المرأة الألمانية أكثر ميلاً للطلاق من الرجل

5 صور
يبدو الحديث عن الطلاق والزواج في ألمانيا أمراً معقداً، فقد يحدث الكثير من حالات الانفصال بين الأبوين، دون أن يكون هذا مسجلاً تحت بند الطلاق، فالزواج ليس عماد تكوين الأسرة، فقد يبقى الأب والأم سنوات وينجبان الأطفال، دون أن يقدما على خطوة الزواج، وهذا حق يضمنه القانون، الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسب الزواج، فقد كشفت الدراسات أنه منذ عام 1965 أصبح معدل الزواج في ألمانيا متدنياً وفي هبوط مستمر، حتى أصبح اصطلاح زوجي (زوجتي)، في المجتمع الألماني، ملغى تقريباً من لغة العامة، فتستخدم النساء للتعبير عن الشريك كلمة (mein Mann)، والتي تعني حرفيا (رجلي)، والتي قد تشير إلى الحبيب أو الزوج أو الصاحب، وكذلك الأمر بالنسبة للرجال عندما يستخدمون مصطلح (meine Frau).
وحتى وقت قريب، بقيت الأم التي لم تتزوج، تحتفظ بحق الأمومة كاملاً، حتى أنها كانت تستطيع حرمان صديقها والذي هو والد أولادهما، من رؤيتهم بعد الانفصال، الأمر مختلف بالنسبة للأم الزوجة، فلها حق الحضانة ولكن مع احتفاظ الأب بحقه أيضاً في قضاء وقت مع الأولاد، أو الاحتفاظ بهم إذا كانت شروط الحضانة غير متوافرة في الأم، والتي منها الدخل والمسكن الجيد.
وقد كشفت الإحصائيات الأخيرة الصادرة في هذا الصدد، أن أكثر من نصف حالات الطلاق، في ألمانيا، تعود إلى رغبة المرأة في الطلاق وليس الرجل، ويعزو بعض الرجال هذه الظاهرة إلى سببين رئيسين: تمكن المرأة مالياً من الصرف على أطفالها، وبالتالي حصولها قانونياً على حق الحضانة، حيث يلعب الوضع المالي الجيد للمرأة الدور الرئيس في عدم تبعيتها للرجل، وبالتالي قدرتها على اتخاذ قرار الانفصال.
وقد رصدت «سيدتي» مجموعة من آراء السيدات المطلقات لتكشف أسباباً أخرى تكمن وراء الطلاق، فتبين أن أول هذه الأسباب لكلا الطرفين هي الضجر والملل، فلوبا مثلاً سيدة متزوجة منذ سنوات تقول: «لقد تزوجنا في سن مبكر، وأنجزنا كل ما يمكن فعله، وبعد عشرين سنة، بدأ الضجر يغزو حياتنا بشكل لا يطاق، فقررت الطلاق، لازال لديّ فرصة لإيجاد شريك آخر وهو كذلك»، أما كولينه فلها رأي مغاير: «ببساطة أردت أن أستعيد فضاء حريتي»، وأخرى تضيف: «في بعض الحالات فإن الانفصال هو الحل المثالي للأطفال، فبعض الأطفال يحضرون مشادات كلامية ومشاكل لا تنتهي بين الأبوين، مما يؤثر على صحتهم النفسية».
مما لا شك فيه أن عدم وجود ضغط اجتماعي، واستقلال المرأة مادياً، والقانون الضامن لحقوق الأمومة، يجعل قرار الطلاق أكثر سهولة، ففي عام 2010 ظهر أنه من بين 1000 زيجة، 11 منها تنتهي بالطلاق، وهي أكبر نسبة محققة منذ هدم الجدار في ألمانيا، حسب الإحصائيات.
كما أن متوسط فشل الزواج في ألمانيا يحدث غالباً بعد 14 سنة أو أكثر من الزواج، ومتوسط عمر الرجل والمرأة يكون بالغالب فوق الأربعين.
ووفقاً للقانون. فكلا الطرفين يتقاسمان كل ما تم شراؤه أو استثماره سوياً خلال فترة الزواج؛ مما يراه الكثيرون عاملاً مشجعاً للتفكير بالطلاق، فالحقوق المادية محفوظة لكلا الطرفين بشكل متساوٍ.
ومن وجهة نظر الرجال، فإن ظهور شخص ثالث في حياة أحد الطرفين هو السبب الرئيس للطلاق، وهذا ما تثبته دراسة حديثة، تربط بين طبيعة المهنة وارتفاع نسب الطلاق.
ففي الوسط الفني تبلغ نسبة الطلاق 28 بالمئة، والسبب الرئيس وراءها هو الغيرة، ولكنها ليست الأعلى، حيث ترتفع نسبة الطلاق بين الأطباء والممرضين، حيث تلعب الممرضة الدور الرئيس في تسبّب الطلاق، كما تشهد مهن أخرى ارتفاعاً كبيراً في نسب الطلاق أيضاً، مثل العاملين في مراكز الاتصال، والذين يتلقون مغازلات لطيفة، بشكل مستمر عبر الهاتف، وكذلك العاملون في المصانع والمعامل، والخاضعون لنظام الورديات الليلية، وخاصة الذين يتلقون رواتب رديئة؛ مما يجعل حياتهم أكثر تعاسة وأقل رضاً، وينعكس بالتالي على الشريك، ويرفع نسبة الطلاق بينهم. هذا وأثبتت الدراسة نفسها أن 31 بالمئة هي نسبة الطلاق بين العاملين في حقل الكازينوهات والنوادي الليلية؛ حيث يتعرضون لإغراءات متنوعة وبشكل كثيف، وكذلك العاملون في حقل التدليك والمسجات. كما تكون الحياة الزوجية للفتاة النادلة أكثر هشاشة، بحكم احتكاكها الدائم مع الغرباء، ولكن النسبة الأعلى في الطلاق تحدث بين الراقصين ومصممي الرقصات.
تحاول الدراسات أن تكشف الأسباب الرئيسة للطلاق؛ بغية أيجاد حلول جذرية، وبالتالي تخفيض نسبة الطلاق ما أمكن في مجتمع يسعى جاهداً إلى المراتب العليا في كل شيء.