أين أنتِ مني

أميمة عبد العزيز زاهد

قال: زوجتي الحبيبة أين أنتِ مني فقد افتقدتك منذ زمن طويل، فقدت فيك الحبيبة والصديقة والوليفة، أين منك الأمل الذي تعاهدنا عليه؟ وأين منك الحب الذي ربط بين قلبينا؟

أتذكرين كيف تغيرت تصرفاتك منذ إنجابك لأول طفل، ولم أعد في نظرك ذلك الزوج الحبيب الذي كنت تتلهفين للقائه، وأصبح وجودي بالنسبة لك كغيابي… وانقطع التواصل بيننا بسبب انشغالك الدائم بالمنزل، ومرت السنوات رزقنا فيها الله سبحانه أربعة أبناء ملأوا حياتي بهجة وسعادة وأنا لا أنكر حقهم من أن ينالوا منك الاهتمام الكافي، وما يتبعه من رعاية وعطف وحنان، ولكن ليس على حساب استقرارنا وسعادتنا؛ فأنت وأنا نحيا بعيدين تحت سقف واحد. وكلما حاولت أن أقترب منك خطوة أراك تبتعدين خطوات. تناقشت معك لأبحث في قلبك عن الحب الذي كان… وأسمع منك المشاعر المدفونة في أعماقك، لعلك نسيتها مع زحمة الحياة، وكلما حاولت أن أمتص غضبك تفتعلين المشاكل عمداً، وأستعجب من تصرفاتك وردات فعلك، فما الذي تريدينه؟! ليتك تخبرينني لأرتاح…لا تقولي بأنك مسلوبة الإرادة وضعيفة؛ لأنك تمارسين سيطرتك على كل من في المنزل، وأولهم أنا فقراراتك وآراؤك ومقترحاتك لابد أن تنفذيها، وكأنك لا تعترفين بوجودي، ولا برجولتي في حياتك، حتى أصبح أبنائي يلجأون إليك في كل صغيرة وكبيرة؛ لشعورهم بتراجعي أمامك؛ لأن زمام الأمور في يديك، وكل همك منحصر في الحصول على كل مطالبك دون أي اعتبار لظروفي ومعاناتي، وكأنك نسيت أنني لازلت موظفاً، ورغم ذلك لم أقصر يوماً في التزاماتي تجاهك أو تجاه واجباتي؛ حتى أثقلتني الديون وعندما كنت أحاورك بالعقل تبدئين بالهجوم وسرد العيوب ومحاكمتي على أخطاء أكل الدهر عليها وشرب؛ حتى أصبحت أكره عتابك الجارح، وكلماتك القاسية لقد أتعبتني، ولا أعتقد أنك تشعرين بتعبي أو تحسين بمعاناتي… ولا تزال تدور بيننا الدوامة بين شد وجذب، ورغم كل ذلك كنت عندما أراك تتألمين أسرع إليك مشفقاً متلهفاً وأمد ذراعي؛ لأحتضنك وكلي رغبة أن نبدأ صفحة جديدة، وكنت تعدينني وأنت تبكين وتشعرينني بندمك وتعترفين بتقصيرك وبرغبتك في التغير للأفضل؛ للبقاء على حياتنا ولا تمضي سوى أيام قليلة ولا يتغير شيء سوى ترديد نفس الكلام، دون تنفيذ ويزداد الفتور وتكبر الفجوة أكثر وأكثر بيننا.. صدقيني…لم أكن يوماً أنانياً ولكني أريدك أن تكوني معي قلباً وقالباً.

أريدك أن تقومي بدورك فقط، وليس بكل الأدوار، وأن تعيشي التوازن بين أنوثتك وأمومتك، وأن تبادليني صدق مشاعري.

أرجوكِ كفى استهتاراً، وتوقفي عن العناد والمكابرة، ولا تشتكي من زيادة أعبائك وكثرة سهري، وكأنك تجهلين سبب هروبي من المنزل… نعم مع الأسف أقولها بمنتهى الصدق لم يعد لي مكان بينكم، فلقد أرغمتني بتصرفاتك على أن أعود لأصدقائي، لعلي أجد بينهم ضالتي وراحتي بعد أن أصبحت الحياة تسير بنا كلاً في طريق