الدراما السورية للعام 2011: اختفاء المسلسلات التاريخية

ككل عام، تقدّم الدراما السورية تشكيلة متنوّعة من الأعمال الفنية التي يتمّ اختيارها، لتناسب تنوّع المشاهد العربي في كل مكان. وقد سجّلت عودة ملحوظة لنجوم الكوميديا: دريد لحام، ياسر العظمة وأيمن زيدان إلى الدراما الرمضانية. وفي ما يلي استعراض لمسلسلات رمضان للعام 2011:


الدبور 2

بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل "الدبور" في جزئه الأول، تشجّع كاتبه مروان قاووق ومخرجه تامر اسحاق ليقدّما جزءاً جديداً، زادت وتطوّرت أحداثه وتشعّبت خيوطه في عمل يناقش البيئة الشامية من زاوية مختلفة. فدارت كاميرا تامر اسحاق، بمشاركة عدد كبير من الممثلين السوريين ليقدّم أحداثه الشيّقة والتي تدور في أحياء دمشق القديمة، حيث يتابع هذا الجزء القصص والأحداث التي كان قد بدأها في جزئه الأول، سواء من ناحية المجريات السياسية التي تناول فيها فترة حكم الملك فيصل لمدينة دمشق في الفترة ما بين 1918 – 1920 من خلال عرضه لعدّة أحداث وقصص مستوحاة من الموروث الشعبي أو حتى على صعيد العلاقات الاجتماعية، بين أهل الحارة الذين ينتمون لطوائف مختلفة. فـ "الدبور" في الجزء الأول، شهد نهاية مرحلة وليس نهاية قصة. والحكاية الدمشقية ستنتهي في الجزء الثاني على اعتبار أن العمل مقسّم أساساً إلى ستين حلقة. هذا وكشف مخرجه تامر اسحاق لـ "سيدتي" أنه تمّ إدخال شخصيات جديدة على العمل، إضافة إلى تبديل عدد من ممثلي الجزء الأول نتيجة ارتباطهم بأعمال أخرى، حيث سيجسّد الفنان نزار أبو حجر شخصية أبو رسمي رئيس المخفر بدلاً عن زهير عبد الكريم والفنان سعد مينا سيؤدّي دور حمدي بدلاً عن غزوان الصفدي، والفنان علاء قاسم بدلاً عن إياد أبو الشامات.

ويشارك في العمل ما يزيد عن 180 فنان وفنانة منهم الفنان المهم خالد تاجا الذي يؤدّي شخصية أبو حمدي صاحب الحمّام الذي يستمر في هذا الجزء، باستغلال كل فرصة لينتهك فيها الأعراض ويسرق حقوق الناس. وبيّن تاجا أن الشخصية هي تتمّة لما كان عليه أبو حمدي في الجزء الأول إضافة إلى عدد من الأحداث الدرامية الجديدة التي تطرأ عليها. يذكر أن العمل من تأليف مروان قاووق ومن إنتاج شركة "غولدن لاين" للإنتاج الفني، وتشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية منهم سامر المصري، خالد تاجا، أسعد فضة ونادين خوري.

 

 

العشق الحرام

بعد نجاح مسلسله "الخبز الحرام" الموسم الماضي، تشجّع المخرج تامر اسحاق لخوض تجربة جديدة بعنوان "العشق الحرام" عن فكرة للكاتب مروان قاووق وكتابة وسيناريو بشار بطرس وتامر اسحاق، ومن إنتاج شركة "غولدن لاين". وهو عمل اجتماعي درامي يناقش عدّة قضايا اجتماعية جريئة وقصص حب منوّعة. وهو عمل واقعي غير مستوحى من الخيال، يلامس شريحة كبيرة من المجتمع العربي. وقد أكّد مخرج العمل أن العمل سيكون جريئاً وله تأثيراته على المجتمع العربي، لكنه لن يتجاوز الخطوط الحمراء التي ترفضها الرقابة العربية. ويشارك في العمل عباس النوري، ديمة قندلفت، قصي خولي، نادين، هبة نور، خالد تاجا، باسم ياخور، ليليا الأطرش وآخرون.

