التدريب الذهني.. هل يحتاجه الشباب لتحقيق النجاح؟

التدريب الذهني
التدريب الذهني.. هل يحتاجه الشباب لتحقيق النجاح؟
من السعودية الشاب ريان عبد الرحمن الخرفي، موظف
ريان الخرفي
مدرب التنمية البشرية خالد العتيبي
خالد العتيبي
عمار التميمي، أخصائي تغذية رياضية ومدرب رياضي معتمد
عمار التميمي
 من لبنان، تشير يمنى عباس الحاج، (حائزة على ماجستير في علوم الرياضيات وباحثة في مختلف المواضيع الاجتماعية)
يمنى عباس الحاج
أسماء حسونة متحصّلة على الإجازة في الاقتصاد وماجيستير في الاقتصاد وعلم النفس بالجامعة الفرنسيّة «السوربون»
أسماء حسونة
الطالب الشاب المغربي ياسين مسلم
ياسين مسلم
أميرة بن جمِيع، تونسية مُتخرّجة في معهد الدّراسات العُليا للتّجارة وحاصلة على الإجازة في إدارة الأعمال
أميرة بن جميع
حبيبة سامي
التدريب الذهني
من السعودية الشاب ريان عبد الرحمن الخرفي، موظف
مدرب التنمية البشرية خالد العتيبي
عمار التميمي، أخصائي تغذية رياضية ومدرب رياضي معتمد
 من لبنان، تشير يمنى عباس الحاج، (حائزة على ماجستير في علوم الرياضيات وباحثة في مختلف المواضيع الاجتماعية)
أسماء حسونة متحصّلة على الإجازة في الاقتصاد وماجيستير في الاقتصاد وعلم النفس بالجامعة الفرنسيّة «السوربون»
الطالب الشاب المغربي ياسين مسلم
أميرة بن جمِيع، تونسية مُتخرّجة في معهد الدّراسات العُليا للتّجارة وحاصلة على الإجازة في إدارة الأعمال
9 صور

في عصر متسارع يرغب الجميع خلاله في حصاد الأفضل وتحقيق درجات التفوق في العمل والتعليم، ومع تراكم المهام وتوالي الأحداث، هل يلعب التدريب الذهني دوراً مهماً في حياة الشباب والشابات؟ وهل ينوون تجربته أم خاضوا في عوالمه لإنتاجية أفضل، وما التدريبات التي يفضلونها، وماذا عن أسبابهم؟ «سيدتي» التقت الشباب والمختصين للحديث عن ذلك.



الرياض | يارا طاهرYara Taher
تصوير| بشير صالح Basheer Saleh- محمد المانع Mohammed Almana
جدة | ثناء المحمد Thana Almohammed - بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad - تونس | منية كواش Monia Kaouach
القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab

 

ممارسة الرياضة

 

ريان الخرفي

 


بداية يحدثنا من السعودية الشاب ريان عبد الرحمن الخرفي، موظف في القطاع الحكومي، عن تأثير ممارسة الرياضة على تدريباته الذهنية، ويقول: بالفعل جربت التدريبات الذهنية عبر السباحة في كل يوم جمعة، وممارسة الحديد لخمسة أيام أسبوعياً، وكذلك لعب الكرة بشكل أسبوعي منتظم، ووجدتها تقلل التفكير في الضغوطات النفسية والعملية، وتساعد في تحسين المزاج، وتبعد الطاقة السلبية وتقلل من الإجهاد، كما أنها تساعد على النوم، ولها تأثير عالٍ على لياقة الجسم وتحسين البدن، كما تمنح ثقة بالنفس، وقد ساعدتني في عملي بحكم أن عملي ميداني، وجعلت نومي أكثر تنظيماً، ومنحتني طاقة ودافعاً لحوافز كثيرة، كما جعلتني شخصاً أكثر اجتماعية، وأجد أن الجلوس مع الأصدقاء ومساعدة العائلة في المنزل تمنح أيضاً أبعاداً فكرية جديدة للإنسان، وتجعله يرتب أفكاره.

