دليلك إلى التخلّص من الوزن السام

يبيّن تقرير صادر حديثاً عن "مركز الوقاية والتحكّم في الأمراض في أميركا" تعرّض نسبة كبيرة من الأشخاص إلى ما يقرب من 116 مادة كيميائية ضارّة يومياً، يتمّ اكتشافها من خلال فحص عيّنات الدم والبول، علماً أنه ما يزال هناك مئات المواد الكيميائية الضارة التي لم يتم اكتشافها بعد. ويخلص الباحثون إلى أن هذه السموم سرعان ما تنتقل من الدم إلى أماكن تخزينها في الجسم والتي غالباً ما تكون في النسيج الدهني والعظام، وبالتالي فإن مستويات السموم في الدم والبول تعتبر أقل بكثير من العبء السمّي الكلّي في الجسم.  

"سيدتي" تطّلع من رئيس قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور جلال أعظم جلال على أهم النصائح الغذائية المساعدة في التخلّص من الوزن السام:


 يفيد الباحثون في "وكالة حماية البيئة الأميركية" أن خمساً من أخطر المواد الكيميائية السامّة وجدت بنسبة 100% في عيّنات تجارب الدم والبول، هي: "ديوكسين" و"ستيرين" و"دايكلوروبنزين" و"زايلين" و"إيثيل فينول"، علماً أن هذه الأخيرة شديدة السمية وقد تتسبّب في حدوث تغيّرات ضارة في الكبد والقلب والرئتين والجهاز العصبي. وتبيّن دراسة أميركية ثانية أن نواتج المبيد الحشري DDT الذي تمّ حظره تماماً في أميركا منذ سنة 1972، وجدت لدى أكثر من 70% من الأطفال في أميركا في سنّ الرابعة، ويرجّح الباحثون الأمر إلى الرضاعة الطبيعية وارتفاع معدّل هذه السموم في جسم الأم وانتقالها إلى الطفل، وذلك بسبب تلوّث لحوم البقر والأجبان واللحوم المصنّعة بسمّ هذا المبيد والذي ينقل إلى الحيوان مصدر هذه المنتجات عبر الغذاء!

داخلي وخارجي

ويؤكّد خبراء الصحة أن السموم تأتي من مصدرين أساسيين، هما:

1 البيئة أو مصدر السموم الخارجية: تشمل السموم الكيميائية والمعادن الثقيلة (الرصاص والزئبق والزرنيخ والنيكل والألومينيوم)، بالإضافة إلى المركبات العضوية الطيّارة التي يتعرّض إليها المرء من البيئة الخارجية (مواد التنظيف والبنزين والمبيدات الحشرية ومبيدات النباتات وإضافات الأطعمة والعقاقير). ويشير الباحثون، في هذا الصدد، إلى أن هناك أدوية معينة يمكن اعتبارها سموماً خارجية قد تعزّز زيادة الوزن كعقاقير العلاج النفسي!


2 السموم الداخلية: تشمل مخلّفات الأيض الطبيعي للبروتين في الجسم كـ "البولينا" والنشادر، والمركبات الميكروبية الأخرى من بكتيريا وخميرة معوية وغيرهما من كائنات دقيقة والتي قد يتخلّف عنها نفايات ونواتج أيضية وبقايا خلوية، تعيق وظائف الجسم الحيوية. ويمكن أن تؤدّي هذه العناصر إلى التهاب زائد أو توتر تأكسدي ينتج سموماً داخلية وأمينات سامة ومشتقات صفراوية سامة ومواد مسرطنة خطرة. وتجدر الإشارة إلى أن زيادة الوزن تعتبر في حدّ ذاتها نوعاً من التأثير السمّي، فعندما يحرق الجسم الدهون تخرج السموم المختزنة وتنطلق في الدم، ما يجعلها سبباًَ للمشكلات الصحية، إذا لم تتم معالجتها. بالإضافة إلى أن زيادة معدّل السمية في الجسم، قد تلحق الضرر بالكبد والغدة الدرقية من الناحية الأيضية، ما يعمل على إخفاق محاولات إنقاص الوزن!