 

 

 


الزعيم

نجح الأخوان بسام ومؤمن الملا في ما قدّماه الموسم الماضي وفي الجزء الأخير من "باب الحارة"، فقرّرا هذا العام العودة بعمل جديد ينقلهما من نجاح لآخر. فقدّما بالتعاون مع الفنان وفيق الزعيم مسلسل البيئة الشامية "الزعيم" والذي قام بكتابة نص وسيناريو وحوار العمل. ومسلسل "الزعيم" يعدّ التجربة الثانية للأخوين الملا بعد تجربة المسلسل الشهير "باب الحارة" والذي حقّق نجاحاًً كبيراًً ولاقى جماهيرية واسعة. ويروي مسلسل "الزعيم" حكاية شعبية مفترضة، تعود إلى نهاية العهد الفيصلي، حيث يطرح العمل قضايا اجتماعية متنوّعة والعلاقات التي كانت سائدة في البيئة الشامية في تلك الفترة ليصل العمل في نهايته إلى فترة "إنذار غورو".. ولم يتم استخدام أي موقع تصوير من المواقع التي تمّ استخدامها في مسلسل "باب الحارة". ويضمّ مسلسل "الزعيم" حوالي 95 شخصية منهم: منى واصف، خالد تاجا، أمل عرفة، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، سليم صبري، صبا مبارك، عبد المنعم عمايري، وفاء موصلي، زهير رمضان، وفيق الزعيم، ثناء دبسي، فاديا خطاب، محمد خير الجراح، علاء قاسم، عبد الهادي الصباغ، صفاء سلطان، هدى شعراوي، تاج حيدر، ميريام عطالله، إمارات رزق، حسن دكاك وآخرون. ومن المقرّر أن يقدّم على قناة أم. بي. سي.

 

 

رجال العز  

 

يضيء مسلسل "رجال العز"، الذي يقوم بإخراجه المخضرم علاء الدين كوكش على الحكاية الشامية، ضمن الحيّز الزمني والمكاني ذاته الذي عرفت فيه مسلسلات البيئة الشامية على مدى عشرين سنة مضت، والعلاقات الاجتماعية بكل ما فيها من عادات وتقاليد وقيم وموروث شعبي. بينما يواصل المسلسل سرد تفاصيل قصص البطولة الفردية والجماعية ومقاومة المحتل الفرنسي، وإن اختلفت الأسماء وتنوّعت ما بين الخيالي والحقيقي.

وما يميّز هذا العمل عن سواه، هو تقديمه لنوع مختلف من العلاقات الإنسانية بين الجيران وفي الحارة الشامية، وهو يركّز على الخط البوليسي المشوّق والصراع الداخلي في الحارات نفسها، أكثر من الصراع الخارجي بين المستعمر الفرنسي والثوار.

ويرى نجم العمل الفنان رشيد عساف أن العمل يتناول العلاقات الاجتماعية بطريقة مغايرة وخارجة عن المألوف، ويضمّ "كركترات" مختلفة عن أعمال البيئة الشامية التي اعتدنا مشاهدتها، وهو يصوّر العلاقات الإنسانية بطابع معاصر مع المحافظة على الحالة التراثية والتاريخية.

تجري أحداث العمل في دمشق مطلع القرن التاسع عشر، ويضمّ 30 حلقة تلفزيونية، ويحكي عن حي ساروجة، وعن العلاقات الاجتماعية بين الأسر الدمشقية والعادات والقيم التي تحلّى بها أهالي دمشق آنذاك.

العمل من إنتاج شركتي "غزال" و"بيروت" للإنتاج الفني وكتابة العمل لطلال مارديني والإخراج لعلاء الدين كوكش. ويشارك فيه كل من رشيد عساف وقصي خولي ومنى واصف ونادين وإياد أبو الشامات وأسعد فضة وعبد الرحمن أبو القاسم وعبد الرحمن آل رشي.

 

