ضريبة حب من طرف واحد

سلمى الجابري
ثمة لحظة تعبرك، تشعرك بأنك مقيّد.. بل محاصر وعليّك الاختيار أو الهرب حيثُ اللا مكان، تلك اللحظة لست أنت المتسبب بها، بل هم السبب، تلك اللحظة التي يشعرونك فيها بأنه من الواجب عليك أن تبادلهم الحب ذاته، والمشاعر ذاتها التي لا وجود لها لا في صوتك، ولا في ملامحك، ولا حتى في قلبك، فمن أين ستأتي لهم بالحب الذي يريدونه منك؟ وأنت فارغ منه!.. الحب الذي لا يأتي بعفويته، وهو محمل بالتفاصيل المحرضة على الجنون، حتمًا لن يكون حباً. فـالحب هو أن تشعر بأنك تائه بين العالمين، حتى تشعر بالأمان والسكينة فور لقائهم ومعانقتهم. الحب لن يأتي على عجالة؛ لأنه حتمًا سيرحل كما جاء، فالحب الذي لا يهزك من أعماقك لن يكون حبًا، بل لا بدّ له من مسمى آخر، وعليك البحث عنه. لذا ليس من الضروري أن نجبرهم على حبنا، فقط لأننا أحببناهم، فما هو ذنبهم بحبنا؟!.. ليس كل حب نشعر به سنجد له مقابل بالمقياس ذاته، فهذه هي ضريبة الحب من طرف واحد، وقصاصنا هو أننا أحببنا الأشخاص الخطأ في زمنٍ صالح أن نحب من هم لنا فقط، لكنها ستبقى عبثية الأقدار التي ستجعلنا نتقاطع مع من هم ليسوا لنا، لكن حتمًا هنالك حكمة من هذا الألم الصادح بالخيبة. تلك الحكمة سنتعرف إليها خلال ما سنعيشه من بعد ما نتجرع مرارة الخيبة، حينها سننضج، ونكبر ضعف عمرنا بالحسرة، لكن كل هذا الألم سيصب في مصلحتنا لا محالة، وهو أننا سنتعلم جيدًا متى من المفترض أن نلفظ مثل هذه الكلمة العميقة والشائكة، ولمن سنقولها، و من ذا الذي يستحق سماعها، فهي لم تخلق عبثًا حتى نزج بها لأي شخص لا على التعيين