افهمي نفسك أولاً!

النجاح في الحياة هدف تسعى إليه المرأة، وتحقيقه يتطلب منها الكثير من المهارات الشخصية والاجتماعية التي تدعم قدراتها العقلية مهما كان حجمها.

ومن هذه المهارات الشخصية مدى قدرة المرأة على فهم ذاتها وتقديرها، وعلى التأثير والإقناع في الآخرين والتواصل معهم، بالإضافة إلى نجاحها في مواجهة الضغوط وتوظيفها لصالحها، وقدرتها على العمل بروح الفريق وتمتعها بقدر كبير من الذكاء الاجتماعي.

أكدت الدراسة التي قام بها فريق بحثي بجامعة لندن أن الذكاء الاجتماعي أصبح من أهم المهارات الشخصية والاجتماعية التي من الضروري أن تتحلى بها المرأة التي تهدف إلى تحقيق النجاح في حياتها، لأن نجاح المرأة لا يتوقف على مدى ما تتمتع به من قدرات عقلية مهما زاد حجمها، حيثُ إن 80% من النجاح المبتغى يعتمد في الأساس على ذكاء وسمات المرأة الشخصية، وهذا الذكاء يتحدد من خلال قدرتها على التخطيط لأهداف واقعية، وعلى التمتع بقدر وافٍ من الطموح ومن حسن التواصل مع الآخرين.

يوضح البحث أن معايير التواصل مع الآخرين، الذي يؤدي بالمرأة إلى بناء علاقات اجتماعية جيدة تعتمد على حسن استماعها للآخرين والتعامل مع إيجابياتهم وسلبياتهم بكثير من التعاطف والحذر، والحفاظ على الحد الأدنى من العلاقة معهم مع عدم التسرع في الحكم عليهم.

ويضيف البحث أنه لاكتساب المرأة مهارات فهم الذات لا بد أن تحدد أولاً إمكاناتها الإيجابية والسلبية ومدى خبرتها في التخطيط واتخاذ المواقف التي تستطيع أن تثبت من خلالها نجاحها، وأيضا مدى قدرتها على تقبل النقد من الآخرين.

ومن النتائج المهمة التي أكد عليها البحث أن مواجهة الضغوط وتوظيفها من أهم المهارات التي تجنب المرأة المشاكل وتساعدها على تجاوز الصعوبات التي تعترضها، ويمكن اكتساب هذه المهارات من خلال تدرب المرأة على الاستفادة من مواقف الضغوط والأزمات وتحويلها إلى مصادر للخبرات وليس للقلق والتوتر.

ومهارة العمل بروح الفريق إحدى المهارات التي من الضروري أن تكتسبها المرأة الطموح إلى تحقيق قدر أكبر من النجاح، إذ إنه في كل مجالات الحياة أصبح من الضروري أن يكون هناك دور لكل فرد من أفراد فريق العمل الجماعي، بحيث يكون كل دور مختلفًا ومكملاً لأدوار الآخرين من دون أن يطغى أحد أفراد الفريق على الآخرين ويقلل من جدوى عملهم.

يؤكد البحث كذلك على البعد عن روح التشاؤم باعتبارها إحدى أهم المهارات الشخصية والاجتماعية التي يجب أن تتحلى بها المرأة التي تريد النجاح في حياتها، على اعتبار أن مهارة التفاؤل والبعد عن التشاؤم إحدى المهارات التي لها دور مهم في حياة الإنسان عمومًا وفي تحقيق رفاهيته ونجاحه وسعادته، كما أن لها أكبر الأثر على صحته النفسية.

وأشار البحث إلى أن المتفائلين هم الأفراد الذين يتوقعون عادة أحداثًا سارة تحدث لهم في المستقبل، وقد يتفاوت هذا الإحساس من إنسان إلى آخر. وأوضح أن المجتمعات التي يعاني أفرادها من الفقر والجهل يميل فيها الناس إلى النظرة التشاؤمية للحياة والمستقبل، بينما الأفراد الذين يعيشون في مجتمعات ذات مستويات اقتصادية مقبولة يكونون أكثر تفاؤلاً وإقبالا على الحياة نظرًا لتوافر فرص العمل وفرص ممارسة مباهج الحياة.

وإلى جانب ظروف الحياة، هناك الاستعداد الشخصي للتوقع الإيجابي للأحداث عند الإنسان.. وتلك النظرة للمستقبل التي تتوقع الأفضل وتنتظر حدوث الخير وترنو إلى تحقيق النجاح.

وأكد الفريق البحثي بجامعة لندن أن التفاؤل والمزاج الإيجابي مهارة أساسية لصحة جسم المرأة ونفسها، ولها دور إيجابي في تحقيق المرأة للنجاح الذي تريده وتطمح إليه، كما توصل الفريق البحثي إلى وجود فوارق جوهرية بين الإناث والذكور في التفاؤل والبعد عن التشاؤم وإلى أن الإناث أكثر عرضة للمواقف الضاغطة، سواء في البيت أو العمل، مما يؤدي بهن إلى عدم التكيف وإلى الإحساس بالتشاؤم.

أشياء أخرى:

«الزواج أحيانًا يا نصيب، وأحيانًا لعبة ذكاء»