تضاعف انتشار الربو عند الأطفال الذين لا يتجاوزون الرابعة من العمر خلال السنوات العشرين الماضية، والمشكلة أن هذا المرض لا يشخص لديهم، وبالتالي لا يتلقون العلاج الفعال ضد هذا المرض التنفسي، التقينا الدكتور عصام عبدالباري، مدير قسم الأطفال وحديثي الولادة بدبي ليرد على استفسارات الأمهات حول هذا المرض.

محيّر!
* ما لغز انتشار هذا المرض؟
رديفة المحمد - دبي

هو بالفعل لغز في عرف الطب العصري، حيث تزداد حالات الإصابة به رغم أن تلوث الهواء أخذ في النقصان، والغريب أن بعض الأماكن الأكثر تلوثًا تكون نسبة الإصابات بالربو فيها أقل عددًا! كما أن الإسراف المفرط في النظافة، ومراعاة أسباب الأمان ليسا من العوامل التي تحول دون الإصابة بهذا المرض، وأن الجملة المناعية عند الطفل يجب أن «تتدرب» على المقاومة، وأن اختلاط الطفل إلى حد ما بأطفال مصابين يكسبه هذا التدريب.

قلة الحركة
* أليس هناك تفسير أدق لانتشاره؟
عائدة عبدالله – الرياض

إن أطفال هذه الأيام أقل حركة، وأكثر التصاقًا بأجهزة الكمبيوتر، والتليفزيون، والمنزل الحافل بذرات الغبار المنزلي، وشعر الحيوانات الأليفة، والعفن، ودخان السجائر، بل وروث الصراصير أحيانا، والمنازل في هذه الأيام تبنى بشكل أحفظ للحرارة شتاء، وأقل تسريبًا للحرارة الجوية صيفًا، مما يعني تهوية أقل، وهذا يزيد من احتمالات إصابة الطفل بالربو.

اختلاط!
* ما هي أعراضه؟
خديجة الصافي - الشارقة

كثيرًا ما تخفى على الطبيب ولكن السعال عندما يزمن هو أقوى دليل منذر بالإصابة بالربو، والمرض إذا لم يوصف بأنه ربو فإنه لا يعالج بعلاج الربو، فإذا ظن الوالدان أن طفلهما مصاب بالتهاب شعبي بسيط مثلاً ثم تعرض الطفل بعد ذلك لنوبة عنيفة من الربو فإنهما يكونان جاهلين لكيفية التصرف في هذا الوضع.

أزيز
* في أي عمر قد يكون التشخيص مخطئًا؟
عادل الأحمدي – الشرقية

عند الرضع تحديدًا؛ لأن الأزيز والسعال شائعان جدًا بينهم، وسبب ذلك راجع إلى ضيق مسالكهم الهوائية، فإصابة طفل دون العام الثالث من عمره بأربع نوبات، أو أكثر من الأزيز تدل في العادة على وجود الربو، وإذا كان أحد الأبوين يعاني أي شكل من أشكال الحساسية أو الربو يزداد احتمال إصابة طفلهما به، فنسبة 80% من الرضع مصابون بالربو، أو يعانون أنواعًا أخرى من الحساسية.

أخطاء شائعة:
* يتخلص الأطفال من الربو مع الأيام! هذا خطأ لأن حوالي نصفهم يتخلصون منه وقت البلوغ، ولكن كثيرين منهم يعودون إلى الإصابة به بعد سن البلوغ.

* الربو يزول بعد الانتقال إلى أجواء أجف، وهذا خطأ، فالأطفال يمكن أن يصابوا بحساسية من مهيجات الربو بعد انتقالهم من مكان إلى آخر، والإنسان يحمل معه جيناته الوراثية أينما ذهب.

* عندما لا تحدث أعراض الربو إلا أثناء الرياضة، فهي ليست ربوًا، وهذا خطأ لأن الربو الذي تسببه الرياضة هو شكل مرضي لا يصيب الأشخاص إلا عندما يركضون، أو يتسلقون الجبال، وهذا المرض يمكن معالجته بالأدوية العادية.