حلم أميركي في منزل جبلي

يعجب زائر هذا المنزل حين يعلم أنّ أعمال الديكور الداخلي اللافتة فيه لم تستغرق سوى شهرين، وتمّت بإشراف المهندس إيلي طبشراني الذي جنّد 70 عاملاً أدّوا مهامهم ليلاً ونهاراً، لتأتي هذه المساحة التي يملكها ناصر صوفان والممتدّة على طوابق أربعة، والتي ترتفع 1400 متر عن سطح البحر، أميركية الطراز، تتألّق بواجهاتها الزجاج ذات الحجم الكبير المشرفة على الجبل والبحر، تحوطها الخضرة والأشجار من كل حدب وصوب.

ينفتح باب كبير مشغول من خشب الأرز الأميركي، ذو تصميم عصري يبرز خطوطاً طولية تتمّمه مقابض من «الكروم» على رواقٍ طويل يشغله جدار حجري يحتلّه باب جرّار أسود يفضي إلى غرفة الجلوس. وتحلّ البساطة في هذا المكان المزدانة جدرانه بلوحات حجرية وتبرز فيه أعمال فنيّة أفريقية الطابع تعني كثيراً للمالك لأنّها تحمل ذكرى سنوات عمله الأولى في المهجر.

وتتوزّع الألوان الترابية في غرفة الجلوس، حيث تمّ تصميم كلّ من الكنبتين من «البامبو» المجدول بصورة تؤمّن الراحة القصوى إلى الجالس إليهما، ما يمكّنه بسهولة من التمتّع بقيلولة أو مشاهدة التلفاز الذي يعلو مدفأة تعمل على الحطب يكسوها خشب «الزيبرانو». وتركن مكتبة كبيرة الحجم عصرية الطراز تمتدّ على جدار بطول ستة أمتار، مصمّمة بشكل شبه دائري من أخشاب الجوز والأرز و«الموغونو» محفورة بتموّهات شبيهة بأمواج البحر. وهي تحظى بإضاءة خاصّة وتزدان بـ «اكسسوارات» خجولة لا تثني عن تأمّل تصميمها، وقد بلغت تكلفتها عشرين ألف دولار أميركي! ويفترش «الباركيه» ذو الخشب «الماسيف» الأرضيّة. ويفضي باب متحرّك أسود نحو غرفة جلوس ثانوية خاصّة بالمدخّنين، يشغلها أثاث من «البامبو» الأسود، تمتاز بأرضيتها المشغولة من الزجاج والذي تبدو المياه منحدرة تحته، تنبع من شلاّل مياه في

جدار الصالون.

 

صالونات متصلة

وتنبسط الصالونات المتصلة على مساحة فسيحة تحمل التضاد اللوني الكلاسيكي المؤلّف من الأبيض والأسود، يجذب أوّلها الأنظار من خلال كرسيين من الجلد يتّكئان على جدار ذي إطار خشبي ومطلي بتناغم مع بقيّة الجدران، يبرز شلالاً للمياه مصمّماً من قطع أربع من الرخام الأزرق، بحرفيّة عالية.

وفي الصالون الثاني، يتألّق زوج جلدي من «البرجير»، يجاوره صالون أسود يتقدّمه أثاث من جلد «البوني»، إضافة إلى كرسي مميّز ذي ظهر مشغول من الحبل بشكل مجدول مخصّص للإستراحة.

وتكثر الطاولات التي تتوسّط الصالونات وتبدو كأنها مترابطة، وتتوزّع فوقها «اكسسوارات» غالبيّتها خشبية ذات تصاميم خارجة عن المألوف حملها المالك من مقرّ عمله في دبي.

وترتفع، في إحدى الزوايا، قطعتان كبيرتان من العاج الأفريقي بجوار مكتبة مثبتة على الجدار تحمل إنارةً مخفيةً. ولا تشذّ اللوحات ذات الأحجام المختلفة عن اللونين السائدين. وتفترش قطعتان من سجاد «البوني» تحمل أولاهما اللونين الأسود والأبيض وثانيهما البني والأبيض الأرضيّة.

