«خرفنة» الشباب للفتيات.. محاولة لرد الاعتبار

الخروف أو «خرفنة» الرجال، مصطلح خاص بفتيات السعوديَّة، يطلقنه على نوعيَّة من الرجال يسعون إلى التعرف إلى فتيات صغيرات في السن، يغدقون عليهنَّ الهدايا الباهظة وصرف الأموال، إرضاء لنزواتهم الصبيانيَّة، وقد لا تتردد بعض الفتيات في استغلال هذا الضعف؛ بل ويسعين لاستنزافهم وتحقيق ما يتمنينه من أشياء، لكن يبدو أنَّ السحر انقلب على الساحر، وأصبحت الفتاة هي «الخروفة» والمستغلة من قبل الشباب، هي من تحب وتتعلق وتصرف أموالها؛ من أجل إرضائه، وهو من يستنزفها أكثر لهيامها بحبِّه وتعلقه بها.
«سيدتي» التقت مجموعة من الفتيات اللاتي تعرضن لـ«الخرفنة»؛ ليحكين لنا عن تجاربهنَّ مع شباب استغلوا حبهنَّ لهم، وهل هو رد اعتبار من الشباب كما سبق وحدث معهم، وكان مصطلح «خرفنة»؟

سذاجتي وصغر سني
بدايةً، أوضحت «طيف.ع» «24 عاماً»، أنَّها وقبل عدة أعوام، أحبت شاباً يكبرها بخمس سنوات، وكان عمرها آنذاك نحو 17 عاماً، وكان حبَّاً حقيقياً، وعليَّ أن أضحي بكل شيء لأجل من أحبُّ، وهو ما اكتشفت بعد ذلك وجعلني «خروفة» بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى؛ فهو بلا عمل، ويتحجج دائماً بأنَّه لا يملك النقود ليكلمني؛ فكنت أشتري له بطاقات للهاتف النقال؛ حتى يستطيع مهاتفتي، ثمَّ بدأ يطلب نقوداً بحجة أنَّه لا يملك ثمن الطعام أو علبة السجائر، وإضافة لذلك كنت أبتاع له الهدايا التي كانت لا تقل عن 300 ريـال، ويصل إجمالي إنفاقي عليه في الشهر 2000 ريـال، واستمر هذا الوضع لمدَّة أربع سنوات، إلى أن كبرت واكتشفت أنَّه كان يستغلني مادياً، ولا يحمل تجاهي أي مشاعر حبٍّ.

البحث عن العاملة
أما سلوى الزهراني «25 عاماً»، التي صدمت بعد عدة مواقف واجهتها من بعض الشباب؛ فقالت: أعتقد أنَّ استغلال الفتيات للرجال كانت هذه هي نتيجته «خرفنة» الفتيات، وأصبح الشباب يسعون وراء الفتيات لاستغلالهنَّ مادياً.
وأضافت: ومن خلال علاقتي اكتشفت بأنَّ الغالبيَّة من الرجال لم يعودوا يبحثون عن الفتاة الصالحة لتكون زوجة؛ بل يسعون وراء العاملة أو الغنيَّة لأخذ مالها؛ فمثلاً أول شاب تعرفت إليه، كان دائماً يتحدَّث معي عن أحواله الماديَّة السيئة، وأنَّ الراتب لا يكفي لنهاية الشهر، في بداية الأمر اعتقدت أنَّه يحاول أن يشرح لي بطريقة غير مباشرة أنَّه غير مستعد للارتباط بسبب أحواله الماديَّة، رغم أنَّه يعمل موظفاً بأحد البنوك وراتبه كبير، أما الثاني فكان دائماً يحدثني عن المشاركة في الحياة الزوجيَّة في جميع الأمور؛ خاصة الماديَّة، وكان يرفض أن أخرج مع صديقاتي على عكسه، ويحاول فرض قوانين غريبة عليَّ، ومرَّة طلب مني أن أقف معه في أزمة ماديَّة مرَّ بها؛ فطلبت منه ضماناً لإرجاع نقودي؛ فرفض وغضب، ومن هنا تأكدت من أنَّه كاذب.
«خرفنة» بـ100 ألف ريـال
وحكت «ت.ك» «22 عاماً» قصتها وقالت: تعرَّضت للـ«خرفنة» عندما كان عمري «18 عاماً»، إذ طلب الشاب الذي ارتبطت به مبلغ 1000 ريـال لسداد دين عليه، وأعقبها بطلبه 500 ريـال، بعدها تم توظيفي بأحد البنوك؛ فبدأ باستغلالي أكثر، وكنت بالفعل أصرف عليه مبالغ كبيرة شهرياً من راتبي، حتى وصل ما صرفته عليه خلال ثلاث سنوات، نحو 100 ألف ريـال، بعدها قال لي إنَّه غير مستعد للزواج ويجب أن ننفصل؛ لأنَّه يخاف ألا تتزوج.

