السويقة: سوق الرباط الشعبي يحتفي برمضان

7 صور

«السويقة» هي سوق المدينة العتيقة بالرباط التي لا تزال تحافظ على طابعها التقليدي، ونكهتها الخاصة تجعل منها قبلة كل من يزور العاصمة المغربية «الرباط» لاكتشاف سحر المكان، يشهد هذا الفضاء التجاري الشعبي رواجاً اقتصادياً كبيراً على مدار السنة، وإن كان اللافت هو أن السويقة تنتعش أكثر في شهر رمضان، فموقعها بالمدينة العتيقة بتعدد أحيائها ودروبها؛ جعل منها القلب النابض الذي تتحول معها جميع فضاءاتها إلى نقطة جذب للزبائن، فإلى جانب كونها فضاءً للتبضع، فهي مكان لتمضية الوقت لبعض الصائمين، حيث تكتظ السويقة بضجيج الباعة وصراخهم، ونكهات المطاعم التي تحضر للعزاب أطباق الحريرة؛ مصحوبة بإكسسواراتها الضرورية: «البيض المسلوق والتمر والحلوى الشباكية».

طعام للصائمين
وكما هي العادة في رمضان، تبدو «السويقة» صباحاً خالية، لتبدأ تدريجياً مع الظهر في استعادة توهجها؛ حيث تبدأ المقاهي الشعبية في فتح أبوابها؛ لتحضير موائدها للصائمين العزاب وعابري السبيل، كما تنتشر هنا وهناك عربات الكفتة المشوية والسردين المقلي و«الرغايف المغربية» بكل أصنافها، وطاولات الفواكه ومحلات بائعي عصير البرتقال، والمحلات الصغيرة المتفرعة منها.
ترتفع وتيرة استعداد الباعة، وتدب حركة الصائمين في الفترة الزوالية؛ لاقتناء الحاجيات الضرورية من فواكه وخضراوات ولحوم ومكسرات وتوابل، والتي تنبعث روائحها من الحوانيت الصغيرة المنتشرة بين فضاءات «السويقة» التي تكتظ عن آخرها بازدحام شديد قبيل الإفطار، سواء لتمضية الوقت في انتظار موعد الإفطار، أو لاقتناء ما لذّ وطاب.

عجائن مغربية
الملاحظ أن الإقبال على باعة «الرغايف» والسردين والبيض والحلويات لا يقتصر فقط على العزاب، حيث يصطف حتى بعض المتزوجين من الرجال في طابور أحياناً؛ لاقتناء حلويات (الشباكية) أو العجائن المختلفة من البغرير و«الرغايف» والرزيزة، والسردين (المشوي) على الفحم؛ الذي غالباً ما يكثر عليه الطلب في هذا الشهر بالخصوص.

حركة مستمرة
«الحركة لا تتوقف» وهو ما يؤكده لنا محمد، صانع عصير البرتقال، الذي حضر إلى «السويقة»؛ ليبحث لنفسه عن مكان لتفادي زحام الباعة المنافسين، فقد اعتادت «السويقة» في شهر رمضان أن تشهد رواجاً مماثلاً، فجميع الأسر تقصدها لاقتناء حاجياتها بأثمان معقولة، والإقبال على عصير البرتقال، مع العلم أن أسراً تسكن بالرباط ترتاد بدورها السويقة؛ لتقتني حتى «الحريرة» التي قد تتطلب وقتاً طويلاً لتحضيرها والسمك المشوي؛ لأن ظروف الناس تختلف.

السويقة مساءً
بعد الإفطار وصلاة التراويح تتوهج «السويقة»، وتبلغ الحركة فيها درجة الذروة، حيث تعم رائحة اللحوم المشوية و(الكفتة)، وروائح حساء (الحلزون) بنكهة الأعشاب، وتبقى صورة «السويقة» ليلاً أشبه ما تكون بـ(بانوراما) تمتزج فيها صيحات باعة الأرصفة، والمدائح الدينية التي تصدح من محلات بيع الأشرطة الغنائية. تكتظ السويقة لدرجة يصعب معها التحرك وسط زحام المتسوقين، الذين يجدون في اللباس التقليدي المغربي وأرصفة الباعة ما يغري بالوقوف؛ لجس نبض السوق قبل الإقبال على شرائها في الأسبوع الأخير من رمضان للاحتفال بالعيد.