طالع الفضة

هو جديد الفنان عباس النوري وزوجته عنود خالد. وقد عكفا على كتابته شهوراً عدّة ووثّقاه من الواقع الدمشقي لإحدى مناطق دمشق التاريخية التي تدور أحداث العمل فيها. المسلسل كما يقول عنه كاتبه وبطله الفنان عباس النوري، تدور أحداثه في منطقة طالع الفضة في دمشق، وفي فترة ما بعد عام 1914. ويقول عنه عباس النوري لـ "سيدتي": "برأيي، العمل يحمل الكثير من عنصري الجدّية والإثارة. وسيكون مشوّقاً وجميلاً، ويضمّ كل أطياف المجتمع الدمشقي. وهو رسالة حب وتآخي. وأتمنى أن يحظى العمل برضى الجمهور عند عرضه في رمضان المقبل. والعمل سيجسّد واقع المجتمع الشامي وبعض شخصياته من الواقع مثل عبد الرحمن الشهبندر وغيره. سيرى الناس في العمل وللمرّة الأولى المجتمع الشامي كما كان وبكل أطيافه من يهود ونصارى وإسلام، وبعض النجوم السوريين يؤدّون شخصيات يهودية في العمل مثل الفنان رفيق سبيعي الذي يجسّد شخصية يهودية مهمة (طوطح). وسنرى الناس في معابدهم الدينية إضافة لعلاقاتهم الاجتماعية المتشابكة في ما بينها. العمل من إنتاج شركة "سوريا الدولية" ويقوم بإخراجه سيف سبيعي. ويشارك فيه عباس النوري، سلوم حداد، جمال سليمان، رفيق سبيعي، سليم كلاس، حسن عويتي، ميسون أبو أسعد، شكران مرتجى وآخرون.

 

 


شيفون

يحاول المخرج نجدت أنزور أن يغوص في مجاهل المجتمع، ليقدّم كل ما يراه مهماً وجديداً من مشاكل المجتمع العربي، فاضحاً لنا مكامن الفساد والتطرّف في المجتمع وأسباب ظهورهما وتطورهما في مسلسله الجديد "شيفون". كما يعالج العمل كما يقول أنزور مشاكل الشباب والفتيات في سن المراهقة، وطريقة إعدادهم لمواجهة المستقبل، في جو مثير ومشوّق يظهر على الشاشة للمرّة الأولى. وكذلك يناقش قضايا الإرهاب ومشاكل "الفيس بوك" من خلال المراهقين. كما يتطرّق للمخدرات والتربية والتعليم في المجتمع. ويعتقد أنزور أن للشباب دوراً كبيراً في المجتمع وهم يمثّلون الغالبيّة، ولذلك يجب الاهتمام بهم والتطرّق لمشاكلهم للمساهمة بحلّها.

يعتبر العمل تكملة لما قدّمة أنزور في السابق في مسلسل "ما ملكت أيمانكم". وهو عن نص للكاتبة هالة دياب ومن إنتاج شركة "أنزور للإنتاج الفني". ومن شخصياته المهمة "الكينغ" التي تتاجر بالمخدرات وتروّجها للشباب بطرق منوّعة. ويشارك في العمل مصطفى الخاني، زينة أفتيموس، رانيا الأسعد، مجد رياض، سعد الغفري وعدد من الوجوه الجديدة. ومن المقرّر أن يعرض العمل على شاشة قناة أم. بي. سي.

 


تعب المشوار

كعادته يركّز الكاتب فادي قوشقجي بإسهاب وتمعّن على القضايا الاجتماعية في كتاباته الدرامية. وفي تجربته الجديدة "تعب المشوار"، يركّز على حالة التعب التي تعتري العلاقات المعاصرة بين أفراد مجتمع ينهكه ما تراكم على كاهله من نكسات ونكبات وهزائم، فصار يفتقد إلى حلم واضح، وتراجعت آماله من أحلام كبرى على مستوى النهضة والتقدّم والعدالة، لتنحصر في أمور صغرى سبق أن أهملها من أجل أحلامه الكبرى، فانتهى به الأمر وهو لم يحقّق لا هذه ولا تلك، وانتهى الأمر بشبابه وهم مبتعدون عن الشأن العام، أو منخرطون فيه لكن مع كثير من التساؤل والشك حول جدوى ما يفعلون، أو باحثون عن الرحيل والهجرة. يتحدّث المسلسل عن شبكة واسعة جداً من العلاقات الاجتماعية الشديدة المعاصرة، تدور في غالبيتها في إطار الطبقة الوسطى التي لطالما تمّ النظر إليها على أنها الحامل الرئيس لفكرة التقدّم والنهضة. فنشاهد عبر عملنا شخصيات من أجيال متعدّدة، ونراقب نوعية أحلامها وتطلّعاتها في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والصراعات التي تخوضها هذه الشخصيات في كفاحها من أجل إثبات الوجود والإنجاز والكرامة والاستقرار النفسي والعاطفي. فيما هي لا زالت في معظمها تعتبر نفسها معنيّة بمناقشة كل أمور هذا العالم، لكن فقط مناقشتها، دون أوهام كبيرة حول القدرة على التأثير.

