هل يتحول البكاء في الصلاة إلى بدعة؟

4 صور

دعا عالم الدين المغربي المعروف محمد زحل في شريط فيديو قام بترويجه على الإنترنت، إلى الالتزام أثناء الصلاة، والحفاظ على مبدأ الخشوع في صلاة القيام، التي تقام في المساجد خلال هذا الشهر الفضيل، الذي تمتلئ فيها بيوت الله عن آخرها بالمصلين، الذين يتسابقون لأداء صلاة التراويح، التي لا يتمالك فيها بعض المصلين أنفسهم فيستسلمون للبكاء.


وحسب العالم محمد زحل وهو من رجالات الدين المعروفين، لا يرى مانعاً من تأثر المسلم بتلاوة بعض الأئمة والمقرئين، ويتفاعل مع معاني الآيات، بل ويمكنه أن يتباكى؛ عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا القرآن وابكوا؛ فإن لم تبكوا، تباكوا».
لكن الخوف –وحسب ما ورد في مقطع الفيديو- هو أن تتحول ظاهرة البكاء إلى بدعة، عندما يصبح البكاء مبالغاً فيه؛ مما يضيع على المصلين الآخرين خشوعهم في الصلاة».


أصوات شجية
ومن الظواهر اللافتة في المغرب أن كثيراً من أئمة المساجد؛ ورغم حفظهم لكتاب الله؛ فإنهم يسعون وقبل حلول شهر رمضان؛ للبحث عن الأصوات الشابة، خريجة دار القرآن، التي تملك جذب أكبر عدد ممكن من المصلين، وتملك في نفس الوقت قدرة على التأثير على نفوسهم وضمان تفاعلهم في خشوع مع تلاوة القرآن، حيثُ تنازل كثير من الأئمة والقيمين على المساجد عن أداء صلاة التراويح تاركين المكان لجيل جديد من الأصوات المؤثرة، واكتفوا فقط بأداء الصلوات المفروضة. وهي ظاهرة تنامت أكثر في الأعوام الأخيرة، في إطار التنافس بين القيّمين على المساجد في الأحياء الواحدة؛ لكسب إشعاع أكبر للمساجد التي يشرفون عليها، وهو تنافس محمود مكَّن العديد من المقرئين الشباب الخريجين من إمتاع جمهور المصلين، الذين يتأثرون بأصواتهم الجميلة، فيغالبون دموعهم... ثم يستسلمون للبكاء بتأثر بالغ.. خصوصاً عندما يتوقف المقرئ عند آيات بليغة المعاني ومؤثرة فيجهش بالبكاء.