النحل يدمر العالم والراقصة ليست بنت ليل

صدر للكاتب والإعلامي اللبناني سمير فرحات كتابه الجديد «صانع الراقصات»، الذي يجمع فيه بين القصة القصيرة والشعر. وقد وقع فرحات مؤلفه في حفل أقامه في الجامعة الأنطونية في بعبدا «لبنان»، بحضور عدد من الشخصيات، وعلى رأسهم علي ملحم ممثلاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والناطق السابق باسم رئاسة الجمهورية الأستاذ رفيق شلالا، وعدد من الإعلاميين والشخصيات المهتمة بالشأن الثقافي.


ينقسم الكتاب إلى قسمين هما قسم القصة وقسم القصص القصيرة، والقصص التسع التي يتضمنها تطرح عدة تساؤلات تلامس القلب فهي تجعلنا ننظر لبعض الأمور نظرة جديدة مثل نظرتنا لمفهوم العفة، والجنس وحتى نظرتنا لكائن صغير مثل النحل.


النحل يدمر العالم
في قصة «انتحار النحل«، أحد قصص الكتاب، يعبر الكاتب عن قلق مشروع من مشهدية الحياة المتلاطمة بقسوة من حولنا، فنحن نعلم جيداً أن النحل يساعد في تلقيح النبات الذي هو طعام البشر، ولكن النحل يفكر من جديد بأن هؤلاء البشر الذين يقوم بإطعامهم يتكاثرون ويتناسلون ليملأوا الأرض ظلماً وبطشاً، فيقرر النحل أن ينتحر ويتوقف عن عمله؛ لكي لا يشارك في جريمة من وجهة نظره.


الراقصة ليست بنت ليل
ويعبر في قصة «صانع الراقصات» عن تداعيات مخرج مسجون تعكس هبوط مجتمع يشتهي الشهرة والسقوط بأي ثمن، لدرجة أن والد إحدى الفتيات يتهم هذا المخرج باغتصاب ابنته؛ لأنه رفض أن يختارها راقصة، فينتحر المخرج في السجن ولم تكن تزوره سوى الراقصات اللواتي كان يختارهن بعناية مقدماً لمفهوم جديد عن الراقصة بأنها ليست تلك التي تتاجر بجسدها من أجل المال، بل هي الغانية التي تصلح قرية.
لينتهي الكاتب بقصة «ماذا تقول ماتيلد عند النكاح؟» التي تحكي عن رغبة التصالح مع الرغبة الجنسية، وما تخفي هذه الرغبة من طيات إنسانية، فهي ليست عملية آلية تسبب الملل في الحياة الزوجية.


الشعر
أما القسم الآخر من الكتاب الذي تزين غلافه صورة للفنانة الإيطالية سيلفيا بوليسارو، فيتضمن خمساً وعشرين قصيدة، هاجسها الوقت، تغامر عند عتباته المقفلة على الفهم، محاولة سبر تأثيراته على النفس والمشاعر، فنحن لسنا من نقود الوقت ولكنه هو الذي يقودنا.
كما أتاح الشاعر في مجموعته هذه، مساحة للتعلق بالمرأة، والسباحة في عالمها، تاركاً للمساتها الخاصة العبث في ينابيع الفرح والنشوة والانتظار والقلق.


من هو سمير فرحات؟
سمير فرحات كاتب وصحفي لبناني له أكثر من 18 مؤلفاً في الشعر والقصة، والفكر الاجتماعي واللاهوت والرواية، وله أيضاً سلسلة أبحاث حول الظواهر الغامضة تدعى «خفايا» صادرة عن دار «أنطوان- هاشيت»، حاز عنها على جائزة نعمان الأدبية الاستثنائية للعام 2010. من قصائد الكتاب الجميلة:


خذني إليك..... لا تنسني
انزع الأرض مني
جملني
لا تتعب
قد شقيت كثيراً
وأشقتك.... فلا تشح
هذا الجمال يسكنني
مذ وجهك كان عباءتي