تحمل تَبعات الجنون

سلمى الجابري
تحمل، كما كنت تفعل على الدوام، كما كنت تفعل سابقًا، وقبل قليل، وستفعل ذلك دائمًا، فأنت على كل حال ليست لديك أية مشكلة على الإطلاق في التحمل، وهذا الأمر يبدو من هذا البعد الذي بيننا جيدًا، لكن ما الذي يحدث في داخلك؟ أخبرني عن الحرائق التي تُضرم باسم الحب، لأخبرك أنا عن بدايات الدمع، عن انتهاء مفعول الرسائل القديمة، تلك التي كنا نقرأها بشكلٍ مفاجئ، فيحدث ما لم نتوقعه، كل المشاعر تجتمع، تنتحب، تعانق بعضها، ثم تختنق بوحدتها، وتصمت، وكأنها لم تكن. أخبرني أكثر عن اللحظة المواتية لكل ردةِ فعلٍ تجتاحها الغيرة، لأخبرك أنا عن كلِ روحٍ تموت بداخلها الحياة، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، كلما تتسلل الغيرة إلى داخل هذا القلب المسكين. تحمل تبعات الجنون، اللحظات المسكونة بالهوى، تحمل نوبات البكاء التي ستلازمك طيلة عمرك العاطفي يا قلبي، تحمل ترف الحب، وفقره، تحمل هذه المرة، وكل مرة ستتشبث بهم بكل جوارحك، بكل حالاتك، بكل مشاعرك الرائقة، الغاضبة، والمزدحمة بالحياة. لكن لا بأس، إن لم تستطع أن تتحمل حتى النهاية، فعلى كل حال ستهرم يومًا وستموت، ولن يذكرك أحد..