بين الحلم والأمل

أميمة عبد العزيز زاهد
| لديّ حسن ظن بخالقي بأن يحقق أحلامي، ولديّ ثقة كبيرة بأنها لو لم تتحقق فبالتأكيد سيكون ذلك خيراً لي، المهم أن لديّ القدرة على أن أحلم أحلاماً جميلة، وأن أستمتع بالعيش داخل حلمي، فبدون الحلم تفقد أيامي مذاقها. أن أعيش الحلم بالنسبة لي في زمن تحاصرني فيه الحقيقة فمعنى ذلك أني سعيدة، ففي الحلم ميزة لا تعرف حدوداً للمسافات، وتتجاوز كل الطموحات التي يصعب على الإنسان تحقيقها في واقعه، وبالتدريج ومع التدريب وبمرور الوقت تعلمت كيف أتعامل مع أحلامي الجامحة بالصبر؛ فلم أخضعها يوماً للواقع، وكم تجاوزت من متاعب وأزمات بقوة أحلامي وطموحاتي وخيالي، ولكن تظل في أعماقي استفسارات دوماً تراودني في واقعي وليس في منامي. تساؤلات عليها عشرات من علامات التعجب، كلما تذكرت تفاصيل تعاملي اليومي على مدار سنوات وسنوات، حتى غرست في تفكيري مستودعاً من علامات الاستفهام التي تستفزني... ترى لماذا يمثل من أمامي الكذب والنفاق وأنا أعلم ذلك ولكني أضغط على أعصابي وأصدقه؛ لأن له مكانة خاصة في نفسي؟ لماذا أصبح ينتابني الخوف لمجرد التفكير في الوقوع في الحب مرة أخرى، وأقف عاجزة عن الإحساس بشعور جميل يغزوني لعدم ثقتي بوجود من يفهم أحاسيسي ومشاعري؟ لماذا لم يعد هناك من يتفهم معنى التمس لأخيك عذراً وليس سبعين عذراً؟ لماذا خسـرت أشياء لم أكن أتخيل يوماً أن أخسرها؟ لماذا تجبرني الحياة أن أجامل بشراً لابد من وجودهم في محيطي؟ لماذا عندما يتحدث البعض بالسوء عني ويتهمني بما ليس فيّ وأكتشف بعدها أن من فعل ذلك من كنت أثق فيهم؟ لماذا هناك من يحاول أن يستغل حسن ظني ويحاول أن يفقدني ثقتي بالآخرين؟ لماذا أحياناً أحس بالألم والخوف والقهر والحزن ساكنة قلبي ورغم ذلك لا يشعر بمشاعري من كانوا سبباً لوجودها؟ لماذا خسرت أشياء كثيرة في حياتي دون ذنب مني؟ لماذا يخونني لساني في مواقف أكون في أشد الحاجة له فيها؟ حتى أصبحت أتمنى في بعض اللحظات أن أتخلص فيها من ذاكرتي؛ لقناعتي بأن كل منْ مرَّ في مشواري أخذ جزاءً مني ورحل. ورغم أن كثيراً من أحلامي ضاعت أدراج الرياح، ورغم أن واقعي غالباً ما يخذلني إلا أن الأمل مازال يعيش بداخلي بقناعتي بقضاء الله وقدره، الأمل الذي يمنحني القوة على الاستمرار والعطاء والتضحية، الأمل الذي يهبني الثقة بنفسي وقدراتي، ولإيماني بأن الله سبحانه ليس بظلاّم للعبيد، فهو مطّلع على بواطن الأمور وظواهرها، وهو سبحانه من يقدر الأقدار. أنين الحلم ربّي، أؤمن كثيراً بأن المساحة الفاصلة بين الحلم والواقع مُجرد دعاء...