المرأة الاستثناء

محمد فهد الحارثي

يا نهر الحنان لماذا تتعبينا بحنانك؟. يا كل الأمان ما العالم هذا كله من دونك؟. الحياة أشياء كلها تتحمل المراهنات ما عدا أنت خارج سياق المقارنات وفوق مساحة الكلمات. كل خطوة أخطوها تقودني إلى مسارات مختلفة. وكل محطة في حياتي تحمل قصصها وعوالمها. لكن وجودك في حياتي جعلني أتقبل كل الأشياء كيفما تكون، ما عاد شيء يقلقني. لأنك الأساس وكل ماعدا ذلك في الحياة تتمة. لأنك الحقيقة وباقي الأشياء احتمالات. يا نبع حب لا ينتهي، يا أغلى ماكتبت الكلمات. حضورك يجعل للأماكن إحساس وللفرح وطن. ابتسامتك تعيدنا إلى ذواتنا نستعيد فيها طفولتنا وعفويتنا وتفاؤلنا. تبهرني هذه الأنهار المتدفقة من الحب. أتساءل كيف لبشر أن يحمل كل هذا العطاء ويكون مثلنا؟. وهل نستطيع أن نسمو إلى حيثما يكون هذا الكيان؟. اعذرينا إذا قصرنا وتجاهلنا، فمهما حاولنا فهناك فرق ما بين قمة السحاب وسهول الأرض. اعذرينا وأنت من جعلت المسافات صعبة فمن يسابقك في الطيب والنبل والعطاء. أستغرب متى تقولين أنا. هل هذه الكلمة حذفت من قاموس كلماتك؟. دائماً سلم الأولويات لديك مقلوب. الآخرون ثم أنا. يا أعظم إنسانة في الوجود، يحيرني هذا الإيثار، بل يتعبني. كلما زاد عطاؤك شعرت بتأنيب الضمير. فمعك مهما حاولت تبقى الأشياء مستحيلة. كيف يمكن للدقيقة أن تتجاوز مساحة الساعة، وهل يمكن أن يكون اليوم في زمنه أكثر من الأسبوع؟. من الصعب أن نرد ولو بشيء بسيط من هذا العطاء ولكنك لا تنتظرين. هو ذاك الحب في داخلك الذي يمطر كل من حولك وتترفعين عن الصغائر، لم تكن يوماً حسابات وضعتها بل هو ذاتك وحنانك وطيبتك. يا ليتني أستطيع أن أصوغ من هذه الحياة أجملها لأٌقدمه لك. تعريفات السعادة كثيرة في عالمي اختصرتها بكلمتين وجودي في حياتك.

اليوم الثامن:
لماذا كل الضمائر لديك ابتداء من (أنت) وانتهاء بـ (هم)
والضمير المنسي في قاموسك كلمة (أنا)؟