وستعرف بعد رحيل العمر.. بأنك كنت تطارد خيط دخان!

مبارك الشعلان

 

 

   صنعوا من الوهم أوهاماً

ومن السراب حلماً

 ومن الهزيمة نصراً

ومن الانكسار انكساراً

كل ذلك تحت مسميات الوطنية والوحدة والقومية والوطن الواحد

وكانت النتيجة أن الوطن الواحد فرخ أوطاناً

فاليمن أصبح يمنين، والسودان أصبح سودانين

والعرب أصبحت عرب استان

فأصبحت الشركات تندمج، بينما الأوطان تتفرق وتتفرع

فأي وطن هذا الذي يطارده ثوار الخنادق، وثوار الفنادق

ودفع من أجله كثيرون حياتهم كفاتورة لطلب وطن

ولكن الطلب لم يصل... والحلم لم يتحقق

فمن دفع فاتورة هذا الحلم؟ هل هم المثقفون، أم العسكر، أم السياسيون؟!

يقول الكاتب الكبير خالد القشطيني: إن المثقفين العرب مجرمو حرب؛ لأنهم أساءوا رسالتهم، وضللوا الجماهير، وأدخلوا في أذهان الجماهير أفكاراً وطموحات غير واقعية، تكبدت بسببها الدول العربية أضراراً كبيرة، ومثال ذلك الطموح للوحدة العربية، وهذا حلم جميل ولكنه غير واقعي، وبسببه قتل الكثير من الناس وهم يطاردون الحلم الكبير الذي تحول إلى وهم كبير.

هذا الكلام كان قبل وهم الربيع العربي

فماذا يمكننا أن نقول اليوم بعد أن أصبح الوهم أوهاماً

مثل وهم قارئة الفنجان؟

وسترجع يوماً يا ولدي، مهزوماً مكسور الوجدان

وستعرف بعد رحيل العمر، بأنك كنت تطارد خيط دخان

فحبيبة قلبك يا ولدي، ليس لها أرض، أو وطن، أو عنوان

ما أصعب أن تهوى وطناً، يا ولدي، ليس له عنوان

وجدت نفسي أميل مع فكرة تجريم المثقفين الذين يبيعون الوهم، مثلهم مثل العسكر الذين يريدون تحقيق حلم الوطن العربي الكبير بالدبابات.

فما هو الفرق إذن بين جحافل العسكر وجحافل المثقفين

وما هو الفرق بين مجرمي الحرب من العسكر ومجرمي الحرب من المثقفين؟!

طالما أن الكل يدفع الناس إلى جبهات القتال

فهؤلاء يدفعونهم، وهؤلاء يحرضونهم

وإذا كانت قائمة مجرمي الحرب تشمل كل من ساهموا بدفع الناس للحرب، وارتكبوا جرائم حرب ضد الإنسانية، فإن قائمة مجرمي الحرب «المثقفة» تشمل أدباء وشعراء وفنانين ومطربين، ضللوا الأمة بأعمالهم وأشعارهم وأغانيهم.

التجربة تقول إن الناس هم الذين دفعوا فاتورة الأحلام هذه، فالوحدويون هم آخر من يدفع من أجل الوحدة، بدليل أنه بعد كل هذه السنوات لازالوا يتحدثون عن الوحدة بينما الوحدويون اللي اختشوا ماتوا، والمثقفون هم آخر من يحاكمون على أفعالهم وجرائمهم التي تفوق جرائم العسكر والسياسيين

لأنهم هم من زين للعسكر والسياسيين أفعالهم وجرائمهم

ألا توجد بعد كل ذلك جهة تقدم هؤلاء المجرمين لمحاكمتهم على جرائمهم ضد الإنسانية

إن لم يكن من أجل الأبرياء

فمن أجل الحقيقة.. ومن أجل التاريخ!!

 

شعلانيات:

. كل شيء يتغير إذا غيرت نظرتك لكل شيء!

.  «الأصدقاء كالسيوف» منهم للحرب ومنهم للعرضة فقط!

.  ليس عليك أن ترد الجميل ولكن كُن أرقى من أن تنكره.

. السعداء لا يملكون كل شيء، بل مقتنعون بكل شيء.