جريمة!!

مبارك الشعلان
يقول الكاتب الشهير خالد القشطيني: إن المثقفين العرب مجرمو حرب؛ لأنهم أساءوا رسالتهم، وضللوا الجماهير، وأدخلوا في أذهان الجماهير أفكاراً وطموحات غير واقعية؛ تكبدت بسببها الدول العربية أضراراً كبيرة... ومثال على ذلك الطموح للوحدة العربية، وهذا حلم جميل، ولكنه غير واقعي، وبسببه قتل الكثير من الناس وهم يطاردون الحلم الكبير الذي تحول إلى وهم كبير. هذا الكلام كان قبل وهم الربيع العربي؛ فماذا يمكننا أن نقول اليوم، بعد أن أصبح الوهم أوهاماً؟ مثل وهم قارئة الفنجان... وسترجع يوماً يا ولدي... مهزوماً مكسور الوجدان. وستعرف بعد رحيل العمر... بأنك كنت تطارد خيط دخان. فحبيبة قلبك يا ولدي... ليس لها أرض أو وطن أو عنوان. ما أصعب أن تهوى وطناً يا ولدي... ليس له عنوان. وجدت نفسي أميل مع فكرة تجريم المثقفين الذين يبيعون الوهم، مثلهم مثل العسكر الذين يريدون تحقيق حلم الوطن العربي الكبير بالدبابات؛ فماهو الفرق إذن بين جحافل العسكر وجحافل المثقفين، وماهو الفرق بين مجرمي الحرب من العسكر، ومجرمي الحرب من المثقفين؟! طالما أن الكل يدفع الناس إلى جبهات القتال؛ فهؤلاء يدفعونهم... وهؤلاء يحرضونهم. وإذا كانت قائمة مجرمي الحرب تشمل كل من ساهموا بدفع الناس للحرب، وارتكبوا جرائم حرب ضد الإنسانية؛ فإن قائمة مجرمي الحرب «المثقفة» تشمل أدباء... وشعراء... وفنانين... ومطربين، ضللوا الأمة بأعمالهم وأشعارهم وأغانيهم، صنعوا من الوهم أوهاماً، ومن السراب حلماً، ومن الهزيمة نصراً، ومن الانكسار انكساراً. كل ذلك تحت مسميات: الوطنية، والوحدة والقومية، والوطن الواحد، وكانت النتيجة أن الوطن الواحد فرخ أوطاناً، فمن دفع فاتورة هذا الحلم؟ هل هم المثقفون، أم العسكر، أم السياسيون؟! التجربة تقول: إن الناس هم الذين دفعوا فاتورة الأحلام هذه... فالوحدويون هم آخر من يدفع من أجل الوحدة؛ بدليل أنه بعد كل هذه السنوات، لازالوا يتحدثون عن الوحدة، بينما الوحدويون اللي اختشوا ماتوا، والمثقفون هم آخر من يحاكمون على أفعالهم وجرائمهم التى تفوق جرائم العسكر والسياسيين؛ لأنهم هم من زين للعسكر والسياسيين أفعالهم وجرائمهم... ألا توجد بعد كل ذلك جهة تقدم هؤلاء المجرمين لمحاكمتهم على جرائمهم ضد الإنسانية؟ إن لم يكن من أجل الأبرياء؛ فمن أجل الحقيقة... ومن أجل التاريخ!! شعلانيات: | كن كـ(عدسة الكاميرا) عندما تنقل لنا الصورة من الزاوية الأجمل؛ لذلك كن جميلاً ترَ الواقع أجمل! | لا تجعل الدعاء كالدواء، لا تستعمله إلا عند المرض والمصيبة فقط؛ بل اجعل الدعاء كالهواء؛ | ادع ربك في كل وقت في السراء والضراء!