 


الرياضيون أعلى إنتاجية

 

عمار التميمي

 


من السعودية أيضاً، شدد عمار التميمي، أخصائي تغذية رياضية ومدرب رياضي معتمد، على أهمية الرياضة في حياة الطالب والموظف، ووصفها بأنها محفز قوي يزيد من إنتاجيتهم، كما أضاف: غالبية الدراسات تنص على أن الموظفين الرياضيين أكثر إنتاجية من غيرهم من الموظفين، فالنشاط البدني من أهم الوسائل التي تساعد الأفراد في الحفاظ على سلامة التفكير الذهني وصفائه عند العمل أو الدراسة أو النشاط الرياضي، ودور التدريب الذهني مهم أيضاً لكل لاعب رياضي قبل ممارسته للرياضة؛ لأنه يساعده في تطور أدائه، ومن الأساليب لتطوير التدريب الذهني القراءة وممارسة الألعاب التعاونية أو بعض الألعاب التي تتطلّب تفكيراً لحل مشكلة معينة، وكثرة ممارسة هذه الأساليب تعطي للشباب مجالاً أوسع للتفكير، وتطوراً في مختلف مجالات حياتهم، وفي الرياضة بشكل خاص، فهي تصل إلى مرحلة الذكاء الرياضي الذي يقتصر على نسبة كبيرة من أميز الرياضيين، فهم من يمارسون الرياضة بذكاء، وليس بجهد أكبر، وهذا هو سر التدريب الذهني المرافق للتدريب الجسدي، وأيضاً التدريب الذهني يساعد على التخلص من التوتر وتخفيف الضغوط.

تابعي المزيد: عادات لإدارة وقتك

 


التدريب الذهني هو الأهم


أما عبدالله الرشيدي، موظف قطاع خاص، من السعودية، فيرى أن الإنسان هو نتيجة تدريب، سواء تدريب بدني أو تدريب ذهني أو حتى تدريب سلوكي، وبرأيي الشخصي أن التدريب الذهني أهم من التدريب البدن؛ لأن ظاهرنا هو انعكاس لما هو بداخلنا، بمعنى أن تدريب الذهن على الهدوء سيقلل من نسبة العصبية التي قد تسبب أمراضاً عصبية كالقولون العصبي وارتفاع ضغط الدم.
كما أنني أحاول ممارسة التدريب الذهني بشكل مستمر خاصة في تمارين التركيز والهدوء التي تساعدني بتخطي مهامي العملية واليومية.


خالد العتيبي: تتجلى أهمية التدريب الذهني في جعل الشخص يتعامل بسهولة مع أية مستجدات

 

خالد العتيبي


بين العقل والذهن والتفكير


في السياق نفسه السياق يخبرنا مدرب التنمية البشرية خالد العتيبي، عن ضرورة التفريق بين العقل والذهن والتفكير قائلاً: «العقل هو إدراك الشيء ومعرفته معرفة تامة، وأن الذهن أو الذهنية هي الخبرة الشخصية الفردية «لشيء ما»، وأن التفكير هو العمليات الذهنية التي یؤدیھا دماغ الإنسان، ومن هذا كله يتلخص لدينا أن المعنى والتعريف للمرونة الذهنية أو العقلية المتفتحة هي القدرة على قبول الأفكار وتغییرھا دون معيقات». وعن أهمية التدريب يقول: «تتجلى أهمية التدريب الذهني أو بمعنى أصح المرونة الذهنية في جعل الشخص يتعامل بسهولة بتوجهاته الذهنية إذا ما حدثت أي مستجدات كما أنه يسهم في المساعدة على تنظيم عملية الحصول على المعرفة وتنوع أفكار الشخص وجعله يخرج عن إطار التفكير التقليدي في خلق أفكاره وهذه المهارة تُعد واحدة من ضروريات الإبداع في إنجاز المھام بنجاح، كما أنها تمنح الشخص القدرة على مواجهة المشكلات بسلاسة وتلقائية، ومواكبة التوجهات المختلفة والآراء التي تتعارض مع قناعاتنا السابقة».

وأكد العتيبي: «المرونة الذهنية هي مهارة يمكن اكتسابها بالتدريب، وأول خطوة نحو اكتساب هذه المهارة هي الاقتناع بضرورة تغيير الوضع الراهن -التفكير التقليدي- الخاضع لبعض الخبرات والقناعات المتواضعة لدينا، ثم بعد ذلك يجب على كل من أراد أن يتغير أن يقوم بالخروج من منطقة الراحة الذهنية لديه، والتي تتمثل بتعامله التقليدي مع الأفكار والآراء التي تعاكس قناعاته ويكون ذلك بعدة تقنيات من أهمها توسيع دائرة القراءة لتشمل مجالات جديدة وقراءة الأبحاث والتنظيرات المختلفة ليصبح لديه رؤية مختلفة، والانفتاح العقلي والإيمان القوي بقدراته وأنه يستطيع الانتقال من الوضع الراهن إلى وضعٍ أجمل وأكمل».

