إن كان الخوف يتملك حملك مثل كاثي إيفيريت، ربة منزل تقطن في لندن، فقد حان الوقت للسيطرة على زمام الأمور.

تسرد كاثي قصتها مع الحمل والولادة، فبمجرد أن بدأت تخبر الناس بأنها حامل، غمرتها قصص رعب لنساء أخريات، فقد أخبرتها امرأة التقتها لأول مرة في حفلة، بأنها عانت من جروح من الدرجة الثالثة ولم تتمكن من الجلوس لأسبوعين، بينما قالت أخرى: لقد كانت ولادتي صعبة جداً، حيث ظننت أنني سأموت، تتابع كاثي: «كل كلامهن كان سيكون وسيلة منع حمل رائعة لو لم أكن حاملاً، فقد أقلقن مشاعري. رغم سعادتي بحملي، وبت متوترة من ألا تسير الأمور كما أرجو معي».
ليست كاثي وحيدة في مشاعرها هذه، فقد أثبتت دراسة أن 20% من النساء الحوامل خائفات من الولادة، تستدرك: «النساء اللواتي يعانين من الخوف تتطلب الولادة منهن وقتاً أطول بمعدل ساعة و32 دقيقة أكثر ممن لا يخفن، ولكن هناك الكثير من الخيارات ولا شيء لأخسره إن قمت بتجربتها؛ لأن علي إخراج الطفل، وهذا أمر مؤكد».

أول خطوة
إن سمحت كاثي لنفسها بتخيل الولادة والألم والشقوق تقتنع بأن الولادة القيصرية هي الحل الأمثل.
لكن رأي طبيبة النسائية والولادة دون هاربر، أوقف تخيلات كاثي، فالقيصرية واردة إن عانت في حملها من ضغط الدم العالي، أو إن كان حجم طفلها كبيراً جداً، تعلّق الطبيبة: «إن كل وضعك على ما يرام، فمن المرجح أنك ستتعافين من الولادة الطبيعية بشكل أسرع».
بدت كاثي ملحة وتود الاستعلام إن كانت القيصرية خطوة ممكنة لها، رغم أن حملها يتطور بشكل طبيعي!
هنا تجيبها الطبيبة دون: يعتمد الأمر على مدى قلقك، فإن كان يمنعك من التمتع بأشهر حملك التسعة فلابد من رؤية مختص، إن كنت تعانين من رهاب الولادة «Tokophobia» فقد يحيلك إلى عملية ولادة قيصرية.
كما أن كاثي كانت خائفة من مشكلة سريرية، فاقترحت عليها الطبيبة دون أن تقرأ عن المخاض وتفكر بالمكان والكيفية التي ترغب أن تلد بها طفلها. تتابع كاثي: «كلما فكرت في نصيحة دون وجدت لها معنى أكثر، فأنا أرغب بتوفر المساعدة الطبية في حال ساء أمر ما؛ لذلك فقد اخترت المشفى كمكان للولادة، ولكني لا أزال خائفة من الولادة نفسها».

التقييم: 3 من 5
خذي موعداً مع الطبيب أو القابلة؛ للحديث عن مخاوفك

مع معالج نفسي
كان موعد كاثي التالي مع استشارية الولادة سو فريم، وقد أخبرتها بأن الخطوة الأولى هي الكشف عن مصدر خوفها من الولادة؛ لذلك فقد بدأت تسألها عن طفولتها وتبين أنها تحب السيطرة على زمام الأمور في حياتها. هنا أجابتها استشارية الولادة: «لا سيطرة لك على الموضوع»!
كشفت كاثي للمعالجة أنها تجد حتى صعوبة في القراءة عن الولادة والمخاض، فأسمت الطبيبة هذه الحالة بـ«الإنكار»، ولتجاوز هذا اقترحت عليها سو أن تعطي نفسها فرصة للاستعداد، كأن تشتري ملابس الطفل وسريره، بدلاً من التركيز على قمة الجبل وهي الولادة. وعلّقت: «هذا سيساعدك على التفكير في وجودك مع الطفل».
وبالفعل في طريق عودتها إلى المنزل اشترت مهداً جميلاً، وعندما وضعته في الغرفة لم تتمالك ابتسامتها حين تخيلت طفلها نائماً فيه. تستدرك: «رغم أن مخاوفي لم تنته إلا أن الجلسة ساعدتني على التطلع قدماً؛ لأكون أماً».