تزوج بمالي
وأضافت «و.خ» معلمة: قبل ثلاثة أعوام عشت قصة حبٍّ كادت تتكلل بالزواج، وبالفعل حضر إلى منزل أهلي وطلب يدي للزواج، بعدها أوضح لي أنَّه تعرَّض لمشكلة ماديَّة تحتاج منه إلى 250 ألف ريـال؛ فلم أتردد وقمت بأخذ قرض بنكي ليحل به مشكلته، لكن وبعد تسلمه كامل المبلغ، بدأ يتجاهلني، ولم يعد يرد على اتصالاتي، ولم يعد يسأل عني، وكانت الصدمة الكبرى عندما علمت أنَّه تزوج بالنقود التي اقترضتها له، وما زلت إلى اليوم أسدد القرض البنكي.

«خرفنة» ولا مليون وظيفة
ويصف لنا الشاب «أ.س» «22 عاماً» طالب جامعي، تجاربه مع «خرفنة» الفتيات قائلاً: اقتحمت هذا المجال مذ كنت طالباً في الثانويَّة العامَّة؛ خاصة أنَّني لا أملك دخلاً ثابتاً، وما يقدمه لي والدي من مصروف لا يتجاوز عشرة ريالات في اليوم، وهكذا بدأت أبحث عن الفتيات اللاتي يعملن وقد ينخدعن باسم الحبِّ، أو يرغبن بشاب يملأ عليهنَّ فراغهنَّ العاطفي، وفي المقابل يصرفن عليه، وكانت أولى تجاربي مع فتاة عمرها 26 عاماً، وكانت تصرف عليَّ ببذخ شديد، وقد يصل معدل ما تصرفه عليَّ شهرياً 3000 ريـال، أي أنَّها على مدار سنة كاملة، صرفت عليَّ 36000 ريـال، وبعدها تعرفت على سيدة في الثلاثين من عمرها، ذات منصب كبير، وأهدتني كثيراً من الهدايا التي لا تقل الواحدة منها عن 2500 ريـال، أما آخر تجاربي؛ فكانت مع امرأة تبلغ من العمر 45 عاماً، وعمري 21 عاماً؛ فاشترت لي سيارة، ولا تزال من أهم الشخصيات في حياتي؛ فهي غنية جداً وكريمة.

وسامتي أكسبتني نصف مليون
أما «ف. ط» «23 عاماً»؛ فروى لنا تجاربه وقال: كنت كثيراً ما أستغل السيدات لشراء الهدايا القيمة والصرف عليَّ، ولأنَّه على ثقة كبيرة بوسامته، كان لا يجد صعوبة في جمع هؤلاء السيدات حوله، خاصة أنَّ الفتاة كثيراً ما تصرف على من تحبُّه، أما الكبيرات في السن؛ فيعلمن أنَّ هذا الفارق في العمر لا بد أن يكون له ضريبة، وعلى الرغم من أنهنَّ لسن مسنات أو غير جميلات، إلا أنهنَّ لا يمانعن من الصرف عليَّ؛ فهنالك من اشترت لي كاميرا قيمتها 3000 ريـال، وأخرى كانت تأتي لي بأحدث الهواتف النقالة التي لا تقل عن 2500 ريـال، وآخرهنَّ امرأة تعرفت إليها كانت دائماً تأتيني بتذاكر سفر لمختلف البلدان، ومجموع ما حصلت عليه من «الخرفنة» يقدر بـ«450000 ريـال سعودي» وربما أكثر.

الرأي الاجتماعي
الدكتورة نادية نصير، المستشارة التربويَّة والأسريَّة، أوضحت أنَّ السذاجة المسيطرة على قلوب السيدات، تجعلهنَّ عرضة لتلك الخدع، ونجد أنَّ الظروف الاقتصاديَّة والبطالة المنتشرة، بالإضافة إلى التطلع لمستوى مادي أكبر من المستوى الذي يعيشه الشاب، جميعها أسباب اجتماعيَّة قويَّة لهذا الاستغلال المادي من قبل الرجال للسيدات، إذ لا يستطيع الشاب الارتباط وتقديم مستلزمات الزواج بسبب الظروف الاقتصاديَّة السيئة التي يعيشها، لكن كل هذه الأسباب لا تبرر تلك التصرفات التي من شأنها قتل رجولة الشاب وتغيير مفهوم القوامة بشكلها الصحيح؛ فالجانب المادي هو من أساسيات قوامة الرجل على المرأة؛ فهو واجب عليه لا على النساء، ومن هذا المنطلق، على الرجل أن يعي حقوقه الشرعية، ما له وما عليه، وعلى الفتاة أن تكون حريصة ولا تنقاد باسم الحب وتعطل عقلها وتفكيرها، وتنجر وراء أوهام قد تكلفها كثيراً.