"الإبل" ومخاوف نقل فيروس "كورونا" في السعودية

جدل كبير أثاره انتشار فيروس "كورونا" الذي بات يشكل كابوساً مرعباً في السعودية ولا زالت الأبحاث تجري لكشف المزيد عن هذا العدو القاتل، وكان مما توصل إليه بعض الباحثين وجود علاقة بين انتشار الفيروس والإبل، التي يعتمد عليها كمصدر في الطعام، الأمر الذي جعل ناقوس الخطر يدق خصوصاً بعد أن تم عزل الفيروس من مصاب توفي في أحد مستشفيات السعودية، ومن أحد الجمال التي يملكها، حيث وجد الباحثون تطابقاً تاماً بينهما.

قال مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور علاء العلوان منذ قرابة الشهرين وفقاً لـ"العربية": "إن الحديث عن ارتباط الإبل بـ"كورونا"، غير دقيق، والدراسات مجرد توقعات"، وأضاف: "ثبت أن أعداداً من الإبل تحمل الفيروس، لكن نحن نتساءل: هل تسببت في نقل المرض إلى الإنسان أم أن هناك أسباباً أخرى؟"
كما أشار باحثون أميركيون وآخرون سعوديون في إحدى الدراسات إلى أن 74% من الإبل في السعودية تحمل فيروس "كورونا"، لكن الدراسة لم تشر صراحة إلى احتمالية تورط الإبل في نقل المرض إلى الإنسان!!
ووفقاً لما نشرته "سي إن إن" خلال هذا الشهر، فقد ذكر رئيس شعبة الأمراض المُعدية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور طارق مدني أن الأبحاث التي تم إجراؤها خلال الفترة الأخيرة نجحت في عزل فيروس "كورونا"، وإثبات علاقة الإبل بنقل حمى "كورونا" للإنسان.

مخالطة
حول طريقة انتقال الفيروس من الإبل للإنسان قال البروفيسور طارق مدني: " ينتقل عن طريق المخالطة المباشرة مع المريض المصاب، خصوصاً عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير منه أو لمس أدواته أو الأسطح الملوثة بإفرازاته، كما أن الفيروس ينتقل للإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر مع جِمال مريضة بهذا الفيروس، علماً بأن أغلب الحالات المسجلة بالعالم انتقلت بين الناس من شخص إلى آخر، ولم يكن لديها احتكاك مباشر بجِمال مريضة".
لذلك فقد نصح مدني بعدم شرب حليب الإبل قبل غليه لقتل الجراثيم، حيث لم يثبت أن شربه يمكن أن ينقل المرض.

أمثلة محدودة
بعد نتيجة هذه الأبحاث كتبت صحيفة "الواشنطن بوست" مقالاً تساءلت فيه الأوضاع عما إذا كان يجب على السعودية التخلص من أعداد الإبل الموجودة لديها كمحاولة لحصار الفيروس، وكان من ضمن ما كتبته: "هناك ندرة في المعلومات حول جينات الفيروس، أو كيفية انتشاره، والشيء الأكثر طمأنينة للناس هو تقديم تقارير صريحة وصادقة حول ما يجري.. لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أنه موجود في الإبل، مع أن العديد من المصابين ليس لديهم اتصال بالإبل! ولكن هناك أمثلة محدودة من انتقال العدوى من شخص لآخر كانوا على اتصال وثيق بالإبل"

لكن رئيس لجنة تجار المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة سليمان بن سعد الجابري صرح منذ يومين بأن المواشي الحية تخضع لرقابة صحية صارمة قبل الشحن من بلد المنشأ، كما يعاد فحصها بعد وصولها لميناء جدة.
ووفقاً لـ"سبق"، فقد ذكر الجابري أن وزارة الزراعة تلزم جميع المستوردين وتجار المواشي باستيفاء كامل الشروط الصحية والفحوص البيطرية لكافة المواشي المستوردة بما فيها الإبل، وذلك أثناء وجودها في موانئ التصدير، وإعطائها كافة التطعيمات المطلوبة، منوهاً إلى أن التنسيق مستمر مع الأخوة المصدرين في دولتي السودان والصومال للتأكيد على تطعيم الإبل.

ويبقى السؤال المختلف حوله: هل الإبل المصابة هي المسؤولة عن نقل الفيروس للإنسان ؟؟؟ وهل من الممكن أن تضطر المملكة يوماً ما أن تضحي بأعداد الإبل المهولة بها لدرء مخاطر هذا الفيروس ؟؟ الأبحاث والتصريحات القادمة كفيلة بالإجابة عن تساؤلاتنا.

المزيد:

هل يغزو "كورونا" دول الخليج؟

وفاة 5 أشخاص في السعوديَّة بفيروس كورونا