إليك يا سيدي، مع التحية

أميمة عبد العزيز زاهد

سيدي الذي أوجه إليه التحية، هو الرجل كامل الأوصاف، مع يقيني بأن الكمال لله وحده، والذي أقصده هنا هو الزوج المعطاء، الذي لا يبخل على زوجته في أي أمر من أمور الحياة، أي الرجل المعجزة، ولم لا؟ فكما نسمع عن الرجل الخائن والأناني والديكتاتوري والسلبي والسادي والاتكالي والنكدي والشكاك والسباب والشرير والمتجبر وسيئ الطباع والطماع والبخيل والمتسلط والعبوس والشرس والشرير، أيضًا هناك الرجل الوليف، وقد أطلقت عليه لقب الرجل الحُلم؛ لأنه حلم أي امرأة.

سأدع أحلامي ومخيلتي ترسم صفاته؛ فهو لا بد أن يخاف الله في كل صغيرة وكبيرة، وأن يكون واقعيًا ومنطقيًا، ذا شخصية قوية، ورجولة غير مبتذلة، جذابًا في أسلوبه وكلامه وحواره ومناقشته ومظهره… رجل بداخله يعيش إنسان حليم رحيم عطوف متسامح معطاء طموح، أي رجل قلبًا وقالبًا… مخلص متفانٍ ظاهرًا وباطنًا، يقدر ويحترم المرأة في وجودها وغيابها، أن يفهمها ويناقشها ويعلمها ويوجهها وينتقدها، ويعتز برأيها وكيانها وشخصيتها، صادق وصريح، كريم فلا يبخل بما يملك، ولا يبذخ بما لا يملك، ألا يكون حنونًا متعاطفًا شهمًا مع إنسان، ومع الآخر عكس ذلك، أي يكون ذا شخصية سوية، وليس ازدواجيًا، ولا يكون رجلاً في مكان، وشبه رجل في مكان آخر، أن يحبه من حوله من خلال تصرفاته وتعامله مع الصغير والكبير، الغني والفقير، القوي والضعيف على حد سواء، غير مدعٍ ولا منافقٍ، ولا يفضل عمله على منزله، منظم في مواعيده فلا ضرر ولا ضرار، يكون لبعض الوقت رجلاً رومانسيًا، يغذي أنوثتي ويسعدني ويمنحني حقي بدون منّ ولا أذى، وأن يهتم بمظهره كما يهتم بجوهره، واهتمامه لا يكون بالتجمل فقط، ولكن لا بد من الأناقة والنظافة في هيئته، والوقار بادٍ في ملبسه، والاحترام في مشيته، إنسان أجد في شخصه الرجولة وتحمّل المسؤولية والاحترام لكياني؛ فعقلي يحب الرجل الذكي المتحدث المرهف الحس، الذي يناقشني ويحاورني، يسمعني ويفهمني ويقدرني ويشجعني وينتقدني بحب.. يسامحني على أخطائي، وأتسامح مع أخطائه… لا يجرحني ولا أؤلمه، أطمح منه الاحتواء والحماية، لا يخجل بمصارحتي عن ظروفه وأوضاعه وعيوبه، ويحدثني عن مشاكله ورغباته وطلباته، يكون صادقًا حتى في نقاط ضعفه، ولله الحمد؛ فإن لدينا مجموعة لا يستهان بها من هؤلاء الرجال، والدليل على ذلك شهادة زوجاتهم لهم، واللهم لا حسد؛ بل على العكس؛ فمن كثرة ما نسمع من تدهور في العلاقات الزوجية، ومشاكل لها بداية وليس لها نهاية، وكل يوم يظهر موضوع جديد وشائك؛ حتى أصبت بالإحباط وانخفض الترمومتر لديّ إلى أدنى حد، عاد الآن وارتفع مرة أخرى من اعتراف بعض الزوجات عن حياتهن السعيدة مع زوج متفهم واعٍ، والأهم من هذا وذاك، أنه يراعي مشاعرها لأقصى الحدود، ويعمل لأنوثتها ألف حساب؛ فميزة الرجل الحلم، أنه كما قالت إحداهن: إنه زوج حقًا؛ قولاً وفعلاً وتصرفًا..