«العيدية» في عيون الشباب السعودي

5 صور

«العيدية» اسمها مشتق من العيد، وهي ملمح رئيسي له، سواء كانت هذه العيدية نقدية؛ يتم تجميعها والاحتفاظ بها لتحقيق بعض الآمال الشرائية، أو عينية؛ تؤخذ على صورة هدايا أو ألعاب للأطفال، وقد مرّ الزمان وكبرت الأجيال وتغيرت النظرة للعيدية، حتى بدت في بعض الأحيان إشكالية.
«سيِّدتي نت» يستطلع بعض الآراء السريعة؛ ليرى نظرة الشباب الحالية للعيدية...
بداية يقول المهندس فهد عبيد: «العيدية من العادات الجميلة في المجتمع، والتي تهدف إلى نشر الأفراح والبهجة بشكل خاص على وجوه الأطفال، مع مشاركة هذه البهجة الجميلة من قبل السادة الكبار؛ من الآباء والأعمام وباقي أفراد العائلة، ونفتقد هذه الفعالية في الفترة الأخيرة؛ نظراً لكثرة انشغال العائلات في حياتهم، وبالأخص حينما قلّ الاجتماع بين أفراد العائلة، فالعرف السائد هو أن العيدية تأتي في التقاء العائلات خلال أيام العيد؛ ليزفوا بعضهم بعضاً بهذه الفرحة، فأرجو أن يرجع المجتمع، ويحرص على فضيلة صلة الأرحام، فبهجة الأطفال تزداد بهذه الاجتماعات التي توحي بترابط العائلات وكذلك المجتمع».
أما الموظفة سماهر عرب فتقول: «العيدية أصبحت من أحد البنود التقليدية المفروضة على ميزانية الأسر في العيد، شأنها شأن النقود التي تنفق على شراء الهدايا والحلوى والملابس وبعض قطع الأثاث؛ لتجديد مظهر البيت قبل العيد، وهي فرحة لفئة الأطفال دون سواهم؛ حين تجتمع العائلات في صلاة العيد للصلاة وتبادل التهاني وتوزيع الحلوى والعيدية على الأطفال».
في حين تقول المهندسة مريم موسى: «لقد نسيت كلمة عيدية منذ أن توظفت، لكنني لا أزال أحنّ إليها».
ويقول محمود العناني، مسؤول بإحدى الشركات الخاصة: «آخذ مبلغاً مالياً كل عيد، وأقوم بتحويله من البنك لنقود جديدة؛ لأنفق منها في العيد، وكأنها عيديتي الخاصة».
فيما يقول مسعود وليد، موظف في شركة خاصة، متحسراً: «حينما أتذكر العيدية أكتشف أن معظم من كانوا يعطونني إياها منذ أعوام قد رحلوا تحت الثرى، وفي المقابل أصبحت أطالب بإعطاء عيدية لهذا الجيل الجديد من الأطفال الصغار، فسبحان مبدل الأحوال!».
وتقول الأخصائية الاجتماعية آية جاد: «أخجل كثيراً حين يمد أحد أقاربي يديه ليعطيني نقوداً في العيد، ولا أتصور كيف عليَّ أن أمد يدي لآخذها، فهذا الأمر يحرجني كثيراً، ولا أحب أخذ العيدية سوى من والدي وعمي؛ لقربهما الشديد مني».
ويستنكر عبد الرحمن سردينة، «موظف تسويق»، امتناع الأهل عن إعطائه العيدية، رغم قدرتهم المادية، ورغم أنها تسبب مذاقاً خاصاً من السعادة مهما كان بحوزته من أموال، إلا أن الأهل ينظرون إليها حالياً وكأنها «موضة ذهبت مع الزمن»، وفقاً لقوله.