حاول ألا تقرأه..!!

وهاج خالد
إن كنت الآن قد بدأت في قراءة هذا المقال؛ فهنا أنت عاندت عنوانه، وعاندت نفسك، وبدأت في قراءته وأنت لا تعلم ما الذي ستتحدث عنه هذه السطور، وإن وصلت إلى هذه النقطة؛ فأهنئك على صبرك الجميل الذي جعلك تستمر إلى هنا، برغم أنك لم تجد شيئاً يروي عطشك للقراءة، لو كنت من عشاقها قد تكون مبتسماً الآن أو عبوساً، أو تقول في نفسك ما الذي يريده هذا الكاتب أو «الكويتب» من مقالته هذه؛ إضافة إلى أنك حين تقرأ؛ تفكر في احتمالات الفكرة المراد إيصالها من المقال؛ فقد يخطر في بالك أن هذه الكلمات تتحدث عن الحياة، وأننا نسير فيها ونحن لا نعلم إلى أين نحن ذاهبون، وقد تفكر أنها تتحدث عن اللاشيء، وكيف للاشيء أن يشغلنا لوقت طويل دون أن نعلم عنه شيئاً، ولكن إن كنت وصلت إلى هذه النقطة من المقالة؛ فأنت حقاً إنسان صبور، ومقال يحتذى به في الصبر، وقد لا يكون هناك الكثير مثلك؛ فأكاد أجزم أن هناك شخصاً واحداً على الأقل من بين كل عشرة أشخاص، قد ترك قراءة المقالة قبل أن يبدأها، وهذه أثبتتها الدراسات التي لم يؤكدها العلماء، ولكنني رميتها رمية رامٍ «أحوَل» أي بمعنى أنه قد لا يصيبها بتاتاً البتّة، وإن أصابها فسيجزم الناس بأنه لن يكررها؛ لأنه «أحول». حسناً بما أنك وصلت إلى هذا السطر، وصبرت على موضوعي، الرامي الأحول واللاشيء؛ فحقاً تستحق الآن أن أخبرك أن هذا المقال لا يملك أية فكرة مهمة، غير أننا قد نشغل أنفسنا في مواضيع لا نعلم ما هي، أو ماذا تريد، ولكننا نستمر في فعلها؛ حتى نصل إلى نقطة انتهاء؛ أي أنها قريبةٌ من فكرة أننا نسير في الحياة في بعض الأحيان ونحن لا نعلم إلى أين نتجه، وهذه هي الحياة وبعض مواقفها. ختاماً، إن كنت وصلت إلى هنا؛ فأنت كالذي وصل إلى قمة جبل ممل وعالٍ نوعاً ما؛ فنصيحتي لك ألا تذهب دون أن تكتب ذكرياتك في الصندوق الذي في الأسفل @wahhajmaj