رمضان كريم.. ورمضان جميل

مبارك الشعلان
المهم ما هي الزاوية التي ننظر من خلالها لأجواء رمضان.. مشكلة الناس هذه الأيام أنهم «يركضون» وراء العروض التجارية المغرية التي تقدم تخفيضات في الأسعار... فلماذا لا ينظرون لرمضان على أنه فرصة حقيقية لتجميل حياتهم وتقليل أخطائهم وتخفيف ذنوبهم؟ أسوأ الناس هم أولئك الذين يخرجون من هذه الدورة الرمضانية من دون أن يستفيدوا شيئاً. أسوأ منهم أولئك الذين يختبئون هنا وهناك من أجل سيجارة. والأسوأ أولئك الذين يجاهرون بالمعصية. ثم الأسوأ من كل هؤلاء الذين يعلِّمون أولادهم فنون التحمل والإرادة وينسون أنفسهم، فيلقنهم الأبناء درساً خاصّاً في التحمل والإرادة. فمن لا يعرف أن الجوع «كافر» عليه أن يتعلم معنى «الإيمان».. بأن الله جل شأنه امتن عليه بنعم عظيمة كل يوم.. لم يعرف قيمتها إلا عندما فقدها.. فشربة الماء البارد بعد عطش تعطيك درساً فلسفيّاً عميقاً في قول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده ويشرب الشربة فيحمده». في كل رمضان أحاول أن أقول كلمة طيبة؛ لأنني لا أريد أن أصمت عن قول كلمة جميلة في هذه الأجواء الرمضانية الجميلة.. فأنا ضالتي الحكمة فيما أكتب وما أقول، ورمضان هو موطن الحكمة الإلهية العظيمة، وموطن التجربة الإنسانية التي تشعر بجوع الآخرين، والتي تتألم لألم الآخرين، ومن لا يعرف الحكمة في رمضان فهو يحتاج إلى «كورس» خاص؛ لأنه «رسب» في الدروس «المجانية» الكثيرة التي نتعلمها في رمضان. ما أعرفه بشكل أكيد هو أن رمضان معهد ندخله كل عام؛ لأخذ دورة تدريبية لمدة يوم؛ نتعلم فيها فلسفة الجوع؛ لكي نقتنع بأن «الجوع كافر»، ولكي ندرب مشاعرنا على التعاطف بشكل فعلي مع الناس الذين يصومون لمدة أيام لا يأكلون فيها لقمة واحدة. ورمضان فرصة مواتية لأخذ «كورس» في فن التسامح وحب الآخرين، والتجاوز عن سيئاتهم، ومقابلة الإساءة بالإحسان والدفع بالتي هي أحسن، فلماذا لا يكون رمضان فرصة لتوقيع «معاهدات» صلح مع الجميع، واستبدال علاقة «حميمية» بالعداوة؟! هناك نوع من البشر «يصوم» عن الابتسامة، وكأنه عندما يضحك «يبطل صيامه»؛ فتراه متجهمّاً عبوساً، فالابتسام صدقة جارية، لا يعرف معناه إلا الراسخون في حب الله، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، فتعلموا من مدرسة الحبيب، وصوموا عن أخطائكم وخطاياكم، ولا تصوموا عن الابتسامة، فهي صدقة جارية!! شعلانيات: . لا تضيع وقتك في محاولة إرضاء الآخرين؛ حتى لا تعيش حياتك على طريقتهم! . إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية! . ليس كافياً أن تمتلك عقلاً جميلاً.. المهم أن تستخدمه بشكل جميل!.