أعراض عملية قتل أحلامنا!

مبارك الشعلان
قال باولو كويلو: أول أعراض عملية قتل أحلامنا هو عدم توافر الوقت، أكثر الناس الذين عرفتهم في حياتي انشغالاً يملكون الوقت الكافي دائماً للقيام بكل شيء، بينما أولئك الذين لا يفعلون شيئاً دائماً متعبون ولا يلقون بالاً للكمية القليلة من العمل المطلوب منهم القيام به، يشتكون باستمرار من أن اليوم قصير جداً، الحقيقة هي أنهم يخافون خوض المعركة الجيدة. في داخل كل واحد منا معركة تبدأ كل صباح.. ولا تضع أوزارها إلا عندما نضع رؤوسنا، هذه المعركة قد تكون كبيرة لدرجة نحتاج معها إلى قوات للتدخل السريع لنزع فتيل الأزمة بيننا وبين أنفسنا، فنلجأ إلى أقرب صديق أو أبعد صديق، ليس مهماً من يكون أو من تكون، المهم أن نجد من يعيننا على أنفسنا الأمّارة بالحرب. وقد تكون معاركنا صغيرة، فننشغل عن معاركنا الكبيرة بمعارك صغيرة. فأسوأ معركة يدخلها الإنسان هي معركته ضد نفسه، ومعركته ضد رغباته، ومعركته ضد أخطائه، فأنت إذا أردت أن تنتقم من إنسان، لا تدخل معه في معركة، بل انقل المعركة إلى داخله، وقل له: سأتركك لألد أعدائك إلى نفسك، وسيأتيك يوماً مهزوماً ومكسوراً؛ لأنه لا يوجد من يمكنه أن ينتصر على ذاته إلا إنسان خصم لذاته. ولا يوجد هذه الأيام من يقف نداً لذاته. فسياسة نقل المعركة إلى خلف خطوط العدو هي أخطر سياسة عسكرية، وسياسة نقل المعركة إلى داخل الآخر هي أخطر سياسة إنسانية، ونحن كلنا سياسيون بدرجة أقل أو أكثر، فكلنا نمارس نقل المعركة إلى الآخر. قد تكون أهدافنا نبيلة أحياناً لأننا نريد أن نكسر الباطل وننتصر للحق كقيمة، وقد تكون أهدافنا غير نبيلة عندما نحاول أن ننتصر لأنفسنا، بغضّ النظر عن معركة الحق والباطل. فيكون انتصارنا في واقعه هزيمة لنا أكثر في كونه انتصاراً، لذلك نجد أنفسنا في صراع يومي مرير مع ما نؤمن به من قيم... ومع ما نريده من مصالح... فنحن كلنا أصحاب مبادئ عندما نتكلم، وكلنا أصحاب مصالح عندما نعمل، وبين هذه وتلك تدور رحى معاركنا كل يوم.. وكل ساعة ننتصر في بعضها وننكسر في بعضها، أحياناً تكون انتصاراتنا هزائم، وهزائمنا انتصارات على أنفسنا على الأقل. لنبدأ من الغد معركة جديدة تبدأ كل صباح ولا تضع أوزارها إلا مع صباح يوم آخر! شعلانيات: . في انحناءة ظهرك لله استقامة لاعوجاج قلبك! . الإنسان لا يحتاج لشخص ليكمله.. بل يحتاج إلى شخص يتقبله على ما هو عليه تماماً! . الأشياء الأكثر جمالاً في هذا العالم لا يمكن أن «تراها» أو تلمسها.. يجب عليك أن تشعر بها في «قلبك»! .