من قال إن النوايا الحسنة وحدها تكفي!!

مبارك الشعلان
في استطلاع لـ«الواشنطن بوست» عما إذا كانت هناك فعلاً نوايا حسنة لديك تجاه العالم، أو تجاه الحكومة، أو تجاه جيرانك ومن تصادفهم في الشارع، إلى أن تصل إلى دائرتك المقربة، أجاب 85 في المئة ممن شملتهم العينة بأن نواياهم ليست حسنة بالمطلق؛ لأنهم يعتقدون أن الآخرين هم الجحيم، وأجاب 10 في المئة بأن نواياهم ليست سيئة، ولكن الآخرين يجرونهم على الاعتقاد بأن الحياة ليست نزهة لأصحاب النوايا الحسنة، فالأشرار يملؤون العالم، و5 في المئة كانت لديهم نية حسنة. هذه العينات ليست كل العالم... ولكنها عينة من عينات العالم، وإذا أردت أن تزيد أو تقلل هذه النسبة، فاسأل نفسك السؤال نفسه، فحتماً ستجد أن الأمور، وإن كانت ليست سيئة، فإنها ليست حسنة، وإذا وصلت إلى هذه النتيجة فأنت أحد سفراء النوايا السيئة، وإذا لم تصل فالدنيا «لسه بخير»؛ لأن الأصل هو النوايا الحسنة، والاستثناء هو النوايا السيئة. النجم الفرنسي فرانك هنري بيير ريبيري، أو بلال ريبيري، رفض أن يكون سفيراً للنوايا الحسنة، ليس لأنه لا توجد لديه نوايا حسنة، بل لأنه على يقين بأنه لا نوايا حسنة في هذا العالم، وهو كان منسجماً مع نفسه عندما رفض أن يكون سفيراً للنوايا السيئة، أو النوايا غير الحسنة؛ لأنه لا يريد أن يحمل جواز سفر دبلوماسي يقول إنه «حسن النية»، فالنوايا الحسنة لا تعني أن تأتي على باص للنقل الجماعي يحمل شعار الأمم المتحدة، و«شوية مصورين» و«كم واحد» من حملة جوازات النوايا الحسنة؛ لتقديم البطانيات والمعلبات والضمادات، فمن قال إن النوايا الحسنة وحدها تكفي، هذا إذا كانت موجودة أصلاً! ففي مقابل السفراء العشرة للنوايا الحسنة، هناك ملايين من سفراء النوايا السيئة الذين يجوبون العالم صباحاً ومساء؛ لتقديم خدماتهم المجانية! شعلانيات: | لا أحد يتغير فجأة من حالة لأخرى، كل ما في الأمر أننا في لحظة ما نغلق عين القلب، ونفتح عين العقل، فنرى بعقولنا حقائق لم نكن نراها بقلوبنا!! | السعادة التي تضعها في جيوب الآخرين ستعود يوماً؛ لتختبئ في جيوبك عندما تحزن! | لنفتح دفاترنا كما يفتح التاجر دفاتره؛ لنرى ماذا ربحنا في سنتنا التي مضت وماذا خسرنا.. ولنمدّ أيدينا فنقول: «يا ربنا، اغفر لنا ما سلف، ووفقنا فيما بقي!»