلاني، وخطّت ريشة الفنّان شربل مطر الأسقف في داخله، ليحوّلها إلى نقطة جمالية لافتة! ونظراً إلى موقع هذا المنزل الجبلي، فقد سادت في هندسته أجواء الضيعة، ممزوجةً بروحية كلاسيكية وعصرية في آن!

تبرز أعمال البناء اللافتة من المدخل الرئيسي المشغول بكامله يدوياً، والذي استقى مجدلاني فكرته من مدخل بيت الدين الأثري، حيث الباب مرتفع، تعلوه قنطرة وحجارة محفورة يدوياً. وتبرز أعمال «الزفر» حول القرميد بشكل مزدوج،  طرازاً عصرياً وكلاسيكياً في آن! 

ويلفّ الحجر الأبيض البناء الخارجي، كما يمتدّ على طول الحدائق.

يمتدّ هذا المنزل على طبقة، تستقلّ عنها طبقة سفليّة بوظائف ومساحة مماثلة للعلوية. وتتوزّع أمام الردهة الكبيرة أبواب عدّة، يحرص مجدلاني على عدم شغل وسطها بقطعة محورية، بل بأثاث ينتمي إلى الطراز القوطي بلون البيج المعتّق و«بانكيت» يحمل طراز «روش بوبوا». ونظراً إلى وجود الممرات في كل الجهات داخلها والتي تفضي إلى ركن آخر، لم يوزّع الأثاث وسط هذا المكان الذي يشدّ الأبصار سقفه المشغول بالجص المنخفض والمرسوم بـ «الباتين». كما تتوزّع إنارة دافئة في الأرجاء.

 

غرفة المعيشة

 في غرفة المعيشة، اختارت المالكة التدرج في الألوان الداكنة من البنّي والأزرق، ليمزجها مجدلاني بتناغم على طريقة «الأرابيسك»، فيما المفروشات مصنوعة من مادتي الجلد والخشب. صمّمت غالبية الستائر من «الفوال» الأبيض، لتمكين أشعة الشمس من التسلّل إلى الغرفة، بينما علّق القماش في أعلاها ليشكّل تصميماً خاصاً بها! 

وتبدو الأرضيّة والجدران معتّقةً بلون ترابي واحد ومن نوع واحد من الحجر، لكن مع فارق الشكل، حيث يمتدّ الناعم المعتّق أرضاً، ويتوزّع المسنّن على الجدران بشكله الطبيعي. وتحتل مدفأة مفتوحة الفوهة ركناً من الأركان.

 

الصالونات

يشهد قسم الصالونات على طراز متنوع! فقد لبّى مجدلاني رغبة الزوج في الحصول على الأثاث الجلدي من طراز «الارت ديكو» عبر كنبة كبيرة صفراء وكنبتين صغيرتين بالأحمر القاني. كما يلاحظ وجود بعض القطع من طراز لويس الخامس عشر إلى لويس الرابع عشر، بناءً على طلب المالكة. وتتنوّع الطاولات، ولعلّ أجملها تلك المركونة وسط الصالونات والمرسومة يدوياً، والتي تغني رسوماتها المتألقة عن «الأكسسوارات» التي لم تغب عنها! تم تحديد هذا القسم، من خلال أعمال الجص في السقف، بحيث يبرز قسم الاستقبال موزّعاً على مساحتين، ومن خلال اختيار نوعية الإضاءة.

 

غرفة الطعام

يمكن ولوجها عبر قنطرة خشبية، لنطلع على طراز لويس الرابع عشر منتشراً في أرجائها. ويحمل سطح طاولتها الرئيسيّة تخطيطاً يدوياً لمّاعاً بطراز كلاسيكي، تبرزه مادة «البوليستر». ويلاحظ «درسوار» من طراز نابليون الثالث، تعلوه مرآة. زيّن السقف برسوم ناعمة من الورد والغيوم، أراد الفنّان مطر من خلالها أن يوحي بالسماء!  فيما يدلف الباب المصنوع من خشب «الموغانو» إلى مطبخ عصري رائع.

 

غرف النوم

تناغماً مع باقي غرف المنزل، اختار المالكان غرفة نومهما من الطابع الكلاسيكي، من طراز لويس السادس عشر وبلون البيج ـ الباتين، وقد طغت عليها الروح الأنثوية. ولعلّ اللافت أن أقمشة الأسرّة لا تحتكم إلى الستارة التي تتضمن ألواناً مختلفة!  ورغم ان مزيج الأخضر والأحمر قويّ، إلا أن المالكة تمسّكت به، ودعمته بنماذج من الخشب المطلي بالفضّة المعتقة.

انتقت الابنة الطراز الباروكي لغرفتها، وساهمت مساحتها الرحبة على تحقيق هذه الرغبة. يسود الخشب البنّي الداكن غرفتي الشابين، علماً أن الأولى بسيطة تحمل اللون الأحمر القاني، فيما الثانية تتضمّن سريرين يستندان إلى ظهر ملاصق للجدار ومنجّد بالجلد. 

 

حمّام الضيوف

تبرز الجدران في حمّام الضيوف، تشكيلين: أولّهما مسنّن وثانيهما ناعم، ما يمنحها طابعاً وظيفياً. فالناعم، وهو القسم الرئيسي، محدّد الاستعمال من خلال مرآة كبيرة ذات إطار خشبي، أمّا القسم الخشن أو المسنّن فهو غير مخصّص لأي استعمال. ويكسو بلاط «ترافرتينو نوتشيه» المعتّق الأرضيّة. وتجدر الإشارة إلى أن استعمال مواد الحجر والخشب والحديد أكسب هيئته روحاً كلاسيكيّة وعصريّةً، فيما تحتلّ المغسلة بشكلها الدائري ركناً صغيراً، وهي مصنوعة من الحجر الطبيعي.

 

تفاصيل...

تتناغم الستائر مع الألوان السائدة في الصالونات، كما في غرفة الطعام. وفي أعلى كل ستارة مشغولة من الحرير و«الفوال»، يتمركز قماش مخملي مطرّز يدوياً بالحرير والخزف، استوحاه مجدلاني من أوائل القرن التاسع عشر. وبالطبع، ثمة مستويات عدّة من الإنارة، بعضها عادي ومباشر، وبعضها الآخر غير مباشر، وبمستويات عدّة من القوة. وفي غرفة المدفأة، ثمة إنارة طبيعيّة تتحقّق من خلال فجوة دائرية في أعلى الجدار. يفترش السجاد الأصفهاني بألوانه الفاتحة الأرضيّة.

 

 

للاطلاع على الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي".