تخريف أوراق الخريف...!!!

وهاج خالد
كان عنوان هذا المقال منذ مدّة بعيدة مسجلاً في ملاحظات هاتفي، لا أعلم لماذا كتبته، ولا عن ماذا سأكتبه، وﻻ أخفيكم أنه وإلى هذا السطر لم أكوِّن فكرة رئيسية عن كتابته، سوى أن العنوان شدني إلى بحور كثيرة، تجعل الشخص يفكّر في كتابة قصص متتالية أو أفلام تدور حواراتها حول هذا العنوان، فأوراق الخريف بكل بساطة هي أوراق الأشجار التي في كل فصل تسقط، وهذا ما اعتدناه من كل الأشجار، ولكن ماذا إن خرّفت تلك الأوراق وسقطت في فصلٍ آخر كالربيع مثلاً؟! بالطبع سنكون مُفاجئين وحزانَى على تلك الأوراق التي تساقطت قبل أوانها، بل في عز فصل ازدهارها، قد تكون حياتنا كهذه الأوراق، أو أن حياتنا في الأساس كأوراق الأشجار؛ تمر بفصول عصيبة ومختلفة، ففصل الشتاء في حياتنا هو تلك اللحظات التي نحتاج فيها إلى الشخص الذي يسكن قلوبنا، ونحِنُّ إليه في كل نسمات هواء باردة تهبّ علينا، فنحتاجه كحاجتنا للمدفأة، «ولو أن أجواءنا لا تصل بنا إلى هذه المرحلة ولكن (تخيلوا)». وفصل الربيع الفصل الذي ننجح فيه ونزدهر في حياتنا، ونحقق فيه كل ما نرغب به، ونلتف حول أحبائنا ومن هم حولنا ونجتمع سوياً. وفصل الصيف هو ذلك الفصل العصيب الذي يمر علينا في حياتنا وﻻ نطيق فيه أنفسنا، سوى أننا نضطر إلى تحمل أنفسنا ومن هم حولنا حتى نصل إلى أي مكان بارد، ولو كانت تلك البرودة مؤقتة. أما فصل الخريف فهو أكثر فصل سيتكرر علينا جميعاً، وهو الفصل الذي ننكسر فيه من كل النواحي، فقد نمرض فيه ونتعب، وقد تكون فيه نهاية أعمارنا، حتى نسقط، وتأتي ورقة أخرى غيرنا تحل مكاننا. هذه هي الحياة، عدة فصول نمرّ بها، نحتاج إلى أن نتحملها من أجل أن نعيش، ونحتاج إلى أن نصبر حتى يأتي الفصل الربيعي فيها، فمهما مررنا من فصول ومواقف وما إلى ذلك فلابد من أن يأتي اليوم الذي نعيش فيه ربيعاً... @wahhajmaj