آخر كلام.. السعادة قرار!

عبد الله باجبير

أن تقدري أن تكوني سعيدة، فهذا أمر يتطلب منك أن تنظفي عينيك جيدًا من كل الأتربة التي تعوقك عن رؤية نقاط السعادة الصغيرة الموجودة في حياتك، والتي تشكل في النهاية حياة يمكن أن توصف بأنَّها جميلة مريحة وهانئة، كما يتطلب قرارك أن تكوني سعيدة، أن تساعدي أنت حياتك هذه بحيث تصل بك إلى برِّ السلامة والأمان من دون خدوش.

يوضح الدكتور «فرانسوا ليلورد»، الطبيب الفرنسي الشهير المتخصص في الطب النفسي، أهميَّة أن تتعلم المرأة تذوق اللحظة الجميلة قبل أن تهرب منها وتذهب لآخرين غيرها يدركون قيمتها ويتمتعون بها، وأهميَّة ألا تخاف المرأة من التمتع بهبات الحياة البسيطة، فكثيرًا ما تكون السعادة ملك يديها ولا تشعر بها ولا تنتبه إليها، وهو الخطأ القاتل الذي تقع فيه معظم النساء؛ لأنَّه لا وجود لوصفة طبيَّة موحدة لسعادة كل الناس، أو سيناريو مكتوب لاتباعه. وذلك لأنَّ كل شخص له مفرداته التي تسعده، والشخص الذكي هو من يفهم هذه المفردات ويصل إليها بطريقته.

وفي رأي الكاتب الفرنسي الشهير «ألبير كامي»، أنَّه ليس مما يدعو إلى الخجل أن نفضل السير في طريق السعادة ولا نفضل السير في الطريق المؤدي إلى الحزن أو التعاسة، وأنَّ من الخطأ أن يستعذب البعض منَّا، رجلاً كان أو امرأة، القيام بدور الضحيَّة نتيجة إحساسهم المستمر بالعجز عن إيجاد حلٍّ لمشاكل البشر من حولهم، أو لاستشعارهم لسبب أو لآخر بأنَّهم مسؤولون عن عذابات الإنسانيَّة.

ويؤكد الكاتب «ألبير كامي» على ضرورة أن يكون الإنسان شديد الحزم مع نفسه حتى ينقذها من التورط في الإحساس بالذنب، ومن تهديد حياته الشخصيَّة إذا لم يفلح في أن يجد طريقًا للمشاركة في التقليل من المآسي التي يعانيها العالم. كما يحذِّر من استسلام الفرد للحزن المستمر كنوع من المشاركة المرضية مع عالم جريح وبشر تعساء، ناصحًا كل فرد بأنَّ قليلا من البهجة الشخصيَّة والهناء الذاتي لا يعد خيانة للعالم الجريح وللبشر التعساء.

إنَّ واحدًا من أمراض العصر الحديث ومن أخطرها هو سوء إدراك بعض الناس لما يسعدهم، ولذلك فإنَّ العلاج الناجح لهذا المرض هو أن يتعلم الفرد أن يحسن إدراك مفردات السعادة في حياته حتى يمكنه أن يقصر الطريق نحوها، وحتى يمكنه بلوغها سريعًا.