عندما يحين وقتك احتجّ

سلمى الجابري

 

 

  عندما يحين وقتك احتجّ، كم من فرصةٍ تجاوزتنا فقط؛ لأننا نكترث لشعورِ الآخرين أكثر من شعورنا.

لا أعلم ما هو همّي بالضبط، كل شيء بداخلي يتداعى، لا أشعر بشيءٍ مطلقًا، لا يؤلمني شيء، لا يسعدني شيء، إني أغرق هكذا في الفراغ، وحدها الظنون تؤلم، وحدها الأحلام تموت، أنا أحببتك كي أجابه العالم في عينيك، لا من أجل أن أفقدني في وسطِ الزحام.

سئمت من تفريغ هذا العبء على هيئة بكاء، لا يعقل للآن أنه لم يجد أي أحد طريقة أخرى يمكننا التنفيس فيها غير الدموع. كم هو مرهق أن تُستنزف بالكامل، بكل دواخلك فقط لأنك أحببت، الأكثر إيلامًا أن كل شيء قد يتوقف فيك طويلاً دون أن تمسه يد، هذا لأنك انتظرت أكثر مما يجب، انتظرت أكثر مما تحتمل، كي لا يقتلك الندم فيما بعد.

أخبرني عن الجرح الأول، عن الفرصة السانحة للانهيار، أخبرني عمّن يكترث بقصصِ الوداع، لأخبرك بتفاهةِ كل هذا أمام الكبرياء، لم يحصرني سوى هذا الحب، فهو يفقدك كل خياراتك الممكنة، يجردك من حالة اللامبالاة؛ ليحافظ على اتزانك فيه.

هل من الصعب أن نكون صغارًا في الحب؟ هل يجب علينا أن نكبر في كل مرة نقطع فيها الكثير من الأميال العاطفية؟ لا أودّ أن أكبر، فالطفولةِ تعزيني، تصالحني مع كل من توقعت بأني قد محوتهم يومًا، أن تكون طفلاً؛ هذا يعني بأن كل من على البسيطة لن يحتمل براءتك، فلا داعي لأن يقاوم رغباتك، لذا لا أريد ان أفقد براءتي بسببِ جرحٍ؛ قد يضعه الحب أمامي في لحظةٍ لا أتوقعها..