تدللي في الحب

سلمى الجابري
في الحب إما أن نعود صغاراً أو نكبر كثيراً دون أن ندرك ذلك، وأنا لأول مرة شعرت بأمومتي النائمة بداخلي معك، لأول مرّة أعانقك بخوف أنثوي غريب، لأول مرّة أنتظرك بفزعٍ، ولأول مرة أوبخك بحنانٍ أدهشني، معك فقط استيقظت الأم التي بداخلي؛ حتى تصافحك، وحتى تكون معك في كل أطوار عمرك العاطفي، وحتى تمسح فوق رأسك بحب كبير في كل حين تعود فيها للطفولة وأنت بين يديها. الرجل لا يحتاجك أماً له فقط، بل يحتاجك حبيبة، صديقة، أختاً، ونصفه الذي يكمله للأبد، لا تكوني فقط أمه التي توبخه في كل حين، بل كوني له كل شيء؛ حتى يصبح لك الحياة. تلوني بألف لون ولون، كوني كالحرباء التي تبدل جلدها بجلد آخر. تشكلي أمامه واجري في دمه؛ حتى تصعبي عليه مسألة نسيانك، الرجل لا ينسى المرأة الذكية، الممتلئة بعاطفتها الصريحة والضمنية، لا ينسى من تصبح بين يديه طفلة، وفي لحظة مارقة تكبر لتثيره، ولتبقيه متوقد المشاعر والعاطفة، لا ينسى من تسكنه بأنوثة لا يحتمل أن يبقى بعيداً عنها رغماً عن مساحات البعد. كوني ذكية ليكون لك كما تريدين، بعثريه بالهدوء الكامن، بعواصفك الرعدية، بجموحك غير المتوقع، وبجرأتك الآسرة، كوني اللهفة التي يلفظها قبل أنفاسه، كوني السلام الذي يهذبه والذي يحفظه من شر العابرات. تدللي في الحب؛ حتى يدللك هو، واعلمي أن خلف كل بورصة للغرام يوجد الكثير من المزايدات العاطفية، والكثير من الأسهم العشقية القابلة للربح وللخسارة، ولا بأس إن خسرت مرة، لكن لتربحي في كل الاستثمارات المجنونة هنا فقط، ليكن لك دور فعال في الصبر والانتظار الطويل، فلا يمكنك أن تنجحي بالحفاظ عليه دفعة واحدة، إن لم تخاطري بكما أولاً، فبين أي مد وجزر عاطفي سيولد الاشتياق حتماً، ببقاء يخلدكما معاً، رغماً عن أي غياب قد يطرأ على علاقتكما