محطة انتظار

محمد فهد الحارثي
هل مازال هناك وقت كثير بعد، وأنا في محطة انتظار؟. وهل يمكن أن تكون رحلة العمر هي قصة انتظار؟. أترقب لحظة حضورك وإشراقك في حياتي. وألتفت في كل الزوايا وأسائل نفسي: متى تحين هذه اللحظة التي أجدك فيها لتضع النقطة الفاصلة في حياتي بين عمر مضى أرقاماً عابرة، وبين حياة سأعيشها بكل تفاصيلها معك؟. أعرف أن انتظاري طال وأن الفصول تمضي تلو بعض، وهذا القدر الجميل لم يحدث بعد. أدرك أن استعجال الأشياء هو تشويه لها. وأن الانتظار للحدث يؤخر قدومه، وأن تجاهله ربما يعجل من حدوثه. ولكن ما الحيلة. فكلما تظاهرت بالتجاهل هزني الشوق، وقبض على الوقت متلبساً بالحنين. رحلة الحياة جافة ومملة من دونك يا شخصاً طال انتظاره. يا حلماً أتعبني في تخيل تفاصيله. يا وعداً ما زلت أترقب قدومه. متى تأتي؟، فمسلسل الأيام أصبح مكرراً والأحداث متشابهة. ما يصنع الفرق هو حضورك. مازلت متفائلاً، رغم طول الانتظار، أن ذلك اليوم الاستثنائي سوف يحدث، وسوف تتصالح معي الحياة، وتصبح السعادة رفيقة في مشوار الحياة. ولديَ يقين أنك هناك في مكان ما تنتظر حدوث هذه اللحظة. ربما تطرح الأسئلة نفسها وتجتاحك المشاعر ذاتها. كلما حاولت أن أتخيل ملامحك ضاعت من عيني الأشكال. وكأنك شيء خارج كل الصور. وكلما همهمت بهمسات لعلها تشبه صوتك تاهت الأوتار فصوتك أنغام متجانسة، وليس مجرد حروف وكلمات. تعبت من الخيالات.. أحتاجك واقعاً في حياتي. ولديَ أمل بأن تلك اللحظة قادمة، وكل الأحلام التي رافقتني في ليال طويلة ستترجم إلى حقيقة. أعترف أنني حتى في انتظارك علمني غيابك معنى التفاؤل. اليوم الثامن: ترقب الأشياء يؤخر حدوثها...