في السعودية.. الطلاق يزداد وهذه هي الأسباب!

بتكليف من وزارة الشؤون الاجتماعية قام أ. د. سليمان العقيل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، بدراسة ميدانية لحالات الطلاق في السعودية، وهنا ينشر "سيِّدتي نت" أهم ما خلصت إليه الدراسة وما قدمه المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش تعليقاً على هذه الدراسة:

نسبة الطلاق في المملكة أكثر من باقي دول الخليج، وقد وصلت نسبته في المناطق الحضرية إلى 66% ، والريف 24% ، والبادية 10%. وتمثلت أعلى نسبة في الرياض وهي 33,5 %، ثم تلتها تبوك بنسبة 27%، والشرقية بنسبة25% ، ونسبته الأقل كانت في الباحة وهي 5% .

أسباب مباشرة
أما الأسباب فكانت من وجهة نظر المطلقين والمطلقات على النحو الآتي:
- تدخل أهل الزوجة 61%.
- عدم الالتزام الديني 56%.
- عدم التكافؤ الاجتماعي 51%.
- عدم التكافؤ الثقافي والتعليمي 49%.
- أسباب صحية 49% .
- تفاوت العمر 47%.
- تعدد الزوجات 47%.
- عدم التوافق 47%.
- تدخل أهل الزوج 43%.
- عمل الزوجة 33%.
- الاعتداء بالضرب أو الإهانة 24%.
-عدم مقدرة الزوجة على الإنجاب 23% .

دلالات ومعانٍ
ويعلق المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش على هذه المؤشرات بقوله: "الدراسة السابقة لها دلالات ومعانٍ وأهداف كبيرة توضح لنا مدى تفشي حالات الطلاق دون اعتبار لقدسية الحياة الزوجية، ولاشك أن الطلاق حل رباني لكثير من المشاكل، حيث يعتبر عملية جراحية مؤلمة تحتاج إلى تروٍ قبل الإقدام عليها حتى ولو دعت الحاجة له، حتى يكون طلاقاً راقياً، ولا تهضم فيه الحقوق وتسلب المصالح، لذلك يختلف نوع الطلاق وفقاً لحال الرجل والمرأة، فالرجل له أحكام والمرأة كذلك".

ويضيف: "من جانب المرأة فهي تعد الحلقة الأضعف في الحياة الزوجية لما ستواجهه في حياتها بعد الطلاق، فأسوأ كابوس تعيشه في حياتها فاجعة الطلاق؛ نظراً لما يترتب عليه من مشاكل نفسية واجتماعية حتى لو كانت مطالبة به؛ بسبب ألم حصل لها، حيث يبقى وجع الطلاق داخلها سنين عديدة، فلا يوجد امرأة في الكون تفرح بخراب بيتها وبعد أبنائها عنها، لذلك عندما جعل الله الطلاق حلاً في الحياة أمر أن يكون بالتدرج، لعل النفوس تهدأ وتعود المياه لمجاريها، ولكن المتابع للواقع يتعجب أشد العجب من حال شبابنا الذين لا يعي بعضهم مكانة الزواج وقيمته في الإسلام وحرمة التلاعب بأحكامه وأهدافه، فيحاول من أول ليلة يدخل فيها على زوجته أن يثبت وجوده وكلمته بالعنف أو بالتهميش أو بممارسة سلوكياته الخاطئة، ويكون غير مكترث أنه أصبح رب أسرة وواجهة للبيت وقدوة لمن فيه وحامٍ لمن حوله، وعندما تحاول تلك الفتاة أن تغير منه بحبها وقربها ودلالها وإغرائها ونصحها ودعمها تجد منه الجفاء والصدود وربما الإهانة والكلام البذيء والعبارات الجارحة والهجر في الفراش والحرمان من الحقوق؛ لأنها حاولت أن تنتشله من واقعه المأساوي لواقع أفضل، فتقع الفتاة في صدمة وحيرة، ولا تجد أمامها إلا الصبر والسكوت، لتتقوقع على نفسها، وتبدأ بالتساؤل حائرة: هل أخبر أهله عنه أو أشتكي لأهلي منه؟ وعندما تتشجع للحديث فالرد يأتيها سريعاً وموحداً من جميع الأطراف: "اصبري، احتسبي، كوني العاقلة، طيش شباب ويذهب مع العشرة"، فتعود ساحبة خلفها أذيال الخيبة، لتجد ذلك الزوج يزيد من جبروته وظلمه وعناده أكثر مما سبق، وربما بعد مدة تعلن الثورة على ظلم ذلك الشاب عديم المسؤولية".

تذمر الأهل
ويتابع القراش حديثه قائلاً: "بين شد وجذب بينها وبين زوجها تطلق وهي لم تتعدَ العشرينيات، لتبدأ رحلة أخرى مع أهلها، فتسمع الكلمات والتأفف والتهميش والإحساس بالمضايقات كأنها ليست ابنتهم، والسبب أنها "مطلقة" لم تعد بعار طلاقها فحسب، بل أتت بفم جديد يزاحمهم في الأكل إن كان لها أطفال، وإن لم يكن ذلك فلن تسلم من أحاديث المجتمع الذي يتساءل دوماً: كيف تطلق وهي لم تكمل عامها الأول؟ والحقيقة أنه لا يوجد فتاة ترغب في الطلاق أو ترغب في بعد أطفالها عنها أو عن والدهم، ولكنها بذلت كل جهدها، وتعبت من الظلم، وعانت من الحرمان العاطفي، ولم تستطع المقاومة، فاضطرت للجوء إلى أبغض الحلال".