يسري فودة بين الانتماءات وفقدان الموضوعية

"الدين والحياة" والعقول الخربانة...!

في إحدى حلقات برنامج «الدين والحياة»، والذي يبث عبر قناة الحياة الفضائية استضافت المذيعة دعاء فاروق مقدمة البرنامج الشيخ أشرف وفيق؛ لكي يرد على أسئلة المشاهدين بما يتعلق بقضاياهم ومشاكلهم الاجتماعية والدينية. إحدى هذه المشاكل كانت لسيدة مصرة على الطلاق من زوجها لأسباب غريبة، وحاولت دعاء أن ترشدها للطريق القويم،  وتحثها على مراجعة نفسها، وتخبرها بأن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق، وألا تهدم بيتها، وحتى هذا الحد كانت دعاء مصيبة في رأيها، وتتحدث بعقلانية وبصيرة مستنيرة، ثم فوجئنا بأن المذيعة ما لبثت أن تحدثت بما لا يصح ولا يليق بها كإعلامية، حيث أنهت حديثها في نبرة ساخرة مستهينة قائلة للسيدة: «لو كل مصر عملت زيك كده، كانت مصر خربت أكتر ما هي خربانة»، ونحن نتساءل: كيف تتحدث إعلامية لها مكانتها بهذه الطريقة عن بلادها، والتي رفع لها العالم قبعته احترامًا وتقديرًا، لما فعله أبناؤها، وكيف تصف بلادها بهذه الطريقة غير المسؤولة؟ وكيف ستكون نظرة الآخرين لها هي وبلادها إذا كانت نظرتها هي لبلادها أنها خربانة؟

 


 

يسري فودة بين الانتماءات وفقدان الموضوعية  

يسري فودة أحد الأسماء اللامعة في تقديم البرامج، خاصة ذات الصبغة السياسية، أو التي تتعلق بالشأن العربي، لكنه ينسى كثيرًا أن المشاهد يحتاج إلى الموضوعية، ولا يهمه انتماءات مقدم البرنامج السياسية.

 في حلقة أثارت جدلاً كثيرًا وما زالت استضاف يسرى فودة حازم عبد العظيم بعد ترشيحه لتولي حقيبة  وزارة الاتصالات، وأثناء الحلقة كشف عن إعفائه من المنصب، وكان ذلك قبل حلف اليمين.

تحمل فودة عبء الدفاع عن الضيف طوال الوقت، رغم أن هناك تيارات كثيرة وقفت ضد توليه المنصب، وحتى لو كان حازم عبد العظيم كما ادعى البعض عليه  بأنه كان شريكًا في إحدى الشركات الإسرائيلية، فإن مهمة يسري فودة كان يجب أن تتوقف عند عرض الحقائق، لا أن يتولى مهام الدفاع والنيابة والقاضي أيضًا، حيث تولى في الحلقة كل المهام؛ حتى أصدر في نهايتها الأحكام، وهي طبيعة يسري فودة في كل برامجه، لا يفرّق بين انتماءاته الشخصية، وبين الموضوعية التي يجب أن يتحلى بها مقدم برامج التوك شو. 

 


سذاجة لميس الحديدي 

تقدم لميس الحديدي برنامج «هنا العاصمة» على قناة cbc، وفي إحدى الحلقات تحدثت عن انفراد الكاتب عادل حمودة بنشر صورة من شيك حصل عليه الرئيس السابق مبارك، بهدف الاشتراك في حرب الخليج ضد صدام حسين، وظلت لميس تتناقش مع حمودة عبر الهاتف عن تفاصيل الانفراد، ولكنها في نهاية المكالمة سألت سؤالا في منتهى السذاجة، حيث قالت للكاتب الصحفي: من أين حصلت على هذا الشيك؟، فرد عليها أنت صحفية متمرسة، وتعرفين جيدًا أنه لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال، 

ولا نعرف كيف وصلت لميس لهذه الدرجة من السذاجة؛ كي تسأل سؤالا غير مهني على الإطلاق، وتحرج نفسها بهذا الشكل، وهي بالتأكيد تعرف أن الإجابة ستكون بالرفض.

 


صحة وحياة..والمذيعة المتعجلة!

لاحظ المتابعون لبرنامج صحة وحياة الذي يبث عبر قناة عجمان الفضائية وتقدمه الإعلامية نادين البيطار عندما استضافت د. طلعت النجار أستاذ الطب النفسي في الإمارات مدى تعجل المذيعة في تلقي أجوبة الطبيب بحيث لا تتيح له المجال للرد بشكل طبيعي في الوقت الذي تعطي لنفسها الوقت الكافي لكي تسأل السؤال بمقدمات طويلة ، واندهشنا كثيراً عندما فوجئنا بالمذيعة اللامعة وهي تكاد لا تترك أي وقت للضيف للرد على أسئلة السادة المشاهدين ولا على أسئلتها فهي تعقب السؤال بالسؤال ولا تنتظر الضيف حتى يوضح رأيه الطبي في أي موضوع وما كان من الطبيب إلا أن أخذ يرد بسرعة وفي كلمات متعجلة خوفاً من مقاطعة المذيعة وعندما يأس من أن يتحدث على سجيته وأنه لن يلاحق مضيفته في الإجابة وجدناه يتحدث بطريقة تميل للسخرية والاستظراف كوسيلة لكسب مزيد من الوقت رغم أنف المذيعة.

 

 


همزة وصل والآراء الصادمة ..!

استضاف هيثم سعودي الكاتبة المصرية إقبال بركة في برنامجه «همزة وصل» المذاع عبر قناة اللورد الفضائية، وأدلت الكاتبة بآراء صدمت الكثير من المشاهدين، حتى أن المكالمات الهاتفية انهمرت بدون توقف تنقد آراء الكاتبة، والتي قالت فيها: إنه ليس هناك زي إسلامي،  وإن الحجاب زي سياسي، وإن الجماعات الإسلامية تريد أن تنتشر في الشارع، ولذلك ابتدعت الزي الإسلامي، كما أن البكيني والميكروجيب لباس عالمي، بينما الحجاب جاء لأسباب منها أنها تحمي السيدة منذ 1400 سنة، ولكن نحن الآن في دولة القانون الذي يحمي السيدة، والغريب أن المذيع نفسه كان يتحدث مع الكاتبة بخوف،  وكأنه يخشى أن يخالفها آراءها، أو ينتظر أن يغيثه المشاهدون باتصالاتهم فيعبرون بكلماتهم عن وجهة نظره التي يخشى طرحها، فعندما يسأل الكاتبة أي سؤال يظل يتردد ويتلجلج، ويتهته قبل أن يسألها أو ينظر للكمبيوتر المحمول الموضوع بجانبه، ويقول لها: إن فلانًا يقول كذا وكذا، حتى أن الكاتبة انتقدته في معرض الحديث، وقالت إنه من العيب أن يستضيفها ولا يعرف CV الخاص بها، وجاءت له انتقادات عبر الفيس بوك تنتقد صمته منها، ودفاعه الواهن عن نفسه أن انتقاد الكاتبة له كان في معرض الحديث وليس لتقصيره.... أعتقد أن هذه الحلقة كانت تحتاج لإعلامي أكثر ثقافة وجرأة وثقة في النفس؛ حتى يحاور ضيفته بشجاعة ومصداقية؛ حتى لا تظهر الحلقة بهذا الضعف.