خطوات صحيّة

يؤكّد خبراء في "جمعية الصحة العامة الأميركية" أنه يمكن تحسين منظومة إزالة السميّة في الجسم من خلال اتّباع مجموعة من الخطوات الصحية، أبرزها:

_ تناول الأطعمة الصحية: يجدر البحث عن "الأطعمة العضوية" التي يتمّ إنتاجها بدون استخدام المبيدات الكيميائية والهرمونات ومبيدات الأعشاب والمضادات الحيوية. وينصح خبراء "منظمة الصحة العالمية"، في هذا الإطار، باستهلاك الأطعمة التي تساعد على إزالة السمية من الجسم كالخضر المنتمية للعائلة الصليبية (البروكولي والملفوف والخس والبصل)، والخضر الورقية (الجرجير والبقدونس والكزبرة)، فضلاً عن الشاي الأخضر والكاكاو لاحتوائهما على نسبة عالية من مضادات الأكسدة كـ "الفلافونديدات" Flavonoids المفيدة في تخليص الجسم من السموم، كما الأسماك القليلة في محتواها من الزئبق (السلمون والسردين البحري).  

_ استخدام مرشحات الهواء: يفيد استخدام مرشحات الهواء في دورات المياه والمطابخ في تقليل الغبار والمركبات الضارة الطيّارة الناتجة عن استخدام مواد التنظيف داخل المنزل. وينصح خبراء الصحة باستخدام النباتات المنزلية لتنقية الهواء وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون وتعزيزه بالأوكسجين اللازم لرفع معدّل أيض الجسم وتحسين عمل العضلات في إذابة الدهون والتخلّص منها.

_ استخدام المكمّلات العلاجية لتدعيم الكبد: ثمة مكملات علاجية تساعد على إزالة سميّة الجسم وتعزيز وظائف الكبد، أهمها:


  • §  الفيتامين "سي" C: يوصى بتناول هذا الفيتامين مع أملاح الأسكوربات المعدنية لخفض معدّل السموم في الجسم، وذلك لما يحتويه من نسبة عالية من مضادات الأكسدة المقاومة للشوادر الحرة ونواتج الأيض الضارة. وتعدّ الخضر الورقية كالبقدونس والفجل والكزبرة والسبانخ والنعناع والفاكهة الحمضية كالليمون والبرتقال والليمون الهندي من المصادر الغذائية الغنية بهذا الفيتامين.

  • "الفلافونديدات" الحيوية :Flavonoids تعدّ هذه المواد عوامل مضادة لتراكم وزيادة السموم في الجسم، ما يجعل المكمّلات الغذائية المحتوية عليها ذات فائدة كبيرة في نجاح برنامج إزالة سميّة الجسم، كما تضمّ مركبات أو أصباغاً نباتية أساسية قد يصل عددها إلى ما يقرب من 4000 نوع وهي التي تتواجد بكثرة في الجزر والتوت البري والتفاح والفلفل والعنب والبروكولي والبصل والهندباء والشاي الأخضر.

  • §  "إن – أسيتيل سيستايين": يعرّفها الباحثون بأنها مادة هامة ومشتقّة من "السيستايين"، تشكّل أحد الأحماض الأمينية التي تساعد على تنشيط "الجلوتاثيون" الكبدي وحماية الكبد من العبء السمي الذي يتعرّض إليه يومياً، سواء من الغذاء أو السموم البيئية الأخرى.

_ النمط المعيشي: يؤكد خبراء الصحة على مدى تأثير نمط المعيشة على معدّل السموم في الجسم، فمن يفرطون في تناول الأطعمة الدسمة والوجبات السريعة تزيد نسبة السمية في أجسامهم مقارنة بمن يتناولون الأطعمة الصحية أو العضوية الخالية من المحتوى الدهني المرتفع والسعرات الحرارية العالية أو السموم البيئية المكتسبة من المبيدات والمركبات الكيميائية الأخرى. ويقترح الباحثون، في هذا الإطار، مجموعة من التوصيات السلوكية من شأنها تحسين مقاومة الجسم ضد تراكم السموم، أبرزها:

  • المواظبة على جلسات البخار والساونا التي أثبتت الدراسات الصادرة عن معهد الطب الرياضي في أميركا قدرتها على منح الجسم تأثيراً مماثلاً للتمرينات الرياضية في رفع الأيض وإحراق الدهون وسرعة إطلاق السموم المتراكمة عبر الجلد مع التعرّق والتخلّص منها. ويحسّن الانتظام على هذه الجلسات وظائف الأوعية الدموية ويقوّي وظائف القلب ويعمل على تنشيط الدورة الدموية.