ومن خلال عرض "تعب المشوار" أزمات العلاقات المعاصرة، فإن المسلسل يمرّ على عدد كبير من الأزمات التي يعاني منها المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً والتي غالباً ما تلقي بظلالها على كل شيء في المجتمع، بدءاً من أكبر مؤسسة، مروراً بسرير الزوجية، ووصولاً إلى علاقة الإنسان بنفسه.

"تعب المشوار" مسلسل اجتماعي من إنتاج "بانة" للإنتاج الفني ومن إخراج سيف سبيعي وتأليف فادي قوشقجي. ويشارك فيه كل من عباس النوري، كاريس بشار، باسل خياط، جيني إسبر، قيس الشيخ نجيب، ندين تحسين بيك، رامي حنا، سيف الدين سبيعي، حسن عويتي، عبير شمس الدين وآخرين.

 

الخربة

في إحدى قرى منطقة السويداء في جنوب سوريا، تدور أحداث المسلسل الاجتماعي الكوميدي "الخربة" لكاتبه ممدوح حمادة ومخرجه الليث حجو الذي استطاع وللمرّة الأولى بعد سنوات طويلة، الجمع مجدداً بين رموز فنية شاهدناها في أعمال درامية سورية قبل نصف قرن. فأعاد جمعهم مجدداً في عمل عصري حديث ضمّ كلاً من دريد لحام وعمرو حجو ورشيد عساف. تجري أحداث "الخربة" في قرية تحمل اسم المسلسل بمحافظة السويداء في سورية، والعمل يسير على نفس نمط مسلسل "ضيعة ضايعة"، من ناحية الكوميديا الناقدة الضاحكة، ولكنه يجسّد في مكان وزمان ولهجة مختلفين.

وسيتحدّث نجوم العمل بلهجة أهل السويداء. قصة العمل تدور حول صراع بين شخصيتين كبيرتين في القرية، تحدث بينهما مواقف مضحكة ومفارقات غريبة وتصرفات تتعارض مع طريقة التفكير العصرية. كما يناقش العمل مشكلة صراع الأفكار بين الأجيال. ويجسّد الدورين الرئيسيين للعمل كل من دريد لحام ورشيد عساف. كما يشارك فيه أيضاً محمد خير الجراح، محمد حداقي، باسم ياخور، عمر حجو، شكران مرتجى، ضحى الدبس، نضال سيجري وآخرون. العمل من إنتاج شركة "سورية الدولية".

 

 


الولادة من الخاصرة

تصرّ المخرجة المتألّقة رشا شربتجي على أن تبقى سنوياً في المقدّمة، وأن تقدّم كل ما يشبع نهمها الإخراجي من خلال كل ما هو جديد ومفيد للمجتمع العربي. قصة العمل تبدأ أحداثها من عيادة إجهاض وهي لولادات غير شرعية ممنوعة في مجتمعاتنا حيث يجسّد دور الطبيب فيها الفنان جهاد سعد. ومن هذه العيادة تنطلق ثلاث قصص لا تلتقي مع بعضها. ولكل ولادة منها قصتها المختلفة ومسيرتها مع هذه الحياة. وعن العمل الجديد تقول رشا شربتجي لـ"سيدتي": "أنا لا أسعى لتقديم الجرأة أو افتعالها، وأبرز حقائق موجودة في المجتمع فقط. رسالة "الولادة من الخاصرة" تقول إن كل ما هو مبني على باطل فهو باطل. وركيزة العمل كما نقول بالبلدي "الله يجيرنا من ساعة الغفلة". هناك أحداث كثيرة تجري حولنا نعلم بها، ولكننا لا نعرف خلفياتها وأسبابها ومسبّباتها. عندما نرى رجلاً فاسداً، نقول هو كذلك لأنه مرّ بتراكمات في حياته أوصلته لهذا التصرف. العمل يتحدّث عن بعض البسطاء الذين بالكاد يحصلون على قوت يومهم ومع ذلك يحاربون للحصول عليه. وهذا يتسبّب بتحوّل بعضهم ليصبحوا لصوصاً وربما قتلة أيضاً. ولهذا نقول "الله يجيرنا من ساعة الغفلة".

العمل من إنتاج شركة "كلاكيت" وهو من بطولة كل من سلاف فواخرجي وقصي خولي وسلوم حداد ومها المصري وعابد فهد ومكسيم خليل ووفاء موصلي وصفاء سلطان وعدد كبير من الفنانين السوريين والنص للكاتب الشاب سامر رضوان.

