3 سيدات سعوديات، حولتهن محنهنَّ لبطلات

4 صور

لن تعرف قيمة الحياة حتى تخوض معاركها بشدَّة، وتجازف بحياتك في سبيل النجاح والطموح، تلك كانت أمنيات سيدات قاومن أقدارهنَّ ولم يستسلمن للفشل باليأس واللطم والخيبة وكأنَّما السماء تمطر حظاً؛ فقد حاربن بالصمود والكفاح حتى تمكَّنَّ من العبور بنجاح، وأصبحن مثلاً عظيماً في التحمّل والسيطرة على آلام القهر والإهانة قبل الجسد.

فاشلة.. فاشلة
الدكتورة حياة سندي، بعد مزيج من تسلسلات الفشل وحواجز العنصريَّة التي تلقتها أثناء دراستها في الخارج، فإحدى المحن التي لاحقتها هي حجابها، إذ استقبلها العالم المشرف على إحدى رسائلها العلميَّة بـ«فاشلة.. فاشلة.. فاشلة»؛ لأنَّها تلتزم بالحجاب ولا تفصل العلم عن الدين؛ فرغم حدة كلماته التي نزلت عليها كالسيف، إلا أنَّها لم تستسلم أمامه؛ فكما تقول: «الصعوبات هي التي تجعلنا نشعر بحجم الإنجاز»؛ حتى تمكنت من اجتياز محنتها ببضع كلمات أوصلتها إلى «ناسا» ومجلس الشورى واليونيسكو والبنتاجون وغيرها؛ فدائماً ما تذكر مقولتها: «سرّ النجاح يمكن اختصاره في كلمتين: الإخلاص والجدية».

استثمار المرض
الدكتورة سامية العمودي، التي أصيبت بمرض سرطان الثدي في عام ٢٠٠٦، تعمدت الكتابة في الصحف بشكل دوري لنشر التوعية الكافية عنه، وألّفت عنه كتباً وكتيبات باللغة العربيَّة والإنجليزيَّة، ولم تكتف بذلك، وإنَّما خصصت يوم ١٢ أبريل من كل عام ليكون يوماً للناجيات؛ فكما تقول: «الابتلاء بالسرطان رسالة حبِّ من الله» وتحكي قصتها: في يوم عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل، وجلست في غرفتي، وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري؛ فأحسست بوجود كتلة فيه، في لحظات استيقظت كل الحواس الطبيَّة في داخلي، وأخذت أتحسس الكتلة، أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاويَّة تحت الذراع، في ثانية أدركت أنَّ قضاء الله قد حلَّ بي.. في لحظة أدركت ما عندي، لم أكن أحتاج إلى فحص أو أخذ عينة؛ فأنا طبيبة؛ لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه، لحظة عصيبة عشتها، أخذت أدور في أرجاء الغرفة، أدعو الله بصوت عالٍ أن يلهمني الثبات.. أدعوه الثبات لأنَّني أعلم أنَّ الأجر إنَّما يكون عند الصدمة الأولى.. دعوته، ناجيته دامعة: هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل إليَّ رسالة حب كهذه.. تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانيَّة التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي.
وبفضل المرض تمكَّنت من إدارة منصب المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميُّز في رعاية سرطان الثدي، وهي عضو اللجنة التنفيذيَّة للمبادرة العالميَّة في صحة الثدي في الولايات المتحدة الأميركيَّة، والمشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدَّة، وهي ناشطة عالمياً في مجال سرطان الثدي، إلى جانب ذلك؛ فهي استشاريَّة نساء وتوليد وعقم، وأستاذ مشارك بكليَّة الطب والعلوم الطبيَّة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدَّة، وباحثة ومهتمة بالطب الإسلامي وأخلاقيات المهنة.

تعنيف والدها، أوصلها للعالميَّة
سمر بدوي السعوديَّة، تسلمت جائزة أشجع نساء العالم، ضمن 10 نساء لعام ٢٠١٢ بالعاصمة الأميركيَّة واشنطن، كتقدير لمكافحتها للظلم والسجن من قبل والدها، الذي نالت على يديه شتى أنواع العنف والسطو على راتبها، وعضلها من الزواج إلا بمقابل مبلغ مادي ضخم، رغم أنَّها مطلقة وأم لطفل، مما اضطرها في عام 2008 م للهروب واللجوء لدار الحماية الاجتماعيَّة في مدينة جدَّة، ثم إلى المحكمة لتلغي وصاية والدها كمحرم عليها، بعد أن فشلت في إيجاد حلول وديَّة، إلا أنَّ والدها، وفي 2009، وجَّه اتهامات لابنته بالعقوق، وتعرَّضت على خلفيته للسجن، وفي 2010، تشكلت لجنة للمصالحة بين الأب والابنة، على أن يعد الأب بعدم استخدام العنف معها، وأن يسمح لها بالزواج، وجاءت نتائج التحقيقات غير القضائيَّة بمعاناة الأب من مظاهر الاضطراب النفسي السلوكي، وأنَّه مدمن، وكانت لديه 14 زوجة، واستنفد موارده الماليَّة، وغير مستقر في وظيفة ثابتة، وفي 25 أكتوبر ٢٠١١، تم الإفراج عن سمر بدوي؛ تطبيقاً لتوجيهات المجلس الأعلى للقضاء بصحبة عمها.