 

غرفة الطعام والحجر

تستقلّ غرفة الطعام في موقعها، إلا أنها تنفتح على أقسام المنزل، على غرار الطراز الأميركي، وتتقدّم خامة الحجر المشهد، والتي نراها على الجدران والأرضية.

وتشي الطاولة الخشبية الكبيرة التي تتّسع لتسعة وعشرين شخصاً بالضيافة، وهي عبارة عن أجزاء ثلاثة متصلة ببعضها البعض، يكسو كلاً منها سطح زجاجي، وتحوطها كراسٍ ذات ظهر مصنوع من جلد التمساح. ويلتصق «الدسوار» ذو اللون الفانغيه بالجدار، بمساحة متوازية مع الطاولة.

وتلفت لوحة رخامية تبدو وكأنها مشتعلة بنار داخلية حافظ المهندس طبشراني على حالها، وذلك عبر كسر طرفها حتى تبرز الرخام الأصلي، وتقابلها لوحتان من الخشب والحجر المحفور اختارها طبشراني بتصميم متناغم. وتنير ثريتان مميّزتان هذه المساحة.

وتتصل غرفة الطعام بمطبخ عصري يسوده خشب «الفانغيه»، وترتدي الجدران «الستاينلس ستيل»، فيما يحلّ الطلاء الأبيض في السقف. أمّا الإنارة فتؤمّنها «السبوتات» وثريا تتدلّى وسط الطاولة.

 

الطابق السفلي

ويمكن للزائر أن يستقلّ المصعد الواقع إلى يسار غرفة الطعام ليصل إلى طبقات المنزل المختلفة، علماً أنّ غرفة طعام ثانية تجاوره وتتألّف من طاولة وكراسٍ ثمانية.

وعبر المصعد كما السلالم المشغولة جدرانها من الباطون الصلب وأرضيتها من «الباركيه»، ينزل الزائر نحو الطابق السفلي، حيث يدلف عبر رواقٍ فسيح ليلج غرفة تشغل طاولة البلياردو قسماً منها، فيبرز جدار دائري يضمّ 16 فجوة تتخلّلها الإضاءة الداخلية، ليرتسم مشرب من خشب «الزيبرانو»، كما صالون مؤلّف من أثاث أسود وبرتقالي، يمكن الجلوس إلى مقاعده لمشاهدة التلفاز المثبت على قطعة كبيرة من الرخام. ولعلّ أجمل الأعمال في هذا المكان تتمثّل في سقف خشبي دائري يحمل ثقوباً عدّة تبيّن نجوماً عند إضاءته. وتتناغم اللوحات مع الألوان في هذا المكان. وتضمّ هذه المساحة حمّاماً من خشب «الايراب» باللون البيج، يتضمّن مغسلتين منفصلتين، يكسوه البلاط ذو اللونين البني والبيج.

 

غرف النوم

وتتوزّع غرف فسيحة للنوم في الطابق الأوّل، تتقدّمها إلى اليمين الرئيسة ذات السقف المرتفع والجدران المنحدرة والألوان المندرجة من البيج الداكن. هنا، يمتاز السرير بظهر مشغول من مربعات من الجلد المخملي، وتلتحق بهذه المساحة غرفة خاصّة للملابس وحمّام يكسوه رخام «لابرادور» الأسود والأبيض.

ولا تغيب الضيافة عن غرفة كلّ من الإبن والإبنة والتي تتضمّن مساحةً إضافية مخصّصة للزوّار، وتضمّ الأولى سريراً كبيراً أسود، يفترشه غطاء مشغول من جلد النمر تعلوه لوحة كبيرة مؤلّفة من مربعات باللونين الأبيض والأسود، تتّكئ على جدار رمادي داكن.

ولا تختلف غرفة الإبنة عن هذه الأخيرة، إلا أنّ سريرها أبيض.

وقد خصّص الطابق الأخير للخدم.

 

للاطلاع على الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي"