أي قدر هذا الذي جمعني بك؟

سلمى الجابري
| لم تتقاطع أقدارنا عبثاً، ولم أكن لأحبك لو لم أرَ في عينيك انعكاسي، ذلك الانعكاس الذي يمدّني بالسلام في كل لحظةِ ضياعٍ قد أشعر بها بدونك. فأنت الآن هنا من بعدِ مسيرة دمعٍ ووجع، فبأي حق أملك خيار الرحيلِ منك أو الهرب؟ فنحنُ عندما نحب يا رجُلي، نفقد أمام الهوى كل الخيارات الممكنة أو غير الممكنة، وأنا أمامك قد فقدتُ خيار العودة، لذا من الممتع أن أمضي معك بلا وجهة، وبلا موعد يذكر، هكذا سأكون متخففة من ثقل الأعذار الواهية التي قد تعيق طريقنا في لحظةٍ نجهلها. ولأني كنتُ امرأة قلقة حيال اليوم والغد، لم أستطع أن أرى ما قد يمكنه أن يفعل الحب؛ كي يحول أي لحظةٍ إلى جنةٍ وحياة، لكني معك بتّ أدرك هذا جيداً، كما بتّ أدرك: كم هو مثيرٌ أن نكون في الحبِ صغاراً، لا نكفّ عن المشاكسة مهما ضاقت بنا المشاعر حنيناً. علمتني أن أكون أكثر حِلماً، فعلمتك كيف يمكنك أن تتحول إلى شاعرٍ مجنونٍ، يهيم بالحرفِ كلّما اقترب من رعشةِ الشعور. أي حبٍ هذا الذي ملأتني به من حيث لا أعلم؟ أي غرقٍ هذا الذي جعلتني أموت بداخله وأحيا؟ أي قدرٍ هذا الذي جمعني بك في وطنٍ لا يعرف عنّا سوى أسمائنا؟ أي آهٍ هذه التي نشعر بها في ذات الآن؟ وكأن هذا الزمان بكلِ شخوصهِ وأحداثه، مجرّد وهم كبير نعيش بداخله حقيقتنا