الحماة تحب "الصهر" وتعادي "الكنة"!

هل تهدم البيوت ويقتل الحب تحت وطأة مشاكل عاتية بسبب كيد امرأة تحمل لقب "حماة"؟! الجواب بكل أسف ومن خلال التجربة الفعلية "نعم"، فالحماة في بعض العائلات هي داء وبيل قد يستشري بشكل لا ينفع معه سوى بتر العلاقة وحدوث الطلاق.
المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش يطلعنا هذا الأسبوع على واقع مرير تعيشه بعض البيوت العربية أطلقنا عليه "حماتي سبب معاناتي" والتوصيات من خلال هذه السطور.

أولاً يقول القراش: "مما لا شك فيه أن ما تقوم به الحماة مع زوجة ابنها يختلف كلياً عما تمارسه مع زوج ابنتها؛ لأن الأم تحاول قدر الإمكان أن تجد الأمان لابنتها، وذلك بإرضاء وكسب محبة صهرها بعدة طرق، فتجدها تكثر من مدحه وخصوصاً أمام الآخرين، وتحاول أن تكرمه دائماً قائلة: "حماتك تحبك" وبإغداق الكرم عليه، مما يصب بالنهاية في مصلحة ابنتها وضمان انتمائه لهذه العائلة وكسب وده وثقته لكونه صاحب قرار مستقل ولا يمكن إجباره على إقامة علاقة وطيدة مع عائلة زوجته.

لذلك دائماً الزوج محظوظ كونه عضواً مرحباً به، وكلما أكثر من التجاوب مع هذه المحبة والاهتمام سيحصل على نتيجة رائعة من قبل زوجته التي تعتبر هذه العلاقة بالنسبة لها مفتاح السر في نجاح علاقتها به وخضوعها له بكل محبة واحترام، فكثيراً ما تكبت الزوجة غيظها عندما تشعر بأن زوجها لا يميل إلى عائلتها، وهذه مهمة سهلة جداً عليه".

 ضحايا الحماة
ويتابع القراش حديثه قائلاً: "بالمقابل نجد أن زوجة الابن مطالبة بالتعامل مع عائلة زوجها والقيام بواجباتها تجاههم، وذلك لما لزوجها من سلطة عليها، وكونه حريصاً على المحافظة على والديه والعناية بهما، وهذا الضمان الذي تشعر به الأم من جهة ابنها يجعلها تتمادى في التصرف بلا مجاملة مع "كنّتها"، بل بالعكس تتفنن أحياناً في توجيه اللوم والملاحظات في الوقت المناسب وغير المناسب، وهناك بعض الرجال يشتكون من تدخل الحماة بشكل غير مباشر في حياتهم عن طريق زرع أفكار في عقل ابنتها وأحياناً التحريض على طلب أمور معينة لا تخطر على بال الزوجة، فعندما يشعر الزوج أن هناك بعض الإشارات الواضحة إلى تدخل حماته بحياته فإنه يثور على زوجته وحماته بشكل عنيف حفاظاً على كرامته، ولكن لو كان التدخل من أمه فإن الوضع يختلف وتجده كالنعامة يدس رأسه في التراب!"

 وصايا تحقيق السلام
ويوصي القراش للتعامل مع الحماة ومعالجة شرور نفسها قائلاً: "للحفاظ على السلام في العائلة وعدم الدخول في صراع مرير ينعكس سلبياً وحتماً على سعادة الزوجين يجب وضع خطوط حمراء في حياتهما تكفل كرامتهما أمام أهلهما، فالروابط العائلية شيء جميل جداً في مجتمعنا العاطفي الذي يحيط بالفرد ويستمد منه القوة والثقة، والمحافظة عليها يجب أن تكون من منطلق الاحترام والتقدير".