أنت وحيد.. وماذا بعد؟

سلمى الجابري
كل الأشياء السابقة التي لم تكن تجد في قلبي مكانًا، باتت تلازمني، تحاصرني، تسير معي، وضدي، وفي الحقيقة لا أعلم من بات يستفزها، يحركها، ويغضبها، وكأنها آخر الأحزان، وتارة أخرى أشعر وكأنها أجمل البدايات التي تشرّع أبوابها للسحر، ولكل التفاصيل التي تبدأ من عندها الحياة ولا تنتهي. من الغريب جدًا أن تعود من جديد إلى حيث لم تكن تتخيل، أن تعود للحظات التي لم تكن تؤمن بحقيقتها، لكنك بتّ الآن تدرك جيدًا أنها كانت صادقة جدًا، وعميقة جدًا، ومتشبثة فيك جدًا، تمامًا ككل العلاقات التي لم تكن لتقنعك بمشاعرها في بادئ الأمر، لكن ويا للحسرة في النهاية أو بعد النهاية بكثير، تصبح تبحث عنها، تشتاق إليها، تغني لها، تكتب لها، تنتظرها لكن حينها يكون الوقت قد تأخر كثيرًا على كل هذا الاحتفاء العاطفي. أنت وحيد الآن وماذا بعد؟ هل تستطيع أن تضخم المتع الصغيرة في عينيك أكثر؟ هل يمكنك أن تنجذب إليها كما في السابق! التفت قليلاً، وابحث عن أية مرآة تعكس ملامحك المتعبة، هل وجدتها! حسنًا تأمل قليلاً هالة الخوف التي تغطي عينيك، تأملها جيدًا، ثم وبعد أن امتلأت قليلاً بالدمع رغمًا عن كبريائك، انتقل بنظرتك حول ملامحك، شاهد هذا الفزع، انظر لرعشة شفاهك، ثمة حزن يداعبك لن يفهمه أحد سواك، أبصر جيدًا لاحمرارِ أنفك، أنت على وشك البكاء، أو الصراخ، هل ينتابك شعور بأن تكسر هذا الانعكاس؟ أن ترى أشلاءه تتناثر حول الأرض، حول الزوايا، حول الآه، حول الألم، وحولك! قم بتهشيم وجه الحزن الآتي من العدم، قبل أن يتهشم داخلك..