ملح الحياة

مبارك الشعلان
هناك دائماً مساحة صغيرة من الجمال في حجمها، كبيرة في مفعولها، تمنحنا الشعور اللذيذ بجمال هذا الكون، على الرغم من المساحة الكبيرة التي يتربع عليها القبح. يجب أن نتعامل مع هذا الوضع، ونحن نرفع شعار «ليس الوضع سيئاً كما نتصور»، سيبدو أفضل حالاً في الصباح، في ظل الكرنفال الصاخب الذي يملأ حياتنا، والذي يقوم بدور البطولة فيه أشخاص أدمنوا الاستعراض. هناك قلة قليلة تسلحوا بفضيلة الصمت، وانزووا بعيداً عن هذا الصخب؛ لأنهم أدركوا الحقيقة المطلقة، سواء كانوا سياسيين، أو اقتصاديين، أو أدباء ومثقفين، بينما الذين يعرفون نصف الحقيقة مازالوا يصرخون، والذين يجهلون نصفها الآخر يدعون المعرفة ويصرخون أيضاً. نتساءل دائماً لماذا تمتلئ حياتنا بالاستعراضيين ممن يستخدمون نصف عقولهم، وعندما يعرفون الحقيقة وتكتمل عقولهم ينزوون بعيداً هل يعود الأمر إلى أن الحقيقة صامتة في الغالب بينما الأكاذيب تتكلم بأكثر من لسان؟ ما أحوجنا في حفلة الصخب التي نعيشها إلى أولئك المنزوين المملوئين بالحكمة والعقل والتجربة، لا نريد أن يتغلغل الإحباط إلى نفوسهم؛ فهم ملح الحياة، فالوضع ليس سيئاً كما نتصوره، سيبدو أفضل حالاً في الصباح. شعلانيات: | لا تفسد ما لديك بتمني ما ليس لديك. | إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة أو تفعل شيئاً يستحق الكتابة. | إذا كنت تؤمن بحرية التعبير، فعليك أن تؤمن بحرية التعبير عن الآراء التي لا تعجبك