للإنسان الجميل في داخلك

مبارك الشعلان
كل شخص يريد أن يكون شخصاً آخر، لكن ليس هناك من يريد أن يكون هذا الشخص الآخر. هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى، وأجمل معنى: إما أن تدمر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك. اختر دائماً أن تبني أعلى من غيرك. يجب أن تتغير إذا لم تستطع أن تُغير الآخرين؛ لتوقظ الإنسان الجميل في داخلك، فنحن نحاول كل يوم أن نغير شيئاً في حياتنا، نحاول أن نغير بيوتنا، أعمالنا، أصدقاءنا، ملابسنا، وكل شيء يتعلق بتفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة، ولكننا لم نحاول يوماً أن نجمل أرواحنا، لم نفكر كيف «نمكيج قلوبنا»، وكيف «نزوِّق» أرواحنا، مع أن أرواحنا هي التي تشعر بالقبح والجمال، ولكننا نحن لا نشعر بتراكم كل هذا القبح فوق أرواحنا، والتي لا تحتاج إلا لمسة بسيطة؛ لإزالة غبار البشاعة التي تطفو على السطح. غالباً ما نضحك ونتندر على أولئك الذين «لا يستحمون» لأيام عدة، فما بالنا بأولئك الذين لا يغسلون أرواحهم لسنوات عدة؟ البعض يتغير ويحاول أن يجمل روحه عندما يفجع بحبيب أو صديق أو شقيق، فهل يحتاج كل واحد منا إلى أن يموت شقيقه، أو شقيقته لكي يوقظه؟ هل نحتاج إلى أن يموت كل أصدقائنا؛ لكي نخاف من ضياع أعمارنا؟ ونعرف بعد فوات الأوان أن العمر «مش بعزقة». فهل الهفوات الكبيرة في حياتنا هي التي تملؤنا بتفاصيل الأسئلة الصغيرة؟ وكم نحتاج في الهفوات؛ لكي نسأل أنفسنا، إحنا رايحين فين؟ ونحاول بعدها أن نتشعبط بحبل الله، ونغير مسار حياتنا، ونختار الضفة الأخرى من الحياة. فإذا كانت الحياة جميلة فضفتها الأخرى أجمل، وإذا كان هناك من يعطينا كل يوم درساً في اللهو، فهناك من يعطينا أيضاً كل يوم درساً في التوبة، فلماذا بعد كل ذلك نريد أن نتعلم على حسابنا، مع أن هناك من يدفع الفاتورة، ويريدنا أن نتعلم على حسابه؟ شعلانيات: | الإنسان الواعي هو من يحترم الفكرة حتى لو لم يؤمن بها. | من يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه؛ لأن أصعب انتصار هو الانتصار على الذات. | في مقابل كل شيء خسرته فقد كسبت شيئاً آخر. ومقابل كل شيء كسبته فقد خسرت شيئاً آخر