المعايدة.. رسائل وتكافل بلا حدود

2 صور

ها هو رمضان يُلملم أيامه ودقائقه ولحظاته؛ ليعلن ساعة رحيله ووداعه لنا، فما أصعبها من لحظات وداع لهذا الشهر الذي يفيض بالخير والعبادة والمحبة! لكنّ عزاءنا أنَّه سيعقبه العيد.. فرحة المسلمين بفطرهم وأملهم في أن يتقبل الله صيامهم وقيامهم، وهذه الفرحة عادة ما تترجمها لقاءات الأهل والأحبَّة والجيران وتجمعاتهم وما يتبادلونه من كلمات معايدة تعبِّر عن تلك الفرحة.
«سيدتي نت» التقت اختصاصيَّة العلاج النفسي وعلاج العلاقات الزوجيَّة والأسريَّة، الدكتورة إسراء حسين؛ لتقدم لنا أفضل العبارات التي يمكن أن يتبادلها الأزواج والأبناء والأقارب بمناسبة عيد الفطر المبارك.

بداية أوضحت الدكتورة إسراء بقولها: «اليوم نودع شهر رمضان وغداً سنستقبل عيد الفطر السعيد، عيد اقترن قدومه بانتهاء شهر رمضان. في هذه الأيام المباركة نؤكد وننصح ونقول إننا نريد هذا العيد استكمالاً لشهر الخير والبركة والسعادة. نريده عيداً حقيقياً يجنبنا السلوكيات السلبيَّة التي تُمارس في العيد ويعدّها بعضنا سلوكيات صحيحة وأساسيَّة يمارسونها غير مكترثين لعواقبها الوخيمة، وفي السياق نفسه نؤكد ممارسة السلوكيات الإيجابيَّة التي تغرس وتعزز القيم النبيلة والأصيلة في المجتمع».

وهنا تقدِّم د. إسراء بعض النصائح بما يتعلق بأسلوب المعايدة وكيفيَّة ممارستها، وهي:
• التمسك بالكلمات الجميلة التي نرددها في العيد «كل عام وأنتم بخير»، فهي كلمات تفيض بالمعاني الدافقة بالصدق والثقة والمحبَّة والدعاء الطيب والرجاء المستحب، كلمات ليست جوفاء ولا تقال للمجاملة ورفع العتب.

• مراجعة سلوكياتنا وأخطائنا وتجاوزاتنا اليوميَّة التي كان بعضنا يمارسها قبل شهر رمضان وتوقف عنها في رمضان، وتقديم كشف حساب ذاتي وصادق مع النفس، ونتأكد من صفاء ضمائرنا وغسل ذنوبنا، ونضع عهداً على أنفسنا بأن نواصل ما قمنا به في شهر رمضان المبارك من تكافل وتواصل ومحبَّة ورحمة، ومواجهة الأنانيَّة والنفاق والظلم والرياء وحب الظهور بشجاعة وحزم.

• مواصلة التكافل الاجتماعي، فعمل الخير والتواصل مع الآخرين ومساندتهم ودعمهم ليس حكراً على شهر رمضان المبارك والعيد، ويتوقف بعد انتهاء هذا الشهر المبارك أو بعد انتهاء العيد؛ لنتذكر بأنَّ قيم التكافل الاجتماعي والرحمة والتعاون والمحبَّة والتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء ليست لها مواسم أو شهور أو أيام. فالعيد مناسبة يتم من خلالها تأكيد ديمومة التواصل مع الأهل والرحم والأقارب والجيران، والحرص على زيارة المرضى الذين أقعدهم المرض وأبعدهم عن أعز الناس لهم؛ لمشاركتهم الفرح في العيد، والدعاء لهم بالشفاء والصحة والعافية، لكل مريض ينتظر جرعة علاج كيماوي أو إشعاعي أو ينتظر نتيجة فحص مختبر أو أشعة أو إجراء عمليَّة جراحيَّة.

• زيارة الأيتام في أماكنهم، والتأكيد على توزيع «فطرة رمضان» للمحتاجين والمعوزين من أفراد المجتمع.

• وأخيراً العيد مناسبة وفرصة لنقدم الشكر والتقدير لكل من سار في درب الخير؛ ليزرع أملاً في قلب ووجدان من فقد الحب والحنان والعطف، ولكل من رسم الابتسامة البريئة على شفاه هؤلاء الأطفال أحباب الله والمجتمع. فالعيد مناسبة لمساعدة الجيران والإخوان والأقارب، ومدّ يد العون لهم لشراء الملابس والحلويات والهدايا التي يفرح بها الأطفال، فما أصعب أن يكون ابنك قد فرح في العيد وتوافرت له الملابس والهدايا والحلويات، وهناك أطفال من أبناء الجيران والأقارب أغلقوا الأبواب على أنفسهم، وحبس ذووهم دمعتهم لرؤيتهم محرومين حتى من فرحة العيد، فما أروع التكاتف والتعاون وما أبشع الأنانيَّة وحب النفس والانطواء!