تابعي المزيد: كيف تكونين فعالة في المجتمع؟


شخصيتي باتت أقوى


الطالبة مايا العصيدة، من لبنان، الحاصلة على شهادة الماجستير في مادة الرياضيات والتي خاضت تجربة التدريب الذهني تعدّ «مادة الرياضيات نظرية بحتة ولا ألمس من خلالها الحياة الواقعية، وكنت أظن أنني سأبدع في المجالات النظرية بعيداً عن المجالات العملية، ولكن مع مرور الوقت بعدما قررت خوض مجال التعليم مع العلم أنني لم أكن على يقين بأنني سأنجح وأبدع؛ لأنني قضيت فترة 5 سنوات في المجال النظري. عندما قررت دراسة اختصاص الدبلوم في التعليم اكتشفت أنني غير قادرة على التعاطي مع الأساتذة والتلاميذ خلال فترة التدريب، أي خوض مجال الفعل وردة الفعل بيني وبينهم، الأمر الذي أزعجني كثيراً وسبّب لي بعض الخوف. عندها شعرت بأن الموضوع ليس سهلاً بالنسبة إليّ فقررت خوض هذا التحدي من خلال تجربة التدريب الذهني الذي ساعدني إلى حدّ كبير، وبت اليوم أقدّم أفكاراً إبداعية في التعليم وأناقشها. هذه التجربة فتّحت لي ذهني وأسهمت في أن أتعرّف إلى ردات فعل مختلفة من المحيط، بالإضافة إلى كيفية التعاطي مع التلاميذ من خلال تغيير وجهة نظري تماماً».


يمنى عباس الحاج: لا نستطيع تدريب الأذهان لممارسة نشاطها بشكل أفضل من دون تهيئة وعاء مناسب لهذا الذهن أي الجسد

 

 

يمنى عباس الحاج

للدماغ علاقة وثيقة بالجسد


من لبنان، تشير يمنى عباس الحاج، (حائزة على ماجستير في علوم الرياضيات وباحثة في مختلف المواضيع الاجتماعية)، إلى أنه «بحسب دراسة أجراها علماء النفس بجامعة هارفارد ماثيو كيلينجسورث ودانييل جيلبرت عام 2010، 47 % من الوقت تكون أذهاننا شاردة أي غير منتبهة ومتفاعلة مع ما كان أمامها مباشرة أي أننا 47% من مجمل الأوقات لا نكون على دراية بما يحدث من حولنا. من هنا تظهر الحاجة الملحّة لما يسمّيه علماء النفس باليقظة الذهنية التي نشأت من الفلسفة الشرقيّة والبوذيّة القديمة والتي يعود تاريخها إلى 2500 سنة، وهي كما عرّفها الطبيب الأميركي ومبتكر برنامج الحدّ من الإجهاد Jon-kabat Zinn على أنها الانتباه بالطريقة التي تركّز على الهدف. فمثال ذلك، إذا أنت تلميذ يتشتّت في الامتحانات فإن ممارسة اليقظة تسهم في إبقاء ذهنك ضمن لحظة الامتحان. أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو كيف ندرّب أذهاننا لتتعلّم فن الحضور وتبسيط العقد؟».

وتضيف: «الجدير بالقول إن الكثير منا يؤمن بخرافة الـ 10% وهي الخرافة القائلة إن الإنسان لا يستخدم سوى عشرة بالمئة فقط من دماغه، وإذا تمكّن شخص عادي من استخدام نسبة التسعين بالمئة الباقية فسوف يتحوّل إلى عبقري. تبنّي هذه الخرافة على أنها حقيقة يشكّل بحدّ ذاته عائقاً أمام عملية التطوير هذه. إضافة إلى ذلك، فإن للدماغ علاقة وثيقة بالجسد فيشكّل وزن الدماغ 3% من وزن الجسد، ولكنه يستخدم 20% من طاقة الجسد. فإذا كانت طاقة الجسد عالية سهل على الدماغ الحصول على نسبته من هذه الطاقة. بإمكاننا زيادة طاقة الجسد من خلال ممارسة الرياضة، الانتباه على نوعيّة الطعام، النوم لوقت كافٍ. فلا نستطيع تدريب الأذهان لممارسة نشاطها بشكل أفضل من دون تهيئة وعاء مناسب لهذا الذهن ألا وهو الجسد».


