من قال إننا بعيدون عن أرض المعركة؟!

مبارك الشعلان
أشعر أحياناً بأنني مثل ذلك المدخن الذي قرأ، وقرأ عن أضرار التدخين حتى قرر أن يتوقف عن القراءة، فأنا والقارئ نقرأ كل يوم، نقرأ الصحف، ونشاهد القنوات الفضائية، ونعرف عن أضرار القراءة والمشاهدة، وعن خدمة توصيل مشاهد الدمار والخراب والموت، فأدمنا المشاهدة والقراءة إلى درجة قررنا معها أن نتوقف عن المشاهدة، فالوضع سيئ، وأسوأ من ذلك أننا نقرأ أن السلام لا يَحِلُّ إلا بمزيد من الحرب! وأن الحرب هي الطريق الوحيد لإقرار السلام! أشعر بأن القراءة أصبحت صعبة، فنحن في مقرر دراسي صعب، مقرر جيل النكسة والوكسة، ومن يومها ونحن في حرب تلد أخرى، علمتنا الحرب قيمة السلام، فأقصى أحلامنا أحلام أزلية منذ الإنسان الأول. «بلدة طيبة ورب غفور» اليوم أصبح أقصى أحلامهم تلك الأحلام البدائية. فحتى الذين يعيشون في سلام أصبحت حياتهم اليومية مشروع حرب! حرب الحياة.. وحرب لقمة العيش.. وحرب الزحمة، فما بالنا بمن يعيشون الحرب مرتين؟! فحربهم حروب. في بداياتنا نتعلم قراءة الحروف. اليوم نتعلم قراءة الحروب. نعيد طريقة قراءتنا للأشياء. الحرب تدخل بيوتنا على مدار الساعة، فنحن في حالة بث مباشر، من قال إننا بعيدون عن أرض المعركة؟!، من قال إننا لا نلبس عُتادنا كل صباح لنقاتل؟!، فما زالت المعركة مستمرة، والتغطية أيضاً ما زالت مستمرة! شعلانيات: . لا تتوقع أن تخرج بنتائج مختلفة حين تُكرر السلوك نفسه. . أنت تساعد نفسك حين تساعد الآخرين. . إذا لم تعلم أين تذهب، فكل الطرق تفي بالغرض! . ستكون الحياة أفضل إذا قرر كُل شخص أن يبذل مجهُوده في إصلاح ذاتِه، بدلاً من بذلهِ في نَقد الآخرين. . أغلق النافذة التي تؤذيك مهما كان المنظر جميلاً..