إسدال الستائر

محمد فهد الحارثي
في اللحظة التي قررت فيها أن أسدل الستائر، وشعرت بأن طريق الآمال الذي رسمته قد وصل إلى نهايته، واقتربت لحظة اليأس من إعلان انتصارها، أشرقت في عالمي وهجاً يتجاوز الفضاء، ونوراً يلامس القلب، لتعيد تشكيل العالم من جديد. ‎هكذا أتأكد من مقولة: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، لأدرك أن الحياة تمنحنا أفراحها وتتصالح معنا متى ما كنا نتمسك بجذوة الأمل ونستند إلى جدار الصبر. ‎فاصل شاسع ما بين الأمس ولحظة اليوم. كان العالم عادياً ومملاً. يوم يلتهم الذي بعده. ساعات تمشي متراخية، وأحياناً مستفزة. بينما يومي هذا انهمرت كل ألوان الفرح عليه، لكي ترسم فرحها في ساعاتي. سؤالي لك: كيف استطعت في لحظة واحدة أن تختطف كل أحزاني وقلقي وتوجسي لتهديني أجمل أيام العمر؟ علمتني أن الحياة جميلة متى ما أردنا، وأن الخير موجود في كل زوايا المكان. ما نحتاجه الثقة والبصيرة لنرى الخير ونحتضنه. ‎أدين لك بالكثير. ليس فقط لأنك رسمت الابتسامات في وجوه البشر، وزرعت الفرح في كل الطرقات لتضاف مسحة حنان على هذا الوجود، بل أيضاً لأنك أعدت لي رصيداً من العمر مضى، كنت أحسبه لن يعود! لأكتشف أن كل يوم معك هو عمر بحاله. ‎تخيّل.. حتى طفولتي استعدت مشاعرها وبراءتها. أهديتني كل مراحل العمر في باقة واحدة. أدركت معك أن الحياة نعيشها لنستمتع بها وبكل متغيراتها، وليس لنحسب كم بقي لنا من أعمارنا. ‎معك أشعر بالطمأنينة والاستقرار. ما عادت أحداث العالم تشغلني. تشكلت دولتي وأنت عاصمتها، وكل أنهارها وبحارها منبعها الخير الذي هو أنت. يا لكرم الحياة، ويا لجمالها. الآن أعلنت ولادتي، الآن فقط ابتدأ العمر. . اليوم الثامن: ‎في اللحظة التي تقترب من اليأس ‎حاول أن تفتح عينيك لكل ما حولك ‎فعندما يغلق باب تنفتح عشرات الأبواب.