هاك وجعي ودعني أغني للنشاز

سلمى الجابري
أنا التي تركض على نحو ليس ببعيدٍ عن مداك أجيئك بكلّي، فترميني بشرر الخيبة لتحيلني إلى أقصى النهاية وأنا ممتلئة بوجع اللحظة.. علمني كيف أتغلب على الدمعة؟ كيف أجعلها أقل غلياناً وحرارة؟ علمني كيف يمكنني ألا أسمح لها بأن تتجاوز حدّها الطبيعي؟ ألا تغرق سطح الذاكرة بحرقة الماضي، بالكثيرِ مني ومنك.. أجيء من آخر الذكرى مع كل الكلمات المتشظية بالمرارة حتى أخبرك: بأنني أصبحت على المحك.. أغني.. أتوجع.. أنصهر.. أترمّد.. وأتكاثر مع صوت نشاز العالمين حتى أصل لصوتك وأنا مثقلة بتعب الحياة. جئت من النهاية العامرة بالأسى حتى أريك كيف أصبحت أغني بفمي المجروح وروحي المجروحة وأن كل هذا الصخب الذي تسمعه الآن ما هو إلا صوت قلبي الغض. ألوذ بالفرار كلما لامست مسامعك بإيقاع جرحي أكنت ستصدقني حينها لو أخبرتك بأن صوتي يقطر دماً؟ كلما رددت كلماتي الراجفة نشوة اللحن القديم يا الله.. كم أنا عالقة بأطراف أغنية لم يكن يسمعها وبات يغنيها حتى يشعرني بنهايتي المؤكدة من روحه. أتدلى من عناقيد الكلام كلحنٍ مقدس اللحن الذي أجهزت عليه بنية قتلي لكنه رغماً عن سطوتك أحياني لأنك ما زلت تجهل كيف يمكنك أن تدبّ الحياة كل الحياة بين كلمات متراصة كلمات بلاستيكية، خاوية من دفء الشعور لكنها في الوقت ذاته مؤثثة بدمعِ الحب