تأهيل النفس للوصول إلى الأهداف


يولي الشباب اهتماماً خاصاً للتدريب الرياضي، فهل يهتم أيضاً بالتدريب الذهني الذي هو نفسه التدريب النفسي لتأهيل النفس للوصول إلى الأهداف ومجابهة بعض العراقيل الحياتية كما يوضح المدرب النفساني محسن بوتخريط لـ«سيدتي» قائلاً: «يركز التدريب الذهني على جودة النفس ولياقتنا الداخلية حتى نقوي القدرة على تحمل عثرات وعقبات الحياة، واتخاذ القرارات الصائبة ويكون قادراً على السيطرة على الأفكار السلبية، وتغيير طريقة التفكير السلبية التي تكون سبباً للتوتر والقلق وتدني تقدير الذات». ويلاحظ المدرب المغربي أن الشباب عامة قد يدرس أحدهم لمدة 10 أو 15 سنة أو أكثر من دون أن يخضع لأي درس أو توجيه في تنمية قدراته الذهنية وإمكاناته النفسية التي يجب تدريبها باستمرار لإعطاء النسخة الفضلى عن شخصيته ليكون متوازناً وسعيداً يعرف الوصول إلى أهدافه، فعدد من الشباب قد يحرمون أنفسهم من تحقيق ذواتهم بسبب عدم القدرة على اكتشاف واستثمار مواهبهم وقدراتهم بشكل فعال.

تابعي المزيد: التكنولوجيا في رمضان ..معادلة صعبة بين الأهل والأبناء

 

عالم المانغا اليابانية

 

ياسين مسلم

 

 


الطالب الشاب المغربي ياسين مسلم الذي خضع للتدريب الذهني في فترة سابقة في طفولته بسبب بعض العثرات التي عاشها في الدراسة بعد أن عانى من صعوبات في القراءة والكتابة، وقد تردد في فترة من الفترات على مدربة لقنته مبادئ التأمل العلاجي للوصول إلى تركيز فعال على ما يقوم به وتنمية مهاراته المتميزة التي جعلته اليوم طالباً مميزاً يحظى بتقدير كبير. يقول ياسين: «حالياً أستمد طاقتي الإيجابية من شخصية مميزة من شخصيات عالم المانغا اليابانية التي أتابعها»، هو يقع ضمن مجموعة من الأصدقاء الذين لهم مجموعة من المهارات والقدرات الخارقة، بينما لم يكن لديه هو أي مهارة، فقرر الانكباب على نفسه وتطوير إمكاناته بهدوء من دون اللجوء إلى أحد بعد أن أنصت لنفسه جيداً. يضيف: «أجد في الرياضة متنفساً لتقوية جسمي والوصول لجسم قوي وسليم وهي أيضاً فرصة للترويح عن النفس وتغيير المزاج، أما التدريب الذهني فهو أيضاً مهم لطرق أبواب النجاح وتحديد الأهداف في مرحلة من مراحل الحياة، كما أن ثمة أشخاصاً قد تكون لهم مواهب ولا يعرفون تطويرها بينما توجد علوم كثيرة لتقوية النفس والمهارات الذاتية يمكن للشباب الاستفادة منها؛ حتى لا يسقطوا في الإحباط واليأس».

 

 


أميرة بن جمِيع: بفضل التّدريب الذّهني أصبحتُ قادرة على التّفاوض بمهنيّة أكبر، وزادت إنتاجيّتي في وظيفتي

أميرة بن جميع


تنميّة المهارات


أميرة بن جمِيع، تونسية مُتخرّجة في معهد الدّراسات العُليا للتّجارة وحاصلة على الإجازة في إدارة الأعمال، وهي اليوم مُوظّفة في بنك مكلّفة بالتعامل مع أصحاب الشركات، وقد قرّرت المشاركة في دورات للتّدريب الذّهنيّ واستعانت بـ«لايف كوتش»؛ لتُدرّبها على تنميّة مهارات تستحقّها في عملها وفي حياتها الاجتماعية والعاطفيّة.


