للنساء.. قصّي رؤياك على الأحبة فقط

الأحلام أو الرؤى كما يُطلق عليها، والتي يفسرها العلماء بأنها صورة ذهنية تصاحبها مشاعر وأحاسيس، تعتبرها النساء أمراً شديد الحيوية والأهمية، فهي حديث مجالسهن؛ حتى المجالس الرمضانية لا تخلو منها، فهذه تقول إنها رأت ليلة القدر، وأخرى تدعي أنها شاهدت الهلال وقد أصبح بدراً في ليلة واحدة، وأخرى تفسر الرؤى بأن فلانة ستتزوج، وأخرى ستنجب ذكراً، وغيرها من الأمور التي تخضع للشواهد والأقاويل، لكن ما حقيقة الأمر من وجهة النظر العلمية؟ وما علاقة الرؤى بالطاقة وعلومها الحديثة؟ وهل قص الرؤيا وتفسيرها أمر محبب أم لا؟

مدرب البرمجة اللغوية وممارس الطاقة الحيوية سامح عمر يُخبرنا بالعديد من الأمور الهامة حول هذا الموضوع من خلال هذه السطور:
بداية يقول المدرب سامح: «الحلم علمياً هو صورة ذهنية يصاحبها صوت وإحساس، وصورة ذهنية؛ أي أنها مرئية من واقع تخيل عقلي، ويصاحبها صوت يعني أن صاحبه يسمع صوتاً وهمياً مصاحباً للصورة، كأنك ترين أحداً يكلمك أو تكلمين نفسك، كما أن إحساسك يكون عالياً جداً بما يحدث في الحلم، مما يؤثر على الجسد وكأنه حقيقة، كأنك تجرين خائفة في الحلم تلهثين وتعرقين وتزداد ضربات قلبك، وتضطرب بقية أعضاء جسدك، كما لو أنك قد قطعت عشرات الكيلومترات في الحقيقة».

قص الأحلام المزعجة
ويضيف: «لهذه الأحاسيس طاقة تجذب مثيلتها، كطاقة الخوف التي تجذب القرين لها؛ لأنه يحمل نفس الطاقة، كما أن هذه الطاقة تتفاعل مع طاقات ذرات الكون التي تشبهها، ويبدأ الكون في العمل على تحقيقها؛ لذلك يُنصح بعدم قص الرؤيا المزعجة ومناقشتها؛ حتى لا تثبت في العقل وبالتالي تتحقق، فقص الأحلام المزعجة يؤدي لتضاعف الطاقة السلبية المنبعثة إلى طاقة الكون بأمر تحقيقها».

لا تقومي بقص رؤياك
ويتابع عمر: «لذلك أمرنا الرسول الكريم، صلوات الله وسلامه عليه قائلاً: لا تقصص رؤياك إلا على وادّ»، أي على من يحبك؛ حتى لا يفسرها بطريقة سلبية تضرك ولو في خياله، فقد اكتشف أن الطاقة القوية، التي يفكر فيها الإنسان ويتأملها فيحرك الأشياء عن بعد بحسب قوة اعتقاده وإيمانه بها، فالرؤيا شفافة بحسب ما تفسر؛ لذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا على جناح طائر إذا فسرت وقعت»، أياً كانت سلبية أو إيجابية؛ لذا من الواجب تفسير الرؤيا بالخير وهي ليست بخير، ويجب عليك تبسيط المعنى بحملها على الخير قدر الإمكان، أو قلبها من شر لخير بطريقة محببة للنفس، وكمثال لتوضيح الطريقة المحببة يُحكـى أن أميـراً رأى رؤيـا مزعجـة فدعـا بمن يفسرهـا له، فقال له أحدهم: تفسيرها أن أسرتك كلها ستموت، فغضب وأمـر بجلـده عشر جلدات وطـرده، ودعا بآخر، فقال له: أيها الأمير إن تعبيـر رؤيـاك واضـح أنك أطول عمـراً من أسرتك كلهـا، فسـرّ الأمير وأمـر بأن يعطى عشـرة دنانير، فكلاهما فسرها بنفس المعنى، أنهم سيموتون جميعاً، لكن الأخير صاغها بمعنـى جميـل محبب للنفـس، فعرفـت طريقها لقلـب الأمير، أي جمّلها كصائغ الذهب، أما الأول فقد رماها في وجهه مجردة من الذوق فنبذها ونبذه، «أي كرهها وكرهه».