دولة «أجور رود» العربية!

شارع «أجور رود» في لندن شارع عربي بامتياز، إنه قطعة من رأي حارة عربية في بلد
عربي يتميز بالفوضى!
سألني أحد أصدقائي الإنجليز بأنه يريد الذهاب معي لهذا الشارع، فقلت له: عفواً إذا
أردت الذهاب فلابد لك من فيزا!
عندها سألني: ولماذا؟ إننا داخل بريطانيا!! فقلت له: أعلم ذلك، ولكن هذا الشارع له «خصوصيات عربية»، يمكن أن أعددها لك في عشر نقاط:
أولاً: اللوحات في كل بريطانيا تكتب بالإنجليزية، أما هنا فإن العربية طاغية، لتبدو الإنجليزية معها متوارية ضئيلة!
ثانياً: تعرف أن الإنجليز لا يستخدمون «البواري» في الأفراح، ولكن نجد أن العرس العربي يُطاف به في شارع أجور رود من خلال إشعال «البواري والمنبهات»!
ثالثاً: الصيدليات في كل بريطانيا لا تبيع الأدوية إلا بوصفة من الطبيب المختص، أما في هذا الشارع «فكل زبون يحمل وصفته»، ويشتري ما يعجز عن شرائه في الصيدليات المنضبطة!
رابعاً: التسول، نعرف أن بريطانيا لديها ما يكفيها من الشحاذين، ولكنهم «شحاذون إتيكيت» بمعنى أن يجلس أحدهم عازفاً أو منشداً في أي رصيف أو محطة، فارشاً لك كيسه وأنت وكرمك، تضع أو لا تضع ما تيسر لك... أما في شارع أجور رود فإن الشحاذين يتمسحون بك، ويتمتمون بالدعاء، ويلحون بالسؤال حتى تدخل معهم في صراع وعنف وجدل! وكل ذلك باسم الدين أو العروبة الصافية!
خامساً: المطاعم في كل بريطانيا لا تضع اللحوم والدجاج والمأكولات أمام المارة، أما في هذا الشارع فإن منظر «الشحم واللحم» يخطف أبصار المارة ويُسيل لعابهم!
سادساً: لا تكاد ترى المعسل ومشتقاته إلا في هذا الشارع، وهذا ما صدّرناه لبريطانيا،
«ونعم التصدير»، والجدير بالذكر أنني قرأت مقابلة للسيد الأنيق/ توني بلير قبل سنوات، يقول فيها: (عندما أستقيل سأسكن في شارع أجور رود؛ لأنني أحب الأكل العربي، وأحب المعسل).
وبالفعل رأيت منزله مؤخراً في هذا الشارع، فأهلاً به وسهلاً في دولتنا العربية في بريطانيا!
سابعاً: المكتبات في هذا الشارع تبيع الكتب بلا فاتورة، وأتحدى من يدلني على مكتبات
أو حتى محلات في بريطانيا تبيع بهذا الشكل العشوائي!
ثامناً: سيارات الأجرة أو التاكسي في كل بريطانيا تعمل من خلال «عداد المسافة» إلا في هذا الشارع؛ فيمكن أن يكون التفاوض مع السائق هو «العداد والحساب»!
تاسعاً: كل بريطانيا تنام بعد العاشرة مساءً، أما هذا الشارع فهو شارع لا ينام، وإن نام فهو كنوم الذئب؛ ينام بعضه، في حين أن بعضه الآخر لا يزال مستيقظاً !
عاشراً: كل الصيدليات العربية التي في هذا الشارع تضع لوحات صغيرة، خارج الصيدلية،
تشير فيها إلى وجود علاج للأمراض العربية المزمنة، وقد نقلتُ إحدى هذه اللوحات، وقد كُتب عليها:
نحن نعالج ما يلي: (تجاعيد الوجه/ تبييض البشرة/ تنظيف الوجه!).
(تصغير وتكبير الصدر/ تخفيف الوزن/ إزالة الشعر الزائد!).
(تحسين الوظائف الجنسية عند الرجال والنساء!).
(علاج آلام الظهر/ التهاب المفاصل/ الركب/ الكتف!).
(علاج أمراض السكر/ ضغط الدم!).
(علاج أمراض الجلد مثل حب الشباب والنمش!).
(علاج العقم عند الرجال والنساء وأمراض الدورة الشهرية!).
(علاج تساقط الشعر والصلع).
(نعالج المدخنين للإقلاع عن التدخين خلال 24 ساعة!).
(نعالج الاكتئاب والإرهاق والهموم!).
حسنا ماذا بقي؟
بقي القول بعد كل هذا: ألا يحق لصديقي الإنجليزي أن يستخرج فيزا تمكّنه من زيارة الدولة العربية الصغيرة في بريطانيا؟!!