 

دليلة والزيبق

بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل "وراء الشمس" الذي قدّمه المخرج سمير حسين الموسم الماضي، ها هو يقدّم هذا الموسم عملاً مختلفاً، حيث يعود للتاريخ ليبحث ويقدّم لنا عملاً شيّقاً، يتحدث عن سيرة دليلة المحتالة وعلي الزيبق الشاب النبيل الشريف الشهم، حيث يمثّل هذان المغامران الذكيان في عصرهما وجهي الحياة وتناقضاتها الخير والشر. علي الزيبق الذي وجّه كل مواهبه السامية التي منحه إياها الله لنصرة الحق والعدل والضعف الإنساني، ودليلة المحتالة التي استغلّت مواهبها المماثلة لتشويه الحياة وسيادة الشر على الخير، والظلم على الحق والعدل، لكن النصر في النهاية لن يكون إلا لوجه الحياة الأول الخير. وذلك هو الهدف من تقديم هذا المسلسل، بالإضافة إلى الكثير من وجوه التسلية البريئة التي سيجدها المشاهد في أحداثه، تضحكه تارة، وتدهشه تارة أخرى، وتوتّر على أعصابه تارة ثالثة، وبهذا يحقّق المسلسل غايتي الدراما التلفزيونية معاً: التثقيف والترفيه. وعن واقعية العمل، يقول مخرجه سمير حسين: "لا توجد وثائق تاريخية أكيدة تدلّ على العصر الذي جرت فيه أحداث سيرة الزيبق ودليلة، ولكنها على الأرجح جرت في عصر الانحطاط، في الفترة التي بدأ المماليك في السيطرة على مقدّرات الأمور في كل من العراق ومصر".

يقدّم المسلسل الجديد هذه الأحداث والمقالب بعد التهذيب والتنقيح مع بعض التصرّف أيضاً، تصرفاً مصدره المخيّلة الأدبية الخصبة، ودافعه تحسين هذا العمل المميّز في التراث الشعبي، وتكييفه للتلفزيون ليكون في قالب درامي قريب المتناول، مليء بألوان طريفة من الحركة ذات الإيقاع السريع، والتشويق المحبّبين إلى مختلف شرائح المتلقّين. العمل عن نص للكاتبة هوازن عكو ومن إنتاج "عاج" للإنتاج الفني والتوزيع. ويشارك فيه كل من تاج حيدر، كاريس بشار، معن عبد الحق، سامر المصري، وائل شرف وآخرين. العمل سيعرض على قناة دبي الفضائية.

 

في حضرة الغياب

يستحقّ الشاعر الراحل محمود درويش مسلسلاً يجسّد مسيرة حياته ونضاله كشاعر مهم حمل همّ الوطن والأرض والإنسان. وهذا ما يقدّمه المخرج نجدت أنزور من خلال مسلسله الجديد "في حضرة الغياب" والذي يجسّد فيه دور شخصية الشاعر الراحل الفنان فراس ابراهيم. والعمل عن نص سيناريو وحوار للكاتب حسن م يوسف. ويجسّد العمل حياة الشاعر الراحل في أهمّ مفاصلها النضالية والإبداعية ومسيرة حياته التي مرّت في مراحل عدّة بدءاً من مرحلة حياته في مدينة حيفا، وهي المرحلة العشرينية من حياة درويش حيث بدأت تتشكّل لديه الحالة الأدبية والشعرية، وبدأ ينسج العلاقات مع كبار الأدباء والشعراء مثل إيميل حبيبي وإيميل توما وفدوى طوقان وسميح القاسم، إضافة إلى تعارفه على صديقته ريتا وسفره للدراسة في بعثة إلى روسيا في ما بعد وأثرها عليه. وسيعرض العمل لفترة عيشه في بيروت، ومرحلة الحراك الثقافي والفني والاجتماعي والسياسي فيها، تلك المرحلة التي كانت في الحرب الأهلية هناك، والتي تمكّن من خلالها من التحوّل من شاعر إلى مفكّر ففيلسوف. هذا وتمّ تصوير العمل في كل من سوريا ولبنان وفرنسا ومصر. ويشارك فيه أكثر من 200 نجم من مصر وسوريا ولبنان، منهم: سلاف فواخرجي، فراس ابراهيم، زهير عبد الكريم، سوزان نجم الدين، تيسير ادريس، محمد الشيخ نجيب وخالد القيش. العمل من إنتاج شركة فراس ابراهيم وقطاع الإنتاج في مصر.