مكاسب


تقول أميرة إنها بفضل التدريب الذّهني أصبحت قادرة على التفاوض بمهنيّة أكبر، وأكسبها مزيداً من الثقة بنفسها، فزادت بذلك مردوديّتها في وظيفتها.
مضيفة: «إن التّدريب الذّهني جعلني أكتسب مهارات التأمّل والانتباه والاستماع الجيّد، كما خلّصي من التردّد ومن الخوف، فتغيّر مزاجي نحو الأحسن وانعكس ذلك إيجابيّاً على علاقاتي مع عائلتي، وأصبحت أتعامل بذكاء مع الأصدقاء، فأتقبّلهم من دون الحكم عليهم».

تابعي المزيد: طرق التدرّب على اتخاذ القرارات


أسماء حسونة: أعتمد في مرافقة المتدربين الذّهنيين على تقنية التمثيل المسرحيّ فأكلّفهم بتمثيل مشاهد يعبّرون عنها جسديّاً وصوتيّاً

أسماء حسونة


التأمل والتّمثيل


أسماء حسونة متحصّلة على الإجازة في الاقتصاد وماجيستير في الاقتصاد وعلم النفس بالجامعة الفرنسيّة «السوربون». هي «لايف كوتش» تشرف على مركز للتدريب الذهني والتنمية البشريّة في مدينة «سكّرة» المتاخمة لمدينة تونس.

تقول: «ألقِّن المُتدرّبين الذّهنيين تقنيّة التّنفّس والتأمل وبفضل ذلك يركّز المتدرّب على اللّحظة الحاضرة، فيساعده التأمّل على التخفيض من نسبة التوتّر ومن الضغوطات النّفسيّة، ويمرّنه على التركيز وعلى الفهم السّريع وتفريغ الذّهن من الأفكار المشوّشة»، مضيفة أنّها تعتمد في مرافقة المتدربين الذّهنيين على تقنية التمثيل المسرحيّ، فتكلّفهم بتمثيل مشاهد يعبّرون عنها جسديّاً وصوتيّاً، فيتحدثون أثناءها عن أنفسهم بطريقة إيجابية. تحثّ أسماء المتدربين عندها أيضاً على التخيل، فيتخيّلون نجاحاتهم في وظائفهم وفي دراساتهم وفي علاقاتهم الاجتماعية والعاطفيّة، ويتشبّعون بهذا التخيّل المفرح فيعيشونه وكأنّه حقيقة وواقع، فيكتسبون بذلك بعض الهدوء والارتياح ممّا يجعلهم يستعدّون لامتحاناتهم ولمشاريعهم وهم واثقون من قدرتهم على النّجاح.


حبيبة سامي: نظم المعلومات أرغمني على التدريب الذهني الذي أكسبني الثقة والهدوء

حبيبة سامي



دور مهم في حياة الشباب


حبيبة سامي الطالبة بالسنة الأخيرة بكلية إدارة نظم المعلومات في جامعة MSA بالسادس من أكتوبر المصرية تقول: «يوجد في منهج الدراسة بكليتي صف للتدريب الذهني، وهو بالفعل يلعب دوراً في التفاعل الجيد بالمذاكرة وبقية الحياة لدينا، فقد تعلمت أن النبضات في المستقبلات البصرية والسمعية والأعضاء الحسية تدخل في أجزاء معينة من المخ، وتستخدم المعلومات في هذه المستقبلات المتعددة مع التغذية الراجعة لتعزيز استكمال الصورة الذهنية، ومن المعتقد أنَّ هناك مركزاً متكاملاً في الجهاز العصبي المركزي، وظيفته استقبال المثيرات الحسية جميعها، والعمل على تقييمها وتقويتها وإرسالها إلى الأماكن المناسبة في المخ لعمل الاستجابة اللازمة، وأنَّ الصور العقلية التي تتكون خلال التدريب الذهني تتسبب في بعض الاستجابات الفسيولوجية، إذ إنَّ عمليات التفكير ينتج منها انقباضات في العضلة المستخدمة لإنتاج الحركة التي يتم تصورها، وإن الأداء البدني يتضمن درجات في الارتباط بالنشاط الذهني، إن تأثير التدريب الذهني يرجع إلى قدرة الجهاز العصبي على تسجيل الأنماط الحركية والحسية وقدرتها على التذكر، وإعادة تنظيم الصور، ولذلك فإن التدريب الذهني قد يؤدي إلى التغيرات نفسها في الجهاز العصبي المركزي مثل تلك الناتجة من الأداء البدني، وبالتالي فهو يلعب دوراً مهماً في حياة الشباب والشابات مثل التدريب الرياضي».

تابعي المزيد: تأثير القوة الذهنية على الحياة خاصة لدى الشباب