يقول كتاب شفرة القلب: ”إنك عندما تفاجأ بشيء أو تفرح أو تحزن فإنك تضع يدك على صدرك دون أن تشعر“، وبعد تجارب ومشاهدات استمرت سنوات طويلة قال: ”إن القلب يشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكّنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم المناعة، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته“.

ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد «رياضيات القلب» أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ.

فالقلب يحتوي على خلايا عصبية معقدة جداً، ويفرز هرمونات تتحكم بنظام عمل الجسم، ويستطيع أن يتذكر ويشعر ويتحكم بالعواطف، فكل ضربة يقوم بها القلب يبث للدماغ وبقية أعضاء الجسم رسائل عبر الدم، هذه الرسائل عبارة عن إشارات كهرطيسية، ويتغير إيقاع القلب والإشارات التي يبثها مع تغير الحالة العاطفية.

إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة، وتؤكد أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات قلبك تنعكس على نشاطه الدماغي، أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك. (المجال الكهربائي للقلب أقوى 50-100 مرة من الدماغ). (المجال المغنطيسي للقلب أقوى بخمسة آلاف مرة من الدماغ). يؤكد الباحثون أن القلب يتأثر ببعض الكلمات ذات المعنى المريح، ويتغير معدل النبض ويتغير المجال الكهرطيسي للقلب ويؤثر على الناس القريبين منه.

والشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور، فالقلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً، فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم؛ حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، ويرسل تعليمات لكل أعضاء الجسد.

إذاً القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي فحسب، إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات مع كل نبضة، وهذا ما يؤكده بعض الباحثين اليوم.

يقول رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية: «إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة»..