سلام يا صاحبي!!

مبارك الشعلان

ورحل

 سعيد صالح....

 فهل كان «سعيداً» حقا أو «صالحاً»؟!

 إذا كنت سعيداً فالمسألة نسبية، وإذا كنت صالحاً فالمسألة نسبية أيضاً!!

 والمهم أن سعيد صالح لم يكن سعيداً أو صالحاً، كان ولداً شقياً «شقي» و«شقاوة» في الحياة، وكان حكيماً في السجن بعد أن قضى أجمل أيام حياته هناك، كما يقول، كان موهبة كوميدية فريدة من نوعها، ولكن حياته الشخصية لم تسر في خط مستقيم كأغلب أبناء جيله؛ ليصل للقمة كرفاق دربه مثل: عادل إمام وأحمد زكي، قال يوماً نكتة... «أمي اتجوزت 3 مرات: أول وكلنا المش، والتانى علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش»، كانت هذه جملة قالها صالح خارجاً عن النص في مسرحية «لعبة اسمها الفلوس» عام 1983، وكانت السبب في انقلاب مكانته الفنية، اعتبر النظام هذه الجملة سخرية من الرؤساء المصريين الثلاثة، فأمر بحبسه ستة أشهر يقول «الواد الشقي» سعيد صالح: إن أجمل أيام عمره هي التي قضاها في الزنزانة

 بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة عام. كان ذلك رداً على سؤال: لو عاد بك الزمان فهل تدخل السجن مرة أخرى؟! فيقول: «يا ريت»؛ لأنني عشت أجمل أيام عمري وأنا داخل السجن!!

 ويضيف: «لعلمكم.. قبل خروجي أصبت باكتئاب فظيع؛ لأني رتبت حياتي عليه.. ففي السجن تعرف الحق.. تعرف الحرامي والقاتل والمزيف..

 أما خارج السجن فكل الناس شبه بعض: أشعر بأن السجن أكثر أماناً بعد أن اكتسبت أصدقاء أكثر صدقاً!!

 في السجن يكتشف الناس أنفسهم.. يعودون إلى معادنهم بعد أن لوثتهم الحياة!!

 هذه ليست دعوة لدخول السجن.. ولكنها دعوة لاكتشاف الذات.. فليس بالضرورة أن ندخل السجن لنكتشف أنفسنا.. فالحياة قد

 تكون سجناً كبيراً لبعضنا.. ولكنهم مع ذلك لا يكتشفون أنفسهم.. وآخرون يكونون خارج أسوار الحياة، ويعيدون اكتشاف أنفسهم.. فالمهم هو أن نقرأ الحياة بشكل صحيح.

 المشكلة أن كثيرين ليس لديهم الوقت لقراءة أي شيء حتى قراءة أنفسهم؛ لذلك يكون السجن مكاناً مناسباً لتوفير الوقت للقراءة، وقراءة النفس بالدرجة الأولى.

 ورغم أن عندي خوفاً من الأماكن المغلقة لكن الزنزانة بعدما تغلق كنت أعيش حياتي.. أقرأ القرآن وأصلي بانتظام.. عرفت الله أكثر.. وقربت منه أكثر، وندمت لأنني كنت بعيداً عن الله.

 المهم في كل ذلك أنني كنت أقرأ نفسي، وأعيد اكتشاف ذاتي، لذلك السجن أفضل في بعض الأحيان من الحياة المزيفة في الخارج!!

 المهم اﻟﻌﻴﺎﻝ كبرت...

اكتب النهاية...

 ﺴﻼﻡ يا صاحبي

خلصت الحكاية!!

 

 شعلانيات:

 |  الصراحة حلوة إذا كانت لك.. مُرّة إذا كانت عليك!

لا داعي لأن تأكل لحمك.. أو تعضّ أصابعك.. اترك هذا لأعدائك حيناً ولأصدقائك حيناً آخر!

الخير يعرفه قليلون.. الشر يعرفه الجميع!

 في كل الأفلام ينتصر الخير على الشر في النهاية..

هذه الأيام يكاد ينتصر الشر على الخير والقبح على الجمال حتى في الأفلام!!