 

 

 

جلسات نسائية

منذ حواء ابتدأت الحكاية، فكانت المرأة مادة استوحى منها أهم المبدعين ملح إبداعهم. طيّبة النفس كما رآها أرسطو، لكنها إن بكت حطّمت قلوب الرجال مثلما قال عنها شكسبير، وكزنبقة وسط الثلج حسب لغة الشعر العربي الحديث. هكذا لامست الأنثى عوالم كاتبة سورية تعيش في المهجر هي أمل حنا التي اختارت أن تكتب هذه المرّة عن المرأة بمختلف تفاصيلها، ليكون سيناريو "جلسات نسائية" أحد إنتاجات شركة "سورية الدولية" في هذا العام بتعاون جديد للكاتبة مع المخرج الشاب المثنى صبح. "جلسات نسائية" مسلسل معاصر يطرح مجموعة من القضايا الاجتماعية الهامة والحسّاسة في المجتمع السوري، بدءاً من العلاقات الأسرية في ظلّ تسارع إيقاع الحياة، والتي قد تتجلّى بتضامن أسري واجتماعي، أو تصل لمشكلة باتت خبز المجتمعات اليومية وهي الطلاق... وكما يدلّ اسم المسلسل، فإنه يحاول الدخول إلى عالم المرأة وإلى حياتها العاطفية في علاقاتها مع الأهل والأصدقاء ومع الجنس الآخر. كما أن شخصياته ستبحث عن التفسير لبعض أسباب الفشل والنجاح في بناء العلاقة بين المرأة والرجل. كذلك ستحتار هذه الشخصيات بإيجاد تعريفات واضحة لمفاهيم كبيرة تقع على طرفي نقيض مثل الأنانية والتضحية. ثم تسأل من خلال الأحداث عمّا تعنيه الحاجة للآخر والفشل في الحفاظ عليه. "جلسات نسائية" من تأليف أمل حنا وإخراج المثنى صبح ومن بطولة سامر المصري وباسم ياخور وميلاد يوسف ونسرين طافش ويارا صبري وأمل بوشوشة وناظلي الرواس وأنطوانيت نجيب. ومن لبنان الفنان رفيق علي أحمد. العمل من إنتاج "سوريا الدولية".

 

 


يوميات مدير عام

بعدما يزيد عن الستة عشر عاماً، يعود الفنان أيمن زيدان مجدداً ليقدّم الجزء الثاني من مسلسله الشهير "يوميات مدير عام"، ذلك العمل الذي حظي عند عرضه بنجاح كبير، نتيجة مصداقيته في النقد للتصرّفات الإدارية والفساد الموجود في المؤسسات الحكومية العربية. الجزء الجديد قام بإخراجه زهير قنوع. والمسلسل يعتمد ببنائه الدرامي على المشاكل الإدارية بطريقة كوميدية ساخرة، عبر مواقف تستمدّ أفكارها من واقعنا المعاصر بكل حيثياته، وسيكون المسلسل أحد إنتاجات شركة "سوريا الدولية" للإنتاج الفني لعام2011. فكرة إنتاج عمل "يوميات مدير عام"، تأتي بناءً على نجاح الجزء الأول منه. ويحمل الجزء الجديد نبضاً معاصراً سواء من حيث المشاكل المطروحة أو من حيث الشكل والإيقاع الجديدين، لذا حاول الجزء الجديد ملامسة العصر الراهن مستفيداً من كل التغيّرات التي طرأت على مجتمعاتنا العربية بشكل عام. قصة العمل تتحدّث عن عودة الدكتور أحمد عبد الحق لمزاولة مهنته كطبيب، بعد أن يئس من قدرته على تغيير الفساد في المديرية، إلى أن يتلقّى اتصالاً من صديقه الوزير مازن الذي يقنعه باستلام منصب لمديرية أخرى عمّ الفساد بأرجائها. يحاول د. أحمد أن يغيّر من خططه السابقة، خاصة أنه أصبح من المعروف تماماً لدى كل الموظفين أن المدير العام غالباً ما يتنكّر بشخصيات أخرى. وبعد مجموعة من المواقف والأفكار، يتمكّن من التنكّر والتعرّف على كل أنواع الفساد الجديدة التي تطوّرت لتأخذ أشكالاً جديدة مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة التي دخلت المؤسسات الحكومية. ومع سير الأحداث تتعقّد الأمور وتنكشف حقائق موجعة بشكل كوميدي ساخر، لكن د.أحمد يصرّ على متابعة مشواره ضد الفساد والخلل. والنص لكاتبه خالد حيدر. ويشارك في العمل كل من أيمن زيدان، نادين، أندريه سكاف، مرشد خاطر، مها المصري، سليم كلاس، أمية ملص وآخرين.

