الكلمة الرؤوم

سلمى الجابري
هل سأجدك إن بحثت عنك بين الهدوء الكامن، وبين صخب الأشياء؟ هل ستطلّ عليَّ بوجهك الطفولي مجدداً، من بعد غياب وانقطاع؟ بعض الأسئلة تلامس سقف المجاز فينا؛ حتى تؤذينا بقدر كل الجراح الدامية التي بداخلنا. بعض الأسئلة تقتصّ من ذاكرتنا عمراً لا يمكنه أن يطوى، من قائمة الاستفهامات بسهولة. بعض الأسئلة لم يكن الغرض منها السؤال، بل هنالك الكثير يضمر في جوف كل استفهام يتدلى على مشاعرنا بغتةً. دوماً هنالك علامة فارقة تمسّ الفضول فينا؛ حتى تجترح الصمت بصخب نجهله، وتلك العلامة ما هي إلا مرحلة حرجة علينا اجتيازها بجواب يناسب حضورها الطارئ. خلف كل تساؤلاتنا هنالك كلمة نبحث عنها، كلمة ننتظرها، كلمة لها تلك القدرة على تغيير مجرى مزاجنا بشيء من الحب، وتلك الكلمة غالباً لا نسمعها، ولا حتى نجدها بين حديثهم، تلك الكلمة التي تؤرقنا طويلاً هي أكثر ما تؤلمنا وتطرحنا أرضاً. ولأننا قد نفتقد منهم بين الفينة والأخرى كلمات الحب، سنجدنا نتلوى بين حرائق المشاعر وبين برود الحياة، بانتظارٍ خالص لكل أحاديث الهوى المسربة من الوجد، على أمل أن ينهمر من صوتهم لذيذ الكلام، لكنه يأبى الهطول. أيتها الكلمة التي يقف أمامها الشعور بعجزهِ وكليّته، أيتها الكلمة الرؤوم التي تعصف بقلبنا وتقصف، اقتربي من مسامعنا بحب نشهقه للأمد