كلام عن الفقر والأثرياء!!

مبارك الشعلان
كل الذين يقولون إن المال غير مهمّ هم من الأثرياء، وأدعو القارئ ألاَّ يصدقهم، فقد خدعوه يوماً وأثروا، وتركوه وراءهم، وأنا لا أعرف للفقر فائدة سوى أنه لا يجلب لك أصدقاء مصلحة، أو مادة جميلة للكتاب والأدباء بأن في الفقر شيئاً جميلاً، ويظل الموضوع نسبياً. غير أن المعهد العالمي للأبحاث الاقتصادية في الأمم المتحدة أوضحه بما لا يدع مجالاً للشك، فقد صدر عنه تقرير يقول إن واحداً في المئة من الناس يملكون 40 في المئة من ثروة العالم كله، وإن 50 في المئة من الناس يملكون واحداً في المئة فقط من ثروة العالم. وبما أنني والقارئ لسنا من الواحد في المئة أو الخمسين في المئة، فقد بحثنا عن موقعنا بين البشر، وفوجئنا بأن العرب على الرغم من تهمة الثراء ليسوا بين الأثرياء الذين تعترف بهم الأمم المتحدة، ففي رسم مرفق تبيّن أن المال الخرافي تتقاسمه الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، ولا يبقى لبقية العالم الذي نحن منه دائماً سوى عشرة في المئة. عموماً الفقر ليس عاراً.. ولكنه أسوأ من العار.. كلمة قالها حكيم ومضى إلى حال سبيله. جاء بعده من قال: إن «الفقر مش عيب»، ولكن هذا الذي قالها لم يكن فقيراً! وجاء من يقول: «الفلوس مش كل حاجة» ورددها الناس كثيراً بعد ذلك إلى أن اكتشفوا أن من قالها كان لديه «كل حاجة»، وبالتالي فإن الفلوس كانت «حاجة»، ولكنها ليست كل حاجة. وجاء من يزيد ويزايد على كل الحكماء السابقين؛ مَنْ قال إن «الفلوس لا تصنع السعادة»؛ لأنه كان سعيداً أكثر من اللازم فلم يجد المزيد من السعادة، لذلك أصبح بقدرة قادر حكيماً؛ لأن هذا الكلام كلام ناس لديهم المزيد من الفلوس، لا المزيد من الحكمة!! فإذا كانت الفلوس لا تصنع السعادة فبالتأكيد الفقر لا يصنع السعادة، إلا إذا أردنا أن نقول مثلما يقول الشعراء والغاوون لابد أن في الفقر شيئاً جميلاً، وإلا لما كان هناك كل هذا العدد من الفقراء. على كل حال إذا كنا نتكلم عن الغنى والفقر فالغنى غنى النفس، والفقر فقر الروح. والمهم أن يعيش الإنسان غنياً وثرياً حتى لو لم يكن غنياً، فالمهم أن يعيش ثرياً لا أن يموت ثرياً، فأصدق ما قيل من حكمة كانت لأعرابي لم يدخل قائمة فوربس يوماً... عندما رأى رجلاً وفي يده دينار فقال له: ليس لك حتى يخرج من يدك. شعلانيات: | الناس نوعان: أناس لا يعرفون النوم، وأناس لا يعرفون إلا النوم | عندما يقال لك يجب أن تكون حياتك أفضل فليس معنى ذلك أن تغيرها.. وإنما أن تحسنها أو تحسن النظر إليها!! | ليس المهم أن تهرب من الحياة المهم ألا تهرب منك الحياة!