التقييم: 3 من 5
بعد تجاوزك للمشكلة، يمكنك لقاء قابلة الولادة الطبيعية

مع القابلة
رغم أن كاثي اختارت الولادة في المشفى، لكنها لا تزال مقتنعة بأنها لن تكون قادرة على التأقلم يوم الولادة. لذلك أخذت موعداً مع القابلة المستقلة مال سوميسر؛ لتعرفها على تقنيات سرية لولادة أفضل. وعندما قالت لها: «إن الألم جزء من الولادة»، شعرت كاثي فوراً بالجبن. لكن سوميسر ذكرتها أنها كامرأة مهيأة للقيام بهذا؛ لذلك فتقوية جسدها وعقلها سيساعدانها على بناء ثقتها.
سألتها كاثي: «أنا مستعدة لتعلم أي تقنيات تساعدني على تجاوز الولادة، فهل هي الوقوف أم الانحناء؛ لأن الجاذبية تلعب دوراً في الموضوع، أم أمور مثل المشي واليوغا»؟ هنا ردت سوميسر: «حتى مشاهدة التلفاز، وأنت منحنية تسندين يديك على الطاولة ستقوين أفخاذك، وتساعدك على البقاء في هذه الوضعيات خلال الولادة»، هنا شعرت كاثي بأنها تسيطر على نفسها أخيراً.

التقييم: 4 من 5
مقابلتك مع القابلة جعلتك أفضل حالاً، وأنت الآن مستعدة لمواجهة كل الخيارات.

ما الذي نجح؟
زال التوتر عن كاثي، بحيث لا تصدق بماذا كانت تفكر منذ أسابيع، فهي تعلم الآن كيف وأين ستلد، والأهم من ذلك، حسب قولها، أنها قادرة على النظر لما بعد الولادة والتفكير في كونها أماً.
فكل من الخبراء ساعدها بطريقة معينة، لكنها وجدت دورة التنويم المعناطيسي مطمئنة أكثر، وأمامها الآن 10 أسابيع، ولا تنفك تخبر نفسها بأن يوم الولادة يوم واحد من حياتها وسترى طفلها الجميل. هل هناك مكافأة أفضل؟

علاج التنويم المغناطيسي للولادة
تتابع كاثي: «عندما أفكر بالتنويم المغناطيسي، يحضر عقلي صورة «بول ماكينا»، وهو يجعل الناس يرقصون كالدجاج. لذلك كنت مترددة قليلاً عندما ذهبت أنا وزوجي «داني» لدورة علاج بالتنويم المغناطيسي للولادة في إحدى نهايات الأسبوع. بعد أن رحبت بنا المختصة هناك «هيمالي روبسينغ» بدأنا بالحديث عن آمالنا ومخاوفنا من الولادة، وارتحت قليلاً لسماع أن نساء أخريات يعانين من نفس مخاوفي».

في أكثر من مرة خلال اليوم، طلبت هيمالي من كاثي الاستلقاء على حصيرة اليوغا، وأرشدتها إلى حالة عميقة من الراحة عبر تقنيات التنفس والتصور. في المرة الأولى كان شعورها غريباً، ولكن في الجلسات التالية ألف عقلها التمرين، وكانت تدخل في حالة أعمق من الراحة. كانت كاثي تستمع إلى صوت هيمالي يطمئنها، هي والحوامل في الجلسة: «بهذه الطريقة عندما يقرر طفلك المجيء ستكونين مرتاحة ومسيطرة، أنتن جميعاً على علم بإشارات بدء الولادة؛ لذلك رحبن بها بحماس».
تعلّق كاثي: «كان إمضاء عطلة نهاية الأسبوع؛ للتخلص من مخاوفي وتعلم تقنيات يمكنني ممارستها في المنزل أموراً جعلتني أفكر أنني في النهاية قادرة على تجاوز الأمر.

التقييم: 5 من 5
بهذه الخطوات التي يمكنك اتباعها؛ للتخلص من مخاوف الولادة، تكونين قد حققت النجاح.

المزيد:

نظمي خطة ولادتك

ماذا لو فاجأتك آلام المخاض وأنت في البيت؟

ولادة بدون تخطيط

أكل المشيمة خرافة أم حقيقة؟