 

صبايا 3

هو تكملة لما حقّقه هذا العمل من نجاح الموسم الماضي. يقدّم كاتباه نور شيشكلي ومازن طه الجزء الثالث من "صبايا" الذي عاد هذا العام بحلّة جديدة وبتغييرات كبيرة. وقد تمّ تغيير مخرجه ليعود ناجي طعمي مخرج الجزء الأول مجدداً، بدلاً من فراس دهني الذي أخرج الجزء الثاني من العمل. ويتابع "صبايا" بنسخته الجديدة، ما كان قد بدأه في جزءيه الأول والثاني من عرض لحياة الصبايا الخمس ومشاكلهن اليومية وأحلامهنّ. وقد أُضيفت إليه مجموعة جديدة من الوجوه وغادرته وجوه قديمة أحبها الناس وأصبحت جزءاً من العمل. ومن الوجوه التي اعتذرت عن المشاركة بالعمل كل من ديمة بياعة وديمة الجندي وقمر خلف لأسباب مهنية ولارتباطهم بأعمال أخرى. بينما دخلت العمل كل من ديمة قندلفت ونادين تحسين بيك وميريام عطالله وربى المأمون. كما أُضيفت إليه عناصر فنية لبنانية وسعودية. والعمل من إنتاج "بانة للإنتاج الفني" وسيعرض العمل على قناة "روتانا خليجية".

 

 


بقعة ضوء 8

عرفت الدراما السورية في مسلسل "بقعة ضوء" بأجزائه حضوراً متميّزاً للمسلسل الكوميدي القائم على أسلوب اللوحات والتي ولدت فكرته من رحم "مرايا" للفنان المهم ياسر العظمة. "بقعة ضوء" يعود هذا العام من خلال جزئه الثامن الذي تنتجه شركة "سوريا الدولية". ويؤكّد الفنان أيمن رضا المشرف على الجزء الجديد وأحد أركان المسلسل منذ بداياته أن العمل جماعي يعتمد على كل العناصر من فنانين وتقنيين ومخرج. كما لفت إلى أنه وفريق العمل فتح المجال أمام كل من لديه لوحات مناسبة للعمل لتقديمها، ومن ضمن ما يقارب 2800 لوحة قدّمت للعمل، اختير القليل منها ليرضي جمهور "بقعة ضوء" في العالم العربي.

فيما أكّد المخرج عامر فهد أن "بقعة ضوء" في جزئه الثامن مختلف في مواضيعه عن الأجزاء السابقة، ويعتبر أكثر جرأة وموضوعية في الطرح والنقد. ويتناول لوحات عديدة. مواضيع اجتماعية متنوّعة، تطرح على الشاشة من خلال قالب طريف كوميدي، يعتمد بصورة أساسية على السخرية من مظاهر التخلّف الاجتماعي والكذب والمفارقات الحياتية الساخنة وعلى التأمّل العميق في سلوك الناس والمؤسسات. يشارك في بطولة "بقعة ضوء 8" مجموعة من نجوم الدراما السورية في مقدّمتهم: أيمن رضا، نسرين طافش، سلمى المصري، أندريه سكاف، وفاء موصلي، أحمد الأحمد، ندين تحسين بيك، خالد القيش، هبة نور، فارس الحلو، أدهم مرشد، جيهان عبد العظيم، معن عبد الحق، جمال العلي وآخرون.

 

مرايا 2011

بعد غياب استمرّ لأكثر من أربع سنوات افتقد فيها محبّو "مرايا" لهذه الوجبة الرمضانية الخفيفة التي ألفوها طوال ربع قرن مضى، ها هي تعود "مرايا" مجدداً هذا العام، ولكن بشكل جديد وقالب أجمل يعيد لها بريقها وتألّقها الذي أبقاها في مقدّمة الأعمال الرمضانية على مدى سنوات طويلة. لوحات "مرايا" الجديدة، قام بكتابتها نور الدين الهاشمي وياسر العظمة وعدد من الكتّاب. وقام بإخراجها سامر البرقاوي الذي قال إن "مرايا"2011 سوف تطلّ بحلّة جديدة مميّزة وتتطرّق لمواضيع اجتماعية عديدة من خلال لوحات كوميدية هادفة، يجسّدها الفنان المهم ياسر العظمة حيث تشاركه نخبة من نجوم التلفزيون ومنهم سليم كلاس، سلمى المصري، علي كريم، ضحى الدبس، مرح جبر، حسن دكاك، عابد فهد، عبد الحكيم قطيفان، وفاء موصلي، محمد قنوع، رهف شقير، إيمان عبد العزيز ونخبة من نجوم الدراما. وهو من إنتاج شركة "قبنض للإنتاج الفني".

 

 


صايعين ضايعين  

مسلسل "صايعين ضايعين" عمل كوميدي يعالج مشكلة ثلاثة أشخاص كل منهم "صايع ضايع" على طريقته الخاصة حيث يعيشون مجموعة من المفارقات في رحلة البحث الدائم عن عمل. قضيّة العمل ككل آنية وهي مشكلة البطالة، ويشرح تداعياتها وأسبابها في قالب كوميدي طريف، خاصّة حينما يكون الفرد كسولاً، ويحاول العمل مرّات عدّة، وعندما يواجه الفشل يقع في فخ الاستسلام، إلا أن الحياة لا تتوقّف عند عدد محدّد من المحاولات، وأكثر ما يميّز هذا العمل التعاون العربي.

ويصنّف "صايعين ضايعين" في خانة الإنتاجات الضخمة قياساً بالأعمال الكوميدية الأخرى، باعتباره يستقطب عدداً كبيراً من الممثلين السوريين والعرب يصل عددهم إلى 120 ممثلاً، ويتم تصويره في بلدان عربية عدّة، والعمل من بطولة النجم المصري حسن حسني. ويشارك فيه من سوريا: أيمن رضا، أندريه اسكاف، نضال سيجري، جرجس جبارة، جمال العلي، علي كريم، عصام عبه جي، هبة نور، ومن لبنان: أحمد الزين، ورولا سعد، ومن مصر: طلعت زكريا، والعديد من الممثلين السوريين واللبنانيين والمصريين والخليجيين. "صايعين ضايعين"، من إنتاج شركة "غراند برودكشن" عن نص للكاتب رازي وردة، ويتم تصويره بين دمشق وبيروت والقاهرة.

 

من الملاحظ... 

 حرصت شركات الإنتاج على اختيار النصوص الأكثر تميّزاً والأقل تكلفة إنتاجياً، حيث تقلّص هذا العام حجم الإنتاج الدرامي السوري كعدد، ليصل لأقل من ثلاثين مسلسلاً. بينما تجاوز العدد المنتج في بعض الأعوام السابقة 60 عملاً. وقد نجا بعض المنتجين من تبعات الأزمات السياسية والاقتصادية، ممّن اتّفق سابقاً مع جهات خليجية، وأبرم عقوداً معها ليقدّم عمله هذا العام بأمان ودون خوف، وليحجز له مكاناً في سماء الأعمال الدرامية هذا الموسم. والجدير بالذكر أن الأزمات السياسية والاقتصادية التي مرّت بها المنطقة، وطبعاً سوريا قد أثّرت على تصوير وبيع وتسويق الكثير من الأعمال السورية. كما أثّرت على كمية الأعمال المنتجة، وتحدّث الفنانون السوريون عن تخوّفهم من عدم القدرة على تسويق معظم أعمالهم هذا العام. كما كان للأزمة المالية المستمرّة التي تعصف بمعظم شركات الإنتاج الفني والقنوات الفضائية العربية أثرها الواضح على نوعية وكمّ الأعمال الدرامية المنتجة في سوريا. فمعظم القنوات الفضائية ترغب بشراء العمل الرخيص الذي يتمتّع بالجودة نتيجة الأزمة المالية وقلّة التمويل من الفضائيات العربية التي تموّل معظم إنتاج هذه الأعمال السورية. كما اختفت الأعمال ذات الإنتاج الضخم كالتاريخية والدينية لتسود الأعمال الجيدة والقليلة التكلفة. وقد سادت هذا العام الأعمال الواقعية (المودرن) على بقيّة الألوان الفنية الأخرى لكثرة الطلب عليها عربياً. ولوحظ شحّ واضح في الأعمال الكوميدية لقلّة النصوص المقدّمة بهذا الخصوص. ولا تزال الأعمال البيئية متواجدة بقوة على الساحة الدرامية السورية كونها أكثر الأعمال السورية انتشاراً عربياً.