  • الانتظام في ممارسة الرياضة يومياً، فالتمرينات الهوائية تعتبر من بين أفضل أنواع الرياضات التي تخلّص الجسم من السموم وتزيد من استهلاكه للأوكسجين القادر على إذابة الدهون بشكل صحيح لا ينتج عنه زيادة في معدّل السموم في الجسم، علماً أن ارتفاع مستوى السموم في الجسم يعمل على صعوبة إنقاص الوزن بسبب قدرة هذه الأخيرة على إعاقة الأداء الوظيفي للغدة الدرقية، وبالتالي خفض معدل الإحراق، فضلاً عن الإخلال بتوازن الهرمونات في الجسم ما يثير الفوضى والاضطراب في عملية الأيض الغذائي.

  • الحدّ من تناول الوجبات السريعة أو الجاهزة والتخفيف من تناول الطعام في الخارج لاحتوائه على قيمة غذائية منخفضة تفتقر إلى عناصر الغذاء الرئيسة وأهمها الفيتامينات والمعادن، مع استبدالها بالفاكهة والخضر العضوية، كما الإكثار من شرب الماء على مدار اليوم لما له من أهمية في خفض معدّل السموم في الجسم.

5 فحوص كشف السميّة: يفيد إجراء بعض الفحوص المختبرية للكشف عن مواضع الخلل في الجينات المتعلّقة بإزالة السمية، ويرجّح أن الزئبق يعتبر من أهم السموم التي يجب الكشف عنها من خلال إجراء بعض الفحوص الهامة، أبرزها:

- الاختبار الجيني لمسارات إزالة السمية SNPs.

- قياس "انزيمات" إزالة السمية.

- قياس مستويات المعادن في خلايا الدم الحمراء أو الدم بصورة عامّة، علماً أن هذا الفحص يكشف التعرّض الحديث لتلك السموم وليس المزمن.

- تحليل الشعر الذي يكشف عن كمية الزئبق في الجسم.

 

 

اختبار ذاتي لقياس سمية الجسم

ضعي نقطة واحدة عند كلّ إجابة بـ "نعم":

1هل تعانين من الإصابة بالإمساك على فترات متقاربة؟

2 هل يحمل البول لديك اللون الداكن، فيما كميته قليلة ورائحته نفّاذة؟

3 هل تحدث لك إحدى الأعراض التالية أو غالبيتها: الإعياء والآلام العضلية ونوبات الصداع وضعف التركيز أو الذاكرة؟

4 هل تعانين من متلازمة الإعياء المزمن؟

5هل تنظّفين ملابسك بطريقة التنظيف الجاف؟

6 هل تقضين غالبية وقتك في مبنى سيّئ التهوية؟

7 هل تواظبين على استخدام المنظفات المنزلية أو الكيمياويات النباتية أو المبيدات الحشرية بشكل يومي؟

8 هل تحتوي أسنانك على حشوات فضيّة اللون؟

9 هل تشعرين عند تناول القهوة أو الشاي أو غيرها من المشروبات المحتوية على الكافيين بالتوتر الشديد، أو بآلام زائدة في العضلات والمفاصل أو بأعراض نقص السكر في الدم كالقلق وخفقان القلب وزيادة في إفراز العرق والدوار والإغماء؟

10 هل لديك تاريخ سابق في الإصابة بأي من الحالات التالية: سرطان الثدي وسرطان الرئة الناتج عن التدخين وحالات الحساسية أو عدم تحمّل الطعام؟

التقييم: إن كل إجابة بـ "نعم" تعدّ مؤشراً إلى أن هناك زيادة في التعرّض للسموم، كما أن زيادة النقاط عن خمس تدلّ على خطورة ارتفاع مؤشر السموم في الجسم والذي يستلزم